النجاح الإخباري - في تصريحات حديثة لرئيس وزراء الاحتلال، قال نتنياهو: إنه حاول تجنب الحرب بكل الطرق، إلا أنه منذ اختطاف المستوطنين الثلاثة لم يعد بالإمكان التوقف في المنحدر، وأنه تم ردع حركة حماس، وأن هذا الردع يجب تجديده دوما وشحنه بالطاقة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي معها.

وقال نتنياهو "منذ لحظة اختطاف الفتية الثلاثة أصبحنا في منحدر لا يمكن التوقف فيه، رغم محاولتنا. حاولتنا تجنب الحرب بكل الطرق".

كما أشار إلى استمرار بذل الجهود لاستعادة جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول، والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

واعتبر أن إمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي مع حركة حماس هو من قبيل "الهذيان".

يشار إلى أن رئيسة اللجنة، عضو الكنيست كارين إلهدار، من كتلة 'يش عتيد'، ذكرت في بداية الجلسة أهم ما جاء في التقرير. وبحسبها فإن المجلس الوزاري المصغر وضع للجيش أهدافا إستراتيجية، ولم يكن بإمكانه الاستعداد لها في السنتين اللتين سبقتا الحرب. وأن النتيجة كانت أن الجنود شاهدوا الأنفاق للمرة الأولى في ساحة القتال على حد قولها.

ورد عليها نتنياهو بالقول إنه لم يكن يرغب بشن الحرب، وإنه حاول تجنبها بكل الطرق. وقال إن إسرائيل تواجه عدوا عنيدا وشرسا، ويخلق باستمرار حالة من عدم الاستقرار، وتفاقمت بشكل جدي بعد اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة على حد وصفه.

وتابع أن إسرائيل عملت على تدمير البنى التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية، إلا أن الأمر أنشأ حالة عدم استقرار حيال قطاع غزة، كما أن حماس كان لها خططها المعدة. وادعى أنه حاول تجنب الحرب، أو دفع أقل ما يمكن من الثمن إذا اضطر لخوضها. وادعى أيضا أنه خلال السنوات الثلاث التي مرت بعد الحرب ساد الهدوء بشكل لم يسبق له مثيل في الجنوب منذ الحرب عام 1967، وأنه يمكن قياس ذلك في إطلاق الأسلحة الخفيفة والصواريخ، ليخلص إلى أن حماس باتت مرتدعة عن التصعيد. بيد أنه شدد على أنه يجب تجديد الردع، وشحنه مجددا بالطاقة.

وقال أيضا إن حكومته تواصل بذل جهودها لاستعادة جثتي الجنديين، والإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وفي أعقاب تصريحاته هذه تصاعد غضب العائلات اليهودية التي ثكلت أبناءها خلال الحرب على أعضاء الكنيست. وقال والد أحد الجنود القتلى: هذه الجلسة باتت مخجلة لأبنائنا. أين كنتم عندما قتل ابني في النفق.

إلى ذلك، قال نتنياهو إنه إلى جانب العمل المكثف على تطوير القدرات الهجومية لإسرائيل إزاء قطاع غزة، فإنها تعالج تهديدات في جبهات أخرى، مثل إيران وحزب الله وسورية والإرهاب في الضفة الغربية. وبحسبه فإنه كان هناك أهداف لحركة حماس، وخطط للعمل ضد إسرائيل من أجل إزالة الحصار البحري، والحصول على ميناء بحري أو مطار جوي، وزيادة شرعيتها الدولية، بيد أنها لم تحقق أيا من هذه الأهداف.

وعلى مستوى الإنجازات العملية، قال نتنياهو إنه تم تدمير ما يقارب 30 نفقا كانت معروفة لإسرائيل، وإحباط محاولات حماس، بشكل جزئي، إدخال عناصر مسلحة لها بشكل متزامن في عدة مواقع، ما أدى إلى مقتل 11 جنديا.

وعن عملية اتخاذ القرار، قال نتنياهو إنه أبلغ المجلس الوزاري أن هناك إمكانيتين: الوصول إلى خط الأنفاق أو احتلال غزة، مضيفا أن الدخول حتى خط الأنفاق يسمح بتدميرها والانسحاب فورا. وتابع أن ذلك استغرق وقتا أطول من المخطط، ولكن 'ليس مثل الموصل'، ثم 'تبادل الضربات مع حركة حماس حتى تستسلم. هذه هي قرارات المجلس الوزاري'.

وردا على سؤال عن البدائل التي كانت أمام المجلس الوزاري بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة، قال نتنياهو إنه لا يوجد بدائل سياسية مع حركة حماس طالما ترفع شعار القضاء على إسرائيل. أما بشأن البدائل مثل نزع السلاح فقد طرحت، ولكن لا يمكن تطبيقها لأن حماس ترفض إمكانية وقف التسلح والتهريب والإنتاج الذاتي للسلاح. على حد قوله.

وتعقيبا على إمكانية احتلال قطاع غزة، قال نتنياهو: إن ضعف الاحتلال ليس فقط بثمن جنودنا ومواطنيهم، وإنما لمن تسلم المنطقة؟ ومن يديرها؟ وهذه المعضلة تبقى قائمة.

وعن القتال في سورية والمنطقة، قال نتنياهو إن عقيدته الأمنية تقوم على عدم تدخل إسرائيل، وأضاف نحن ندافع عن حدودنا، ولكننا، وبقدر المستطاع، لا نشارك. نساعد من الناحية الإنسانية. وبحسبه فإن الأهم هو القدرة على ضرب أعدائنا الذين يعرضون وجودنا للخطر. الجبهة تصبح أكثر تعقيدا وبعدا.. لقد تعلمنا أنه لا أخلاق بدون القوة، ولا أحد يصنع معروفا مع الضعيف. نساعد آلاف السوريين، ولكننا لا نتدخل في سورية، على حد تعبيره.