موفق مطر - النجاح الإخباري - موفق مطر

ألا يعلم الذين يعاتبون الرئيس ابو مازن والرؤساء والملوك الذين كانوا يستمعون لخطاب الرئيس دونالد ترامب في القمة العربية الاسلامية-الأميركية، ان الرئيس محمود عباس عمل بإخلاص منذ العام 2005 على دمج حماس في اطار منظمة التحرير الفلسطينية وتبني برنامجها السياسي، وإنه لم يوفر فرصة لاقناع العالم بأن حماس جزء من الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، ومن حقها المنافسة في انتخابات ديمقراطية للتشريعي والرئاسة والبلديات والنقابات والاتحادات.. والمشاركة في القرارات المصيرية للشعب الفلسطيني التي تحدد مناهج حياته النضالية، وصورة مستقبله القريب أيضا. 

يعلم العاتبون أن الرئيس ابو مازن معني بدفع سمة الارهاب عن أي فلسطيني، لإيمانه ان حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، المعبرة عن ارادة وطموحات وآمال واهداف الشعب الفلسطيني أرقى واسمى من قدرة اي قوة في العالم على نعتها أو دمغها بالارهاب، فنضال الشعب الفلسطيني وكفاحة من اجل التحرر والحرية والاستقلال مشروع ومكفول في القوانين والمواثيق والشرائع الدولية. 

لا يحق لكائن من كان توجيه اللوم للرئيس ابو مازن على كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وضع حماس في القائمة المعادية الى جانب "داعش" و"القاعدة"، فترامب – رئيس دولة عظمى - يتحمل وحده مسؤولية كلامه، أما قادة حماس الذين سارعوا للوم الرئيس محمود عباس وقادة الدول العربية، فهم يعلمون يقينا ان رئيس مكتبهم السياسي السابق خالد مشعل حاول طعن الرئيس ابو مازن من الخلف عندما لوح لترامب بوثيقته (المثقوبة)!! ونشر ما يشبه قصيدة مديح (حمساوية) بترامب في لقاء على قناة (سي أن.أن) الأميركية في اللحظة التي كان فيها رئيس شعب فلسطين، رئيس دولة فلسطين المحتلة، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، رئيس السلطة الوطنية محمود عباس يهم بدخول البيت الأبيض بدعوة رسمية من رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فبدت الصورة وكأن ترامب (الممدوح) قد أطاح ببرجهم الذي رفعوا قواعده على ورق وثيقتهم البالية!!. فانهارت نوافذه التي صمموها لتكون مفتوحة على واشنطن وعواصم في هذا العالم، بعد اغلاقهم وسدهم بإحكام اي منفذ قد يطل على الآخر في الوطن!!.

على قادة حماس توجيه اللوم لقيادات جماعة الاخوان المسلمين التي تبعوها كالعميان، بعد أن أخذهم الظن بأن الولايات المتحدة ستتخذهم حليفا (كاسلامويين وسطيين) فيما الحقيقة ان الديمقراطيين في الولايات المتحدة بقيادة اوباما قد اوهموا الاسلامويين بذلك، فصدقوا، حتى ان تفريخاتهم كالقاعدة وداعش وكل الجماعات والمسميات التي اطمأنت، قد سارعت للظهور، والقفز على سدات الحكم في بلدان عربية، وانكشفت اوراقهم، وخرائط دهاليزهم السرية، وبانت أنياب باطنيتهم، في سنوات ما سمي (الربيع العربي)، ودُفِعَ الجميع الى (الشراك) في دوائر القتال الدموي الطائفي والمذهبي في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وساهمت عقليتهم وأعمالهم وأفعالهم المدفوعة بنزعة اجرامية دموية رغبوية في اضعاف حواضنهم الشعبية، وكل ذلك تمهيدا مخططا له ومبرمج لجزهم واقتلاع شروشهم السامة، فالانتقام لمجزرة 11 سبتمبر في العام 2001 بدأ ولم يتوقف بعد. 

عليهم ان يقروا، ويعترفوا أمام أتباعهم ومناصريهم أن رؤية ونظرة قائد حركة التحرر الوطنية محمود عباس ابو مازن سابقة لنظرة حماس ورؤيتها العوراء ولوثائقها أيضا بأكثر من أربعين سنة، وان الرئيس ابو مازن ومن قبله القائد الشهيد ياسر عرفات ومعهما قيادت حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، كانوا مؤمنين بالوحدة الوطنية كعقيدة سياسية، وكانوا معنيين ليس بشرعية الكفاح الوطني الفلسطيني وأهدافه وحسب، بل باقناع العالم بالحق التاريخي والطبيعي، اقناعه برصانة الحكمة الفلسطينية، وضبط ايقاع العقل الفلسطيني الوطني في الخطاب، في زمن تغيرت فيه النظرة للصراعات وسبل حلها، وكذلك المفاهيم التي كانت مشتقة من وحي الصراعات بين القطبين في العالم، وفي زمن تبدلت فيه مواقع الدول ومواقفها، لا بد من اعادة صياغة برامج عملنا الوطنية الكفاحية والنضالية والتنموية ايضا كحركة تحرر تأخذ مصالح الشعب فوق كل اعتبار لتكون العليا. 

لقد اغتالت حماس كل الفرص، وقطعت يدا وطنية مدت لها، وما زالت الفرصة لمد يدها للآخر، للوطني الفلسطيني، فليس اطهر واسلم من هذه اليد، وليس أضمن من الانتماء للوطن. 
أخيرا.. قد يفعل صوابا القيادي في حماس موسى ابو مرزوق اذا قال ولو لمرة واحدة الحقيقة التي يعرفها عن مصداقية الرئيس ابو مازن!!