النجاح الإخباري - أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، اليوم الاثنين: إن العيش في قطاعٍ صغير مثل قطاع غزة، المثقل بحصارٍ دخل عامه الحادي عشر وبجولات متكررة  من الصراع باعثٌ على الإحباط لكل من الكبار والصغار، لكنه لم يثنِ الشباب اللاجئين الفلسطينيين عن إحداث أثر فاعل في مجتمعاتهم، متحلين بالعلم والعزيمة، وتستمر إسهاماتهم في تقديم أفضل مثال على الصمود والإبداع والتفاني.

وسرد تقرير للمنظمة الدولية قصة أحمد الزوم وساهر عبد الحميد، طالبي كلية مجتمع تدريب غزة التابعة لـ"الأونروا" الذين حصدا المركزين الأول والثاني فلسطينيًا على إطار مسابقة "ستارباك" العربية لعام 2017، علما بأن هذه المسابقة هي الأولى في المنطقة العربية لتشجيع الابتكار في مجال التعبئة والتغليف تتيح المجال لطلاب الجامعات من كافة الأقطار العربية.

وينظم المسابقة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) ومركز ليبان باك LibanPack اللذان يهدفان لتشجيع الإبداع والابتكار لدى 1000 طالب مشارك من 60 جامعة عربية في 133 دولة عربية.

ووفق التقرير فقد عُقد حفل توزيع الجوائز في بيروت- لبنان ولم يتمكن اللاجئان الفلسطينيان اللذان فازا بالجائزة من حضور الاحتفال بسبب الحصار المفروض على غزة والذي يجعل السفر أمرًا في غاية الصعوبة. بالإضافة إلى الجوائز والخبرة المكتسبة، سيُمنح الفائزان فرصة المشاركة في مسابقةWorld Star المُنظمة من قبل المنظمة العالمية للتغليف (WPO)، حيث ستحظى المشاريع الفائزة بإمكانية عرض أفكارهم ومشاريعهم على المستوى الدولي.

أحمد الزوم، (19 عاما)، طالب تصميم الجرافيك في كلية مجتمع تدريب غزة التابعة لـ"الأونروا"، حصد المركز الأول في مسابقة "ستارباك" بمشروع قدمه يحمل اسم "مكسرات أبو حميد". بهدف الحفاظ على نظافة البيئة، صمّم أحمد مغلفًا يُستعمل كحاوية للمكسرات وقشورها.

ويقول: "عندما كنت طفلًا، كانت المكعبات البلاستيكية هي لعبتي المفضلة وكنت دائم الشغف بتركيبها وتفكيكها. عندما كبُرت وجدت في تخصص تصميم الجرافيك في كلية مجتمع تدريب غزة التابعة لـ"الأونروا" فسحةً لممارسة هذا الشغف. لقد تمكنّت من إنجاز هذا المشروع بفضل التعليم النوعي الذي تقدمه الكلية والدعم الكبير من قبل المدربين التقنيين الذين أرشدوني بدءًا من تعبئة الطلب حتى مشاركة أخبار الفوز."

أما ساهر عبد المجيد، (19 عاما)، طالب تصميم الجرافيك في كلية مجتمع تدريب غزة هو الفائز بالجائزة الثانية في المسابقة من خلال مشروعه "زيت زيتون أبو حميد"، ملهمًا بحبه للزيتون وللألوان، صمّم ساهر حاملًا لزجاجة زيت الزيتون يأخذ شكل قالب ورقة شجرة الزيتون.

 ويضيف: "عندما تلقيت رسالة البريد الإلكتروني من إدارة مسابقة "ستارباك" لم أصدق في البداية. وسررت كثيرًا بسماعي خبر فوزي بالمركز الثاني على مستوى فلسطين بين حملة درجات علمية مختلفة، وهذا يجعلني أشعر بالفخر، على الرغم من ذلك، فرحتنا لم تكتمل عندما لم نتمكن من السفر لمهرجان توزيع الجوائز في لبنان نتيجة للحصار المفروض على قطاع غزة. ولكنّنا عاقدو العزم على إظهار مواهبنا التي لا تعرف حدودًا وسوف نشارك في مسابقةWorld Star."

ووفق التقرير فقد تأسست كلية تدريب مجتمع غزة التابعة لـ"الأونروا" في عام 1953 بهدف تقديم التدريب المبني على المهارات للشباب اللاجئين ومساعدتهم في الحصول على فرص توظيف ذات قيمة وزيادة فرصهم في سوق العمل المحلي والمساعدة في تطوير الاقتصاد المحلي. وحالياً، تقدم الأونروا فرص التدريب لما مجموعه 1,729 شابا في كلا الكليتين في غزة وخان يونس. وحتى هذا التاريخ، أكمل أكثر من 22,000 طالب تعليمهم في برامج التعليم والتدريب التقني والمهني في "الأونروا".