النجاح الإخباري - مثنى الحاج علي لاجئ سوري في الأردن هُجر قبل عدة سنوات من مدينته في درعا جنوبي سوريا، واختار ألا يستسلم لليأس فاجتهد لصقل موهبته وحلمه العتيق واحترف الرسم، ويحاول عبر لوحاته تجسيد المأساة السورية وتفاصيل المدن التي أحبها.

في مرسمه الصغير يمضي مثنى الحاج علي معظم أوقاته، فبين جدران غرفة ضيقة في بلد اللجوء والمعدة لاستقبال الضيوف وأزيز قلمه على لوحة بيضاء، يسرح الخيال بالشاب العشريني في سماوات الحلم، ليمطر لوحات فنية عميقة التصوير والمعنى.

دمار وقتل واعتقال وغبار معركة دامية على أبواب بلدته في ريف درعا الشرقي، كل تلك مآس أوشكت على قتل الحياة في قلب شاب شوهت الحرب ذكريات طفولته، وكادت تبدد طموحاته في المستقبل لولا الأمل، فغادر حضنه الدافئ -مدينته "خربة غزالة"- مكرها قبل خمسة أعوام إلى الأردن، بحثا عن حياة.

ورغم عدم تمكن مثنى من إكمال دراسته في الأردن لشح موارد الأسرة وغلاء المعيشة، فقد طور من مهاراته في الرسم والتصميم، لتصبح هواية الطفولة حلم المستقبل.