إياد العبادله - النجاح الإخباري - ألقت أزمة الكهرباء  بظلالها على كافة القطاعات الحيوية في قطاع غزة، وأبرزها قطاع الإتصالات الأمر الذي  قد يؤدي إلى انقطاع الإنترنت عن غزة ليصبح القطاع معزولا عن الفضاء الإلكتروني
 قطع للاتصالات
حيث نوَّهت شركة الاتصالات الفلسطينية إلى إمكانية حدوث انقطاع في خدمات الاتصالات في بعض المناطق في القطاع نتيجة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لساعات طويلة، وأوضحت أن الانقطاع أثر على عمل الطواقم الفنية في إعادة شحن الأجهزة نتيجة عدم وصول الكميات الكافية من الكهرباء لها، وحذرت الشركة أن الأمور قد تتطور مستقبلا لتشمل مناطق إضافية.
ورفضت سلطة الطاقة في قطاع غزة شراء الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء في القطاع، بعد نفاذ كميات المنحة القطرية، الأمر الذي تسبب بإيقافها، فضلًا عن عطل مفاجأ طرأ على الخطوط المصرية التي تزود غزة فعليًا بـ 23 ميغا وات نتيجة الحرب الذي يخوضها الجيش المصري ضد الجماعات المتطرفة في سيناء والذي تتأثر بين الحين والآخر بفعل القذائف والتفجيرات، الأمر الذي تسبب بالعمل على جدول أربع ساعات وصل مقابل 12 ساعة فصل.
وتسدد حكومة الوفاق مبلغ 40 مليون شيكل شهريا للجانب الإسرائيلي و7 مليون شيكل للجانب المصري بصفة شهرية، فيما أعفت وقود غزة بحوالي 250 مليون شيكل أي 50 % من ضريبة المحروقات.
فيما أثرت الأزمة أيضا على قطاع الصناعات الفلسطينية والمتضرر أساسًا من العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث توقف عدد كبير من المصانع والورش عن العمل، ما أدى إلى تفاقم أزمة البطالة المتفشية في القطاع والتي وصلت نسبتها إلى قرابة 47%، في الآونة الأخيرة، فضلًا عن تحذير مجموعة الاتصالات الفلسطينية من توقف الاتصالات في عدد من المناطق نتيجة عدم تمكن بعض المقاسم من استكمال عمليات شحن البطاريات نتيجة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

أزمة صحية
كما أثر الإنقطاع على القطاع الصحي الذي حذَّر من خطورة الوضع القائم في المستشفيات.
حيث أوضحت وزارة الصحة أن استمرار انقطاع التيار الكهربي لساعات طويلة أدى إلى تأجيل عشرات العمليات.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، د. أشرف القدرة، أن وزارة الصحة تحذر من تداعيات خطيرة على كافة خدماتها الصحية جراء الانقطاع المستمر لساعات طويلة للتيار الكهربائي.
وحذَّر من قرب نفاد كميات الوقود المتبقي في مستشفيات القطاع، وأشار إلى أن مولدات المستشفيات الكهربائية لا تستطيع العمل لفترات طويلة.
وحذَّرت وزارة الصحة في بيان لها من أن أزمة الكهرباء ستؤدي إلى حرمان نحو 200 مريض من اجراء عملياتهم الجراحية، اضافة إلى خطورة الوضع الصحي لنحو 60 سيدة بحاجة إلى عمليات ولادة قيصرية بشكل يومي في مستشفيات القطاع، فضلا عن حرمان المرضى من الفحوصات المخبرية والخدمات التشخيصية، والتسبب بتلف بعض الأدوية المخبرية، وتفاقم الوضع الصحي لنحو 620 مريضًا مصابون بالفشل الكلوي يترددون على 117 جهاز لغسيل الكلى بواقع ثلاث مرات أسبوعيًا، وتعريض حياة قرابة المائة مريض على أسرة العناية المكثفة.


شلل اقتصادي
ولم تقتصر أزمة الكهرباء على القطاع الصحي بل امتدت لتصيب عجلة الإنتاج المحلي وتوقف العديد من المصانع والورش الصناعية، التي يعمل بها آلاف العمال.
حيث حذَّر رئيس اتحاد الصناعات في قطاع غزة علي الحايك من تفاقم الأزمة، وأوضح في تصريح خاص لـ"النجاح الإخباري" أن غالبية المصانع العاملة في غزة تضررت نتيجة عدوان تموز/يوليو 2014 جزئيًا وكليًا، مشيرًا إلى أن معظمها تم اعادة اعماره على نفقة أصحاب المصانع أملًا في استمرار عملية الانتاج ودفع عجلة الاقتصاد.
وأشار إلى أن توقفها يهدد آلاف الأسر الذي يعمل أربابها في المصانع بقوت يومهم، لافتًا إلى أن أزمة الكهرباء جاءت لتفاقم الأزمة القائمة في السابق، مع استمرار ارتفاع نسب البطالة بين العمال والخريجين الذين باتوا ينتظرون حلًا منذ الحصار الإسرائيلي الخانق الذي فُرض على القطاع في منتصف العام 2006 وتلاه الانقسام الفلسطيني بعد عام.
ودعا الحايك كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في القطاع، والعمل الجاد على تمكين حكومة الوفاق الوطني التي شكلت بتوافق بين حركتي حماس وفتح مطلع أيار من العام 2014 لممارسة عملها بالشكل المطلوب، ورفع الضرائب التي فرضت نتيجة الانقسام الحاصل.

مشاكل صحية وبيئية
ورأى رئيس بلدية غزة، م. نزار حجاز أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر بشكل كبير على الخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين، وحذَّر من أن استمرارها سيؤدي إلى توقف عمل محطات ضخ مياه الصرف الصحي ومعالجتها، مشيرًا إلى أن استمرارها ينذر بمشاكل صحية وبيئية في القطاع.


الطاقة توضح الخلل
وأكدت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في رام الله على ان ما حصلت عليه  شركة الكهرباء في غزة خلال فترة المنحتين القطرية والتركية أكثر من 100 مليون شيكل، وأوضح القائم بأعمال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم أن كهرباء غزة قادرة من خلال هذه الأموال على دفع ثمن الوقود لتشغيل المحطة لثلاثة أشهر أخرى، متسائلا: "أين ذهبت هذه الأموال ؟".
يُذكر أن كمية الكهرباء المتوفرة في قطاع غزة 120 ميغا وات من الخطوط الإسرائيلية فقط، من أصل احتياج القطاع إلى 450 ميغا وات، حيث تصل نسبة العجز إلى 330 ميغا وات بعد توقف محطة التوليد بالكامل عن العمل منذ أيام، فضلا عن تعطل الخطوط المصرية، الأمر الذي أدى إلى شلل كامل في كافة القطاع وألقى بظلاله على كافة مناحي الحياة في غزة.