أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - لم يعد يخفى على أحد انتشار مكاتب تيسير الزواج في قطاع غزة، حتى أصبحت اعلاناتها التجارية تصدح في الإذاعات واللوحات مزعجة العين والسمع، مروجة لنفسها حتى لاقت اقبالًا بين الوسط الشبابي، ولم يعد يهم إذا كان الزواج في الشتاء أو الصيف، فحجم التسهيلات المقدمة من مستلزمات الفرح كثيرة بالإضافة الى الدفع عبر أقساط  شهرية الذي يعتبر أبرز دوافع الشباب للأقبال على الزواج.

الشاب "محمود" يقول لمراسل النجاح الاخباري " تزوجت عبر إحدى مكاتب تيسير الزواج والدافع هو أنني لا امتلك المال الكافي للزواج.

مضيفًا: "الدفع الشهري ساعدني كثيرًا في اتخاذ القرار واتمام الزواج ".

أما الشاب "علي" والذي كان رافضًا لفكرة الزواج يقول: " لم أكن أفكر في الزواج لولا وجود مكاتب تسير الزواج فالوضع الاقتصادي الذي أعيشه بالكاد يكفي حاجاتنا الأساسية، لكن الدفع بالقسط الشهري أفضل وهذا ما حصل معي".

 ورغم نجاح الحالات السابقة في الزواج عبر مكاتب تيسير الزواج الا أنَّ ثمة آخرين يعضون أصابع الندم.

فالشابة " إخلاص " البالغة من العمر (25) عامًا تقول: "تمَّ زواجي عن طريق مؤسسات تيسير الزواج وظننا أننا انتهينا من عقبة كبيرة كانت تواجهنا ولكن سرعان ما اكتشفنا أنَّ هناك مشكلة أكبر بانتظارنا وهي تسديد الدفعات الشهرية لهذه المؤسسات، فزوجي ذو دخل محدود جدًا لا يكفي  لتلبية احتياجاتنا الأساسية، فكيف له أن يسد دفعات شهرية لا تساوي نصف دخله".

أما الشابة "روزان" لا تختلف كثيرًا عن سابقتها تقول لمراسلنا "بدء زوجي يحاول جمع المبلغ المطلوب شهريًا ولكن محاولاته باءت بالفشل، فاضطر أن يستدين من هنا ومن هناك حتى يوفر هذه الدفعات في محاولة منه للخروج من هذه الورطة.".

وتشير الشابة أنَّ التزام زوجها بسداد الأقساط انعكس سلبًا على الاحتياجات الأساسية للمنزل، حيث بدأت المشاكل الزوجية تظهر على السطح بين الفترة والأخرى نظرًا لضيق الحال.

وفي سياق الموضوع قالت الاخصائية الاجتماعية "إسلام المصري"، للنجاح الاخباري": يواجه الشباب المقبل على الزواج في قطاع غزة جدار الوضع الإقتصادي مصطدمين به ويجعلهم يتراجعون عن فكرة الزواج، لكن مع وجود مكاتب تيسير الزواج ساعد إلى حد ما."

وتضيف المصري: "يظن المتزوج عبر مكاتب تيسير الزواج بأن التكاليف ستكون أقل بكثير عن زواج المقتدر لكن يبقى المستفيد هنا أصحاب المكاتب الذين يُلزمون الشباب بالتوقيع إمّا على كمبيالات أو عبر كفلاء البنوك، ليجد نفسه أمام صعوبة تأمين المبلغ المطلوب.

وتشير المصري إلى انعكاس ذلك على ظروف البيت والأسرة مسبِّبة مشاكل زوجية قد تنتهي بطلاق في بعض الحالات.

ومن جهته يرى المختار "حسنى المغني" رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر، خلال كلمة له حول ارتفاع معدلات الطلاق في غزة الى ان مكاتب تيسير الزواج ساهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات الطلاق لاسيما بانَّها تقدم التسهيلات في البداية وبعد ذلك تلزم صاحبها بالدفع أو السجن.

إلى أنَّ الزواج بسهولة يولد الطلاق بسهولة وما يأتي بسهولة يذهب بسهولة"

يذكر أنَّ خبراء اقتصاديون أشاروا في تقارير سابقة إلى أنَّ المستفيد يبقى أصحاب المكاتب من خلال رفع أسعار السلع وتسديدها على دفعات شهرية.