نهاد الطويل - النجاح الإخباري -  نفى نائب رئيس حركة فتح وعضو لجنتها المركزية "محمود العالول" ما يتردد حول نية الرئيس "محمود عباس" سحب ملف المصالحة مع حركة "حماس" من دولة قطر، بسبب الأزمة الراهنة التي تعيشها وحملة المقاطعات العربية الكبيرة التي تتعرض الدوحة.

وقال العالول في تصريح خاص لـ"النجاح الإخباري": أنَّ موضوع نقل الملف لم يطرح أصلًا حتى اللحظة على أجندة النقاش داخل مركزية "فتح.

وشدَّد العالول على أنَّ المصالحة الوطنية ليست مرتبطة بمكان دون آخر وإن كانت قطر قد استضافت خلال السنوات الماضية العديد من جلسات الحوار الفلسطيني -الفلسطيني.

وردًا على المعلومات التي تؤكِّد أنَّ الرئيس سيتجه إلى تركيا ويطلب من الرئيس "رجب طيب أردوغان" الوساطة شخصياً مع حركة "حماس" في هذا الملف، نفى العالول أن يكون هذا الطرح موجودًا أصلًا.

ونفى العالول توجه وفد رفيع  المستوى من حركة "فتح" خلال الأيام القليلة المقبلة إلى العاصمة التركية في محاولة لتفعيل ملف الوساطة التركية.

وتوقع العالول أن تشهد الأسابيع المقبلة تحركاً جديداً بملف المصالحة الداخلية، متمنياً أن تستجيب حركة "حماس" للتحرك الجديد وتصدر قراراً بحل اللجنة الإدارية وتتوجه مع حركة "فتح" للتباحث بجدية في الملفات العالقة وإنجازها.

بدوره قال أمين سر المجلس الثوري السابق لحركة فتح "أمين مقبول" وعضو لجنة المصالحة الوطنية: إنَّ ملف المصالحة لم يكن يومًا بيد قطر وأنَّ مصر هي المسؤولة تاريخيًّا عن إنجازه على مدار سنوات الانقسام الداخلي.

وردًا على سؤال يتعلق بانعكاس الأزمة الخليجية القطرية على المشهد الفلسطيني، أكَّد مقبول في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الثلاثاء، أنَّ التأثير سلبي وأنَّ أيَّ خلاف عربي عربي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع التعاطي مع القضية الفلسطينية على المستويات كافَّة.

وكانت مواقع عربية نقلت عن مصادر وصفتها برفيعة المستوى، أنَّ الرئيس أبو مازن يفكر فعلياً بسحب الملف العالق مع حركة "حماس" من درج الدوحة بسبب احتدام الأزمة في البيت الخليجي.

 وأوضحت المصادر أنَّ المبادرة التي قدمتها دولة قطر مؤخراً لتحريك ملف المصالحة يبدو أنَّها ستعلق بسبب الظروف العربية الحالية وانشغال دولة قطر في خلافاتها مع الدول العربية والتي وصلت لحد المقاطعة وقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية كافة وإغلاق الحدود.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي "د.ناجي شراب"، أنَّ احتمالات سحب ملف المصالحة الفلسطينية من قطر قد تكون واردة وواقعية إلى حد كبير.

وقال شراب لـ:"النجاح الإخباري" الثلاثاء : " قد تكون تركيا البديل القادم على اعتبار أن لديها علاقات متوازنة، خاصة أنَّ أردوغان يتمتع بعلاقات إيجابية مع قيادة حركة "حماس" في الداخل والخارج.

ويؤكِّد شراب أنَّ مصر تبقى الأجدر والأقرب لقيادة الملفات الفلسطينية في هذا الوضع الراهن.

وأكَّد شراب أنَّ سياسة النأي بالنفس تسجل للقيادة الفلسطينية عما يحدث في المنطقة من أزمات، أو الخروج بمواقف متزنة بعيداً عن الاصطفاف إلى جانب طرف على آخر كي لا يتورطوا ويصبحوا جزءاً من الصراع.

وبذلت الدوحة جهوداً لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، واستضافت خلال السنوات الماضية عدداً من جولات المصالحة، كان آخرها في الـ(19 من شهر مارس/آذار الماضي)، حين التقى الرئيس عباس بأمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني"، في الدوحة، وبحث معه ملف المصالحة "لتوحيد الصف الفلسطيني"، وسبقه لقاء جمع عباس بوفد "حماس" برئاسة خالد مشعل، في (29 أكتوبر/تشرين الأول 2016)؛ بغية تحقيق اختراق جدي في هذا الملف.

ويسود الانقسام الفلسطيني البغيض منذ (منتصف يونيو/حزيران 2007)، في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة، ولم تُكلّل جهود إنهاء الانقسام بالنجاح طوال السنوات الماضية، رغم تعدد جولات المصالحة بين الحركتين، سواء في القاهرة أو الدوحة.