صدام فارس - النجاح الإخباري - مع استمرار الإغلاق الجائر لمعبر رفح البري المنفذ الوحيد للسفر إلى جمهورية مصر العربية ودول الجوار، يشتعل الإشتياق داخل المواطن الغزي، إلى أم الدُنيا ومنبع الحضارات الذي منذ أن فكر في السفر لقضاء العطلة الصيفية أو رحلة سياحية أو التجارة أو التعلم وطأة قدماه أرض مصر الحبيبة.

 فتجول داخلها وتجملت عيناه بمعالمها الأثرية وحضارتها التاريخية التي تُسحر العيون وتأسر القلب لشدة جمالها، حتى أصبح قلبه مُتعلقاً بهذه الأرض، لا يكل ولا يمل من السفر إليها والإقامة بها.

ومع نشأة مدينة القاهرة الترفيهية التي أُقيمت على الارض الفلسطينية حديثاً، وتحديداً في مدينة رفح جنوب القطاع، يشعر المواطن الغزي أنه في زيارة لجمهورية مصر، فما إن تجول داخلها حتى ترى تمثال أبو الهول، ودار الأوبرا المصرية، والأهرامات، وبرج القاهرة، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وقهوة أم كلثوم، وكافتيريا نعمة، ومسجد الحسين، تلك الأماكن من أكثر ما يُحبذ الغزيين زيارتها وقضاء أروع الأوقات داخلها.

بداية الفكرة

راودت فكرة إنشاء هذه المدينة، أحد المواطنين الغزيين المُحبين لمصر وأرضها وشعبها، ممن أثر عيلهم إغلاق المعبر، بعد أن كان مُعتاداً للسفر إلى مصر، ودفعه إشتياقه إليها إلى إنشاء مدينة ترفيهية تمتزج بمعالم جمهورية مصر الحضارية والأثرية التي تُمثل معلماً سياحياً يُقبل على زيارته آلاف الزائرين والسياح على مدار العام، وأطلق عليها إسم "مدينة القاهرة الترفيهية".

قبل بضعة سنوات أنشأ نضال الجرمي ووسام مكاوي، صاحبي مدينة القاهرة الترفيهية في رفح، مكاناً على سطح منزلهما، يعكس حبهما لمصر، وتعلقهم بها، تتزين جُدرانه بمجسمات من حضارة مصر ومعالمها الأثرية وتراثها العريق بصورة مُصغرة، يقضون فيه معظم أوقاتهم، وجعلوا منه مجلساً لإستقبال اقاربهم وأصدقائهم .

يقول الجرمي لـ"النجاح الإخباري" إن والده وجده زرعا حُب مصر في قلبه منذ أن كان طفلاً حتى كَبُر حبه لها وترعرع معه، ويضيف الجرمي "قررت أنا وصديقي مكاوي تطوير الفكرة حتى تصبح مكاناً على مساحة واسعة على أن تكون قريبة من الحدود المصرية الفلسطينية، لتصبح مقصداً للزائر والمُغادر، نهدف خلالها إلى إظهار عمق العلاقة بين مصر وفلسطين والحفاظ عليها، وتجسيد جسور المحبة بين الشعبين، بعيداً عن المهاترات السياسية التي لا دخل لنا بها".

تفاصيل الفكرة

وبين الجرمي لـ"النجاح الإخباري" أهم المعايير التي إتبعها هو وصديقه من أجل إقامة المشروع وهي: أن يكون قريباً من الحدود المصرية، وأن يكون تصميم البوابة الخارجية للمدينة على شكل بوابة معبر رفح من الجانب المصري، وأن يشمل المكان من الداخل على معالم حضارية وتراثية أصيلة يشترك بينها الشعبين، حتى يشعر الزائر أنه في قلب مصر، ويعيش أوقات وأجواء مصرية إلى حدٍ كبير .

آلية العمل في مدينة القاهرة الترفيهية

وأشار الى أن فكرة المشروع بدأت قبل نحو شهرين من بداية شهر رمضان المبارك، ولم يتبقى على الإنتهاء منه سوى مراحل بسيطة، على أن يتم إفتتاحه في نهاية شهر رمضان وقبل بدء عيد الفطر السعيد.

وأوضح الجرمي أن آلية العمل في المدينة ستكون مصرية بإمتياز، حيث سيتم التعامل بالعملة المصرية، عن طريق تخصيصهم بنك داخل المدينة تُستبدل فيه العملة المحلية بالعملة المصرية، إضافة إلى وجود عاملين يتقنون اللهجة المصرية.

أحد المواطنين الزائرين للمدينة يقول لـ"النجاح الإخباري" وهو يتجول داخلها، هذا المكان يُذكرني بحضارة مصر العريقة التي تجذب المُسافرين إليها، متوقعاً أن يشهد المكان منذ إفتتاحه نسبة زيارة واسعة، إضافة إلا أنه سيكون معلماً سياحياً لكل من حُرم من السفر إلى مصر نتيجة الإغلاق المستمر للمعبر.