وفاء ناهل - النجاح الإخباري - احتلوا الحجر والبشر ولا زالوا ينبشون عمق التاريخ محاولين نسب أصالته اليهم زوراً وبهتاناً، فطالما حاول الاحتلال سرقة التراث الفلسطيني، لينسبه إليه، بداية من "صحن الحمص" و"الفلافل" و"الزعتر" "والزي الفلسطيني" وحتى "الكوفية" رمز الشعب الفلسطيني،  لتختم "ميري ريغيف" وزيرة الثقافة الإسرائيلية هذه السياسة الممنهجة في سرقة هذا التراث بارتدائها فستاناً يحمل صورة قبة الصخرة المشرفة، ليعمق الاحتلال اعتقاده بأنَّ له جذور ضاربة في عمق هذه الأرض.

محاولات تضليل فاشلة

مدير متحف جمعية السيباط للتراث الفلسطيني في الداخل المحتل، خالد عوض، أكَّد خلال حديثة لـ "النجاح الإخباري" أنَّ الصراع مع الاحتلال فيما يتعلق بسرقة التراث الفلسطيني بات واضحًا بعد مؤتمر بازل، كما وأنَّ "الحركة الصهيونية" العالمية تستهدف التراث الفلسطيني وتحاول نسبه إليها، فمشكلتنا ليست مع اليهودية كديانة بقدر ما هو صراع مع دولة احتلال تحاول سرقة وطن بتراثه من أصحابه الأصليين.

وأضاف عوض "الحركة الصهيونية" والمقولة التي جاءت بها "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" حيث  أقنعوا العالم بهذه الفكرة في البداية، حيث أظهروا للعالم أنَّ هذه الأرض بلا سكان أو حضارة أو حتى تاريخ، ونجحت في المرحلة الأولى إلا أنَّها لم تستطع أن تخدع العالم لفترة طويلة".

بدايات سرقة التراث

 وفيما يتعلق ببداية سرقة التراث الفلسطيني قال عوض: "بعد عام (48) بدأت السرقة وخاصة أنَّ المجتمع الفلسطيني مجتمع زراعي يعتمد على الموارد الطبيعة، فالزعتر والزيتون من أهمِّ الموارد الطبيعية والمتأصلة بتراثنا الفلسطيني والتي تحاول إسرائيل سرقتها بشتى الطرق حتى أنَّها وضعت غرامات مالية باهظة على أيِّ شخص يجدون بحوزته نبتة الزعتر، وفيما  يتعلق باللباس والزِّي الشرعي والزِّي الفلسطيني هناك عشرات الأبحاث والدراسات التي كتبت عنه، كما وأنَّ لكل منطقة زيِّها الخاص بنكهته الخاصة وادِّعاء أنَّ التراث الفلسطيني لهم، زورًا وبهتانًا فنحن أصحاب الأرض التي سلبت من قبلهم، والأصل يبقى أصل والفروع إلى زوال".

سياسة ممنهجة

وفي حديثه حول سرقة التراث والسياسات المتعبة، أكَّد عوض، أنَّ المرشدين السياحيين، في إسرائيل، يتبعون خطة ممنهجة ومبرمجة في تعاملهم مع السياح والوافدين من دول العالم كافة، ليثبتوا أنَّهم أصحاب التراث والحضارة وأنَّ هذه البلاد بلادهم، فهذا جزء من مؤامرتهم، ولكن مع  وجود وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لم تعد أكاذيبهم تنطلي على الشعوب كما في السابق عندما حاولت إسرائيل نقل الزي الفلسطيني للخارج على أنَّه تراث خاص بها، حتى الفلافل تمَّ نقلها لدول العالم باعتبارها أكلة يهودية.


البحث عن الجذور

"الحركة الصهيونية" اليوم تبحث عن الجذور، ولكن لن تجد الجذور ولا الموروث الذي تبحث عنه،  فهي تشرع كل الوسائل لسرقة التراث، رافعةً شعار" إسرقوا وانهبوا وزوروا وانسبوا كل ما يثبت أن هذه الأرض لنا"

 وأكَّد عوض أنَّ الوعي والاهتمام بالتراث يساهم في وضع حد لهذه السرقات، فما نحتاجه اليوم هو حل إشكالاتنا، وعلينا أن نبني مؤسسات لتوثيق وجمع التراث، كما ويتوجب علينا بناء المتاحف، إضافة لأرشيف يعني بشؤون التراث الفلسطيني، مضيفاً "نحن امتداد للحضارة الكنعانية العريقة".

خطة ممنهجة

وفي نهاية حديثه قال عوض: نحن نحتاج لخطة ممنهجة ومدروسة لحفظ تراثنا من السرقة والضياع، فحتى الآن ضياعًا سياسيًّا، وفي أغلب الأحيان نسقط بخندق المؤسسة الإسرائيلية، التي تتبع خطط وسياسات لتوجيهنا".

ويضيف عوض: "لحفظ تراثنا علينا أن نضع أجندة مدروسة ولا بد أن يكون التراث الفلسطيني من أهم أولوياتنا، فالسرقة تحدث عندما نهمل وما نهمله يترصده الاحتلال بفارغ الصبر، فما يحدث بالداخل المحتل عبارة عن تفريغ للقرى الفلسطينية وتحويل للتراث الموجود بداخلها للمستوطنات الإسرائيلية، في محاولة مدروسة بهدف سرقة التراث الفلسطيني.

وأضاف:" يجب أن نحيي الرموز والتراث، وعلينا أن نهتم بالتعليم والتثقيف وزيادة الوعي لدى الطلبة بمدى أهمية التراث الفلسطيني والمحافظة عليه من السرقة، الى جانب بناء مؤسسات لجمع التراث، وخلق أرشيف خاص بالمنازل التي هجر ساكنيها وسلب الاحتلال ما فيها لينسبه له، فأين هي أرشيفات هذه المنازل؟ وأين الوثائق التي تحفظ تراثنا من الضياع؟!".