ساري جرادات - النجاح الإخباري - بدأ الطفل عبد العزيز المشني (14 عاماً) من بلدة الشيوخ شمال محافظة الخليل، شق طريق له في رسم اللوحات الفنية والكاريكاتورية بأدواته البسيطة وأقلامه الباهية، بعدما أتقن رسمها من خلال الملاحظة والمراقبة لرسومات غيره، فبعد كل عملية اقتناص كان يعود لغرفته ويبدأ محاولة الرسم من جديد.

وتتوزع مواهب الطفل المشني بين الرسم والتخطيط والمشاركة في المناظرات بين الأطفال التي تنظمها مكتبة بلدية الشيوخ، وطور من خلال المكتبة العديد من مهاراته، واستغلها لعرض رسوماته على جدران المكتبة واطلاع زملائه عليها بهدف تحسين مهاراته نحو الأفضل.

وقال الطفل المشني لـ "النجاح الإخباري" كنت أجلس بالقرب من أحد أقربائي وهو يرسم، ومشاهدة لوحاته وطريقة رسمه، وتحديد حواف الرسمة بعد رسم خطوطها العامة، وبعد قرابة الثلاثة شهور قام بتدريبي وتوجيهي في الرسم، حيث شعرت أن الرسم قريب من أفكاري وشغفي بالخيال.

ويضيف المشني لمراسلنا "أحب رسم كل ما يرمز للأمل، وبشكل خاص تأثرت برسومات الشهيد ناجي العلي، كونها متقنة وعميقة جدا في معناها، وأحاول دوما تقليد لوحاته ورسوماته، وأرسم في أحيان أخرى الوجوه والأشخاص، وبعض أنواع الحيوانات والطبيعة، بالإضافة للتخطيط".

ولفتت مشرفة مكتبة بلدية الشيوخ سماح عويضات لـ "النجاح الإخباري": أن الطفل المشني يرتاد المكتبة بصورة منتظمة، الأمر الذي مكنه من زيادة إسهاماته وإبداعاته، من خلال بعض البرامج والتدريبات التي تنظمها المكتبة لفئات عمرية مختلفة، في مجالات متنوعة للتشجيع على القراءة وتنمية مواهب رواد المكتبة.

وأضافت "تتبع المكتبة سياسة فرز المواهب وصقلها، من خلال تنمية مهارات الأطفال بمنحهم التدريبات اللازمة لتطوير مواهبهم، وما لفت انتباهي في رسومات الطفل المشني هو سرعة استيعابه للتدريبات والبرامج التي تعلمها وتلقاها في المكتبة".

وأشارت عويضات إلى أن المكتبة وفرت له مساحة واسعة لعرض رسوماته، وقامت بتنظيم معرض لرسوماته ولوحاته داخل المكتبة، الأمر الذي لاقى استحسان العديد من زواره، وقامت المكتبة بالتعاون مع بلدية الشيوخ بتقديم درع تكريمي له.

وشارك في العديد من المعارض التي نظمت على مستوى محافظة الخليل وبلدته، بالإضافة للأنشطة والمسابقات التي تنظمها مديرية تربية وتعليم شمال الخليل، ولا يخفي الطفل عبد العزيز دعم ومساندة معلميه وذويه له في تقديم الدعم والتشجيع لتحسين مستواه بصور أكبر.

ومن الجدير ذكره أن الطفل المشني طالب في الصف العاشر، ولديه رغبة كبيرة في أن يتخصص في دراسته الجامعية برسم الكاريكاتير، لما لها من قوة وتأثير في المجتمع، لكنه ينوي التوسع برسوماته أكثر من خلال الرسم الثلاثي الأبعاد، حيث بدأ بتعلمه مؤخراً من خلال الانترنت.