النجاح الإخباري - أكّد مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية التي عقدها في جنين على ضرورة التزام حركة حماس بخطة الرئيس لاستعادة الوحدة الوطنية دون شروط، مشيرًا إلى أنَّ ممارسات حركة حماس في قطاع غزة تعيق كل المساعي التي تقوم بها القيادة الفلسطينية من أجل دعم صمود شعبنا في القطاع، وتوفير الحياة الكريمة التي تليق بتضحياته ونضاله، وأنَّه آن الأوان لوقف جميع أشكال السجال والجدال السياسي، لصالح رؤية وطنية جامعة كفيلة بإنجاز تطلعات شعبنا في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام (1967)، في قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس.

وأكَّدت الحكومة جاهزيتها الفورية لتسلم الوزارات والدوائر الحكومية بغزة، علمًا أنَّ القيادة والحكومة تقوم بالتزاماتها كافّةً تجاه قطاع غزة في الوقت الذي تقوم به حركة حماس بجباية  الإيرادات كافّة  لصالحها.

وقد استهل الدكتور رامي الحمدالله رئيس الوزراء جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية التي عقدها برئاسته اليوم الثلاثاء في محافظة جنين، بتوجيه تحية فخر واعتزاز إلى أسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وهم يخوضون في هذه الأيام معركة الحرية والكرامة ضد ظلم السجان وعنصريته، وأكَّد دعم القيادة و أبناء شعبنا كافّة ووقوفهم ومساندتهم لبناتنا وأبنائنا في معركتهم لانتزاع حقوقهم ودفاعهم عن كرامتهم وصولًا إلى تحريرهم جميعًا من سجون الاحتلال ومعتقلاته، وتوجه بأحر التهاني إلى الأسيرة المحررة "لينا الجربوني" وعائلتها وشعبنا الفلسطيني، بعد قضاء أطول فترة أسر قضتها أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال دامت خمسة عشر عاماً، رفضت سلطات الاحتلال خلالها الإفراج عنها ضمن صفقات تبادل الأسرى، ووجه رئيس الوزراء تحيَّة المجد والخلود لكافة شهداء فلسطين الأبرار، وإلى أرواح شهداء محافظة جنين وشهداء معركة مخيم جنين الخالدة وأبطالها البواسل التي تحلُّ علينا ذكراها الخامسة عشرة في هذا الشهر، والتي رسمت أروع صور الوحدة الوطنية بين  الفصائل والقوى كافّة، وبين أبناء شعبنا من المدينة والريف والمخيم، الذين سطَّروا على مدى أسبوعين أروع ملاحم الفداء والتضحية والبطولة أمام جبروت الاحتلال وآلته العسكرية العدوانية.

ووجه تحيّة إكبار واعتزاز إلى أهلنا في محافظة جنين، مشددًا على أنَّ صمود وتضحيات أبناء المحافظة قد أجبرت حكومة الاحتلال على تفكيك أربع مستوطنات عام (2005) كانت مقامة على أراضي جنين في سابقة هي الأولى في الضفة الغربية، وأكَّد على أنَّ مخيم جنين الذي نهض من بين الركام والرماد والدمار الوحشي، يؤكد للعالم إصرار شعبنا على الثبات والبقاء على هذه الأرض، وعلى تمسكه بكامل حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام (1967م) وعاصمتها القدس، وأشار رئيس الوزراء إلى أنَّ عقد الجلسة في جنين يهدف إلى الاطلاع عن كثب على أوضاع شعبنا انطلاقاً من مسؤولية الحكومة وما يمليه عليها واجبها الوطني تجاه أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأغوار، وفي أماكن تواجدهم كافّة، وتوفير مقومات صمودهم وبقائهم وتلبية احتياجاتهم، وتقديم الخدمات لهم حسب الإمكانيات المتاحة.

واستمع المجلس إلى تقرير من اللوء "إبراهيم رمضان" محافظ محافظة جنين، حول احتياجات المحافظة، التي تضمنت إجراء بعض التحسينات وتوفير بعض المتطلبات لمستشفى جنين الحكومي، وتعبيد بعض الطرق الداخلية وغيرها من مشاريع البنية التحتية في محافظة جنين، وتوفير بعض المعدات والتجهيزات لمحافظة وبلدية جنين، واستعرض الوزراء أهمَّ المشاريع قيد التنفيذ في المحافظة والتي تشمل قطاعات التنمية الاقتصادية والحماية والتنمية الاجتماعية والتشغيل، والحكم الرشيد وبناء المؤسسات، والزراعة والبنية التحتية والمياه والطاقة.
كما استعرض الوزراء المشاريع التي تندرج ضمن خطط الوزارات لتنفيذها في المستقبل القريب في المدينة وبلدات المحافظة وقراها، المتمثلة في عدد من مشاريع البنية التحتية لتعبيد وإعادة تأهيل الطرق، والمشاريع الاقتصادية في قطاعات الزراعة والسياحة، إضافة إلى المشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية والثقافة، وفي قطاعي المياه والكهرباء، وفي هذا السياق، استعرض المجلس تطورات استكمال ربط محطة تحويل الجلمة، مشيرًا إلى أنَّه تمَّ الحصول على الموافقات اللازمة لبناء شبكات التوزيع التي ستباشر بها شركة توزيع كهرباء الشمال، علمًا أنَّ محطَّة الجلمة جاهزة بالكامل للتشغيل بانتظار توقيع اتفاقية الشراء مع شركة الكهرباء القطرية الإسرائيلية.
وأكَّد رئيس الوزراء على أهمية تنفيذ المشاريع المقدمة من المحافظة، موجهًا تعليماته إلى الجهات المختصة كافّة بسرعة تنفيذ هذه المشاريع حسب الإمكانيات المتاحة.

وعلى صعيدٍ آخر، أدان المجلس إقدام سلطات الاحتلال على إبعاد (12) مواطنًا مقدسيًا عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى لمدة (80) يومًا، كما ندد بسياسة التضييق العنصرية على المصلين والمرابطين من النساء والرجال، إضافة إلى منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه، في الوقت الذي تتواطأ فيه الحكومة الإسرائيلية وتوفر الغطاء الرسمي وتمارس سياسة التحريض التي تدعو المستوطنين والمتطرفين لاقتحامات واسعة يومية وغير مسبوقة للمسجد الأقصى المبارك لفرض أمر واقع جديد، يهدف إلى تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها العربية والإسلامية، لافتًا إلى خطورة إصرار حكومة الاحتلال على تحويل الصراع إلى صراع ديني، مما سيزيد الأوضاع خطورة ويضع المدينة المقدسة في دائرة الخطر الحقيقي، ويشكل تحديًّا فظًّا وإعلان حرب على المسلمين ومقدساتهم وعلى كل العالم الإسلامي، داعيًا حراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته وجموع المصلين والمواطنين المقدسيين، وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام (1948)، إلى التواجد والمرابطة في المسجد الأقصى المبارك وساحاته الطاهرة، ومواصلة شدّ الرحال إليه، لحمايته من مخططات الجماعات اليهودية المتطرفة.

وتقدم المجلس إلى أبناء شعبنا وإلى أبناء الأمتين العربية والإسلامية بالتهنئة والتبريك بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، وقرر المجلس اعتبار يوم الإثنين الموافق (24/04/2017) عطلة رسمية بهذه المناسبة العطرة.

وصادق المجلس على الاتفاقية الموقعة لتنفيذ مشروع "البيومترك" الخاص بجواز السفر الفلسطيني وبطاقة الهوية.

كما قرر المجلس تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزارة العمل لمتابعة ملف العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، لمساعدة العمال على تحصيل حقوقهم، وتسهيل حركتهم على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وضمان ظروف عمل لائقة بهم، بمساعدة الجهات الدوليّة ذات العلاقة.

وصادق المجلس على مذكرة التفاهم لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء، بناءً على اجتماعات المجلس الوزاري العربي للكهرباء، كمدخل لتوقيع الاتفاقية العامّة واتفاقية السوق العربية المشتركة للكهرباء وقواعد تشغيل الشبكة العربية للكهرباء، وذلك لتمكين تبادل الكهرباء بين الدول العربية.