نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: أكَّد الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور "عامر السبايلة" أنَّ عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي باتت "تترنح" وأنَّ الانحياز للدوحة في معركتها مع السعودية والإمارات والبحرين سيكون بمثابة "معركة خاسرة".

وقال "السبايلة" في اتصال هاتفي من العاصمة الأردنية عمان لـ"النجاح الإخباري": إنَّ الأمور وصلت في هذه المرحلة إلى قطيعة أكبر من السابق بعد أن أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر،بذريعة حماية أمنها من مخاطر ما تصفه بـ"الإرهاب والتطرف".

وأكَّد السبايلة أنَّ جذور الخلاف الخليجي الخليجي ليست بالجديدة خاصة وأن العام (2014) شهدت موجة سحب سفراء عدد من أعضاء مجلس التعاون الخليجي لسفرائهم من الرياض، حيث وصلت العلاقة مع الدوحة إلى شبه قطيعة، إلا أنَّ قطر وقعت اتفاق حسن نوايا في ذلك الوقت وعادت الأمور لمجاريها.

وأضاف السبايلة: "هذا يعني أنَّ الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن مفاجئًا بل وصولًا تدريجيًّا، فيما لا تزال نقاط الخلاف مع قطر خليجيًّا قائمة خاصة في أعقاب التصعيد  القطري الأخير ضد الخليج."

الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة
الباحث في الشؤون الاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة

ويعتقد السبايلة أنَّ الجانب الأهم واللافت في هذا التوقيت هو ربط العالم لفكرة "الإرهاب" وما تشكله قطر من حواضن لـ"الجماعات المتطرفة" وهو ما يضعها في موقف محرج للغاية.

ووفقًا للسبايلة فإنَّ التصعيد الخليجي بحكم الواقع الجيوسياسي يجهز على خيارات الدوحة في مواجهة مثل هذا التصعيد.

وعدَّ السبايلة إغلاق السعودية والإمارات للحدود البرية والجوية مع الدوحة عدَّه ورطة قطرية على صعيد اقتصادها خاصة أنَّها في مرحلة تستعد فيه لإنجاز ملف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم (2022).

وكل هذا سيضع القطريين في "حالة من العزلة الدولية" وفقًا لتوقعات السبايلة.

وردًا على سؤال يتعلق بالدور الأردني، استبعد السبايلة أنَّ يلعب الأردن في خلال الأيام القادمة دورًا وسيطًا لجهة تقديم مبادرات لاختراق الأزمة على هذا الصعيد.

وتابع السبايلة : " لن يكون بمقدور الأردن إن يدخل في دوامة الخلاف الخليجي الخليجي فهو لا يملك  أوراقا يستطيع أن يستثمرها في مثل هذا الملف الشائك".

وأضاف: "مجرد طرح ان يكون الأردن وسيط سيكون لذلك تداعيات سلبية عليه".

وفيما يتعلق بالموقف الكويتي القريب من قطر اعتبر السبايلة أنَّ الكويت ستترك كمساحة للمناورة.

وشدَّد في الوقت ذاته على أنَّ هناك أزمة وصلت الى حد اللاعودة  رغم أنَّها لم تصل إلى حالة "حرب أو"مواجهة" وبالتالي لا بد من ترك بوابة صغيرة تتمثل بالكويت من أجل تحقيق نوع من أنواع المناورة وإعطاء فرصة للقطريين.

التعاطي الأمريكي - الإيراني ..

وردًا على سؤال يتعلق بطريقة تعاطي إدارة البيت الأبيض مع الأزمة، أكَّد السبايلة أنَّ واشنطن ليست ببعيدة عما يجري.

وأضاف:" إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أدركت الكثير من المخاطر المترتبة على الدور الذي تلعبه قطر خاصة بعد قمة الرياض وبالتالي الموقف الأمريكي واضح لجهة عدم الممانعة أو الوقوف في وجه الإجراءات ضد الدوحة."

ويعتقد السبايلة أنَّ قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية لم تعد داعما لقطر وبالتالي درعًا سياسيًّا للمواقف القطرية.

وأخيرًا لفت السبايلة أنَّ ايران أذكى من أن تنحاز للدوحة في معركتها مع الخليج، فهي تعلم أنَّ الهوى الخليجي الدولي لجهة قطر واوضح مساره.

وأكَّد السبايلة أنَّ طهران تفضل إعادة العلاقات مع الخليج وتطبيعها مع الرياض دون الانحياز إلى قطر.

فالانحياز لقطر يبدو أنَّه سيكون "معركة خاسرة".بحسب السبايلة.