النجاح الإخباري - تناولت صحيفة "هآرتس" إحياء إسرائيل هذه الأيام احتفالاتها السنوية بمرور اليوبيل الذهبي على حرب العام (1967)،  وقالت إنَّه كان يجدر بها بدلًا من ذلك أن تقوم بالبكاء على ما سببته من كارثة للشعب الفلسطيني، وأن يكون هذا العام مناسبة لإجراء حساب مع النفس.

وقال الكاتب "جدعون ليفي" في مقال له بالصحيفة: إنَّ هذه المطالبة لا يمكن الاستجابة لها في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي خصصت عشرة ملايين شيكل (الدولار يساوي 3.7 شيقل) لإحياء هذه الاحتفالات للدوس على شعب آخر، هم الفلسطينيون.

وأضاف "ليفي"، الصحفي الذي يركز مقالاته على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويحظى بانتقادات حادة من النخب الرسمية، أنَّ إسرائيل تحيي هذا العام مرور خمسين عامًا على احتلالها للشعب الفلسطيني، بعد أن أصبحت دولة فاقدة للشعور بالواقع، مما يطرح التساؤل حول مشروعية احتفالها بمرور عشرات السنين على احتلالها العسكري الفظ، وما يجب أن يتم الاحتفال به فعلًا، في ظل مرور هذه الأعوام من سفك الدماء ومظاهر السادية والاعتداء على الفلسطينيين.

وأوضح أنَّ أيَّ مجتمع يحيي احتفالية من هذا النوع لا يملك الضمير الإنساني والوازع البشري، بسبب ما يعانيه الفلسطينيون وما ارتكبته إسرائيل من أخطاء في حربها عام (1967)، وباتت أشبه ما يكون بجسم مريض يعاني أوراما كثيرة، وبفعل ممارساتها تحولت القدس من مدينة ساحرة إلى وحش محاط بالحواجز.

وأكَّد "ليفي"، الذي نال جوائز صحفية عديدة، تحول إسرائيل بعد مرور هذه السنوات الخمسين إلى "دولة شيطانية متطرفة عنصرية عنيفة"، وباتت بعد نصف قرن على حرب (1967) دولة منبوذة متعجرفة، مع أنَّها لم تكن عام (1948) دولة طاهرة بريئة، لكن حرب العام (1967) سارعت من تدهورها، وعملت على مأسسته، عبر استعراضها القوَّة وإدارة ظهرها للمجتمع الدولي، وباتت لغتها القوة فقط، وفي النهاية أنشأت نظام فصل عنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وختم بالقول:  اليوم يمكن النظر إلى إسرائيل على أنَّها أكثر قوَّة وتسليحًا عما كانت عليه عقب حرب العام (1967)، لكنها في الوقت ذاته دولة متعفنة وفاسدة.

المصدر: الجزيرة