يافا أبو عكر - النجاح الإخباري - معبر رفح المعبر الوحيد والرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني في غزة، حيث يشكل اغلاقه أشهر طويلة وفتحه أيام قليلة هاجسا لدى المواطنين الغزيين الذين هم بحاجة ماسة للسفر سواء للعلاج أو الدراسة، وأصبح فتح تلك البوابة أهم ما يعانيه هؤلاء الغزيين

قصص و حكايا لمغتربين وآخرين مواطنين يقفون كلهم أمام خبر لفتح  بوابة واحدة لا مخرج منها إلا نحو الأراضي المصرية  ,حيث الجوع إلى حرية ينالها المضطرين إلى تذوق طعمها من اجل السفر

عشرون ألف حالة عاجلة بحاجة للسفر عبر تلك البوابة التي يطلق عليها الغزيين  "البوابة السوادء" لصعوبة المرور عبرها

منهم أكثر من 2000 مريض, الكثير منهم مريض بالسرطان أو الفشل الكلوي أو بحاجة لعمليات في القلب,  وهناك  طلاب  يلتحقون بجامعات مصرية وعربية وغربية,  وكذلك المقيمون في الدول العربية,  وحاملو الجوازات الأجنبية,  وهناك زوجات يحاولن الالتحاق بأزواجهن,  وأبناء يريدون أن يلحقوا بآبائهم,  ورجال أعمال لهم مشروعات في الخارج

وعند إغلاق معبر رفح  يتحول قطاع غزة لسجن كبير, وبعد الإغلاق أصبحت الحالة الاقتصادية في القطاع سيئة للغاية,  لأن إسرائيل تمنع معظم المواد الأساسية.

قصص وحكايا

الشابة العشرينية شيماء الحج  تنتظر خبر حول فتح المعبر للسفر إلى دولة قطر  لإتمام مراسم زفافها على قريبها  الذي ارتبطت به قبل شهور قائلة : "كل ما أريده الآن أن أسافر في أقرب وقت لألتحق بزوجي".

هبة المصري الأم لطفلتين تحاول منذ عدة أشهر السفر لمصر للحاق بزوجها، لكن الحظ لم يحالفها بعد رغم أن اسمها ضمن قائمة المسجلين للسفرمنذ اكتر من 8 شهور بسبب عدم فتح المعبر بشكل مستمر وتكدس اعداد المسافرين

وتقول المصري  إنها فشلت في السفر وتشير إلى أن غزة في ظل استمرار إغلاق المعبر سجن كبير لا يمكن لأي بشر أن يبقى داخله، فإسرائيل تحاصره وتتحكم فيه كيفما تشاء.

 سهام  مريضة سرطان  (56 عاما) قالت  " كان يفترض أن أسافر خلال الفتحة السابقة للمعبر وكنت في الحافلات التي كانت ننتظر الدخل إلى الجانب المصري قبل ان تكتفي السلطات المصرية بما أخذته من مسافرين وأمرت بإعادتنا".

وأضافت: "توقعت أن لا تطول فترة الإغلاق لأنني بأمس الحاجة لإستكمال العلاج  في إحدى المشافي المصرية".

وأشارت سهام إلى أنه خلال هذه الفترة تفاقمت حالتها الصحية دون أن تتمكن عمل شيء سوى الانتظار لفتح المعبر".

كما صرح مدير معبر رفح البري هشام عدوان، أنه حدث تحسن طفيف في حركة السفر  بالشهور السابقة ودعا السلطات المصرية لضرورة فتح المعبر بشكل دائم ومستمر خاصة أنه المنفذ الوحيد على العالم لسكان قطاع غزة، قائلا: "إغلاقه يؤثر سلبا على كل مناحي الحياة في قطاع غزة، ونأمل أن يتم التعاطي مع مناشدات فتح المعبر وتمديده بشكل إيجابي في الأيام القادمة".

ولفت عدوان إلى وجود تنسيق بين الجانب الفلسطيني والجانب المصري من خلال ضباط التنسيق المتواجدين في معبر رفح الذين يعملون من أجل تنسيق العمل وتسهيل أمور المسافرين على الجانبين.

وكانت الهيئة قد أشارت في بيان لها إلى أنه تم اختيار أسماء المسافرين وفق الأسماء المسجلة في كشوفات وزارة الداخلية والتي يزيد عددهم عن 20 ألف مسافر، وتم وضع أسمائهم على موقع وزارة الداخلية لتسهيل عملية السفر على المواطنين.

بدوره عاكف المصري مفوض العلاقات الوطنية والعامة للهيئة العليا لشؤون العشائر الفلسطينية   دعا الجهات  المصرية إلى ضرورة التدخل العاجل لفتح المعبر بشكل دائم، تقديراً للظروف الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

ناشدا السلطات المصرية بسرعة فتح معبر رفح بشكلٍ دائم، لافتاً إلى أنه الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

وأضاف: "هناك آﻻف ا في غزة ينتظرون  السفر عبر معبر رفح بفارغ الصبر، مما يجعل من جمهورية مصر العربية الشقيقة الحاضنة الحقيقية  للغزيين والتخفيف من معاناتهم

كما  نوه  اغلاق معبر رفح البري بالفترة الاخيرة بسبب الظروف الامنية والاصلاحات التي يقوم بها الجانب المصري في الصالة المصرية من المعبر

متمني ان السلطات المصرية تبحث فتح المعبر في غضون الأيام القادمة بعد الانتهاء من بعض التجهيزات الخاصة بمكان العمل المؤقت لحين الانتهاء من الاصلاحات الخاصة بالصالة.

وتضاعفت معاناة المسافرين الفلسطينيين في قطاع غزة من جرَّاء إغلاق معبر رفح الحدودي بشكلٍ كاملٍ باستثناء فتحه عدة مرات في فترات متفاوتة