نيللي المصري - النجاح الإخباري - تجمعن في صالة سعد صايل لممارسة كرة السلة، أتين ليعلن خروجهن من العزلة التي يعشنها، في ظل مجتمع لا ينصف المرأة وهي بصحتها كاملة، فما بالك بمرأة من ذوات الإعاقة؟

وعلى الرغم من إعاقة هؤلاء الفتيات المختلفة والمصنفة ضمن أربع درجات شلل نصفي وشلل الحبل الشوكي وشلل أطفال وإصابات البتر، حسب التصنيف الدولي، إلا أن الإمكانيات اللوجستية لم تخدمهم بالشكل المطلوب، ولكن هذا لم يمنعهن من المواصلة.

أمثلة من الواقع:

هدى عبد العال (25 عاما) لديها إعاقة حركية تتمثل في ضمور العضلات، بدأت ممارستها للرياضة منذ ثلاث شهور فقط، وقبل ذلك لم تكن تعرف أن حياة جديدة موجودة خارج أسوار البيت.

تقول: "قبل ممارستي للرياضة لم أكن أستطيع الحراك بشكل جيد، وكنت أجد صعوبة كبيرة في مساعدة نفسي"، وتضيف: "أخبروني صديقاتي عن إمكانية ممارسة الرياضة في نادي الجزيرة بغزة، ووافقت على الانضمام إلى الفتيات لممارسة الرياضة".

وخلال حرب غزة الأولى أصيبت خلود السيسي (26 عاما) بقذيفة مدفعية، مما أدى إلى بتر قدمها اليسرى.

وعن تجربتها الرياضية تقول: "منذ أربع سنوات أمارس الألعاب الرياضية التي تتناسب مع إصابتي، من خلال الرياضة تمكنت من الخروج من الجو العام الصعب، وزادت ثقتي بنفسي وتمكنت من الانخراط بالمجتمع، إلى جانب تحسن اللياقة البدنية".

وانتقالا للاعبة شيماء أبو صافي (25 عاما)، فقد بدا على ملامحها السعادة والحياة، فتسرد: "ألعب كرة السلة وألعاب أخرى منذ شهرين ونصف الشهر فقط، لكني أميل للعبة كرة السلة للكراسي المتحركة".

وتضيف: "قبل شهرين كنت سجينة البيت، لم استطع الخروج بالمطلق، لكن أخبرتني إحدى الصديقات عن وجود فتيات من ذوات الإعاقة يمارسن الرياضة، فأعجبتني الفكرة وقررت الانضمام لهن".

صعوباب جمة:

من المؤكد أن المشكلة الأساسية التي تواجه أي نشاط للمرأة هي نظرة المجتمع لها، والمرأة من ذوات الإعاقة هي التي تدفع ضريبة هذه ثقافة السائدة في المجتمع، والتي تحاول الحد من قدراتها وتمنع انخراطها فيه، إلا أن الكثير من الجهود حاولت تخطي هذه العقبات.

موسى قدوم مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة السلة لذوي الإعاقة، ومدرب فريق كرة السلة للسيدات من ذوات الإعاقة بنادي الجزيرة بغزة، يقول:" الفريق موجود منذ أربع سنوات، إلى جانب ثلاث فرق أخرى في أندية مختلفة في قطاع غزة تمارس اللعبة ذاتها، وتشارك في بطولة الدوري العام كل موسم رياضي".

ويبين قدوم أن مستوى الفرق مقبول، رغم نقص عدد اللاعبات بسبب العادات والتقاليد، إلى جانب النقص الحاد في الإمكانيات المادية كعدم توفر الكراسي المتحركة بشكل كافي، وعدم مناسبتها لكل حالة، وما يتوفر منها بحاجة للصيانة.

بداية الانتساب:

عن آلية استقبال اللاعبات في النادي يقول قدوم: "اللاعبات الوافدات إلى النادي يتم اختيارهم بعد فحص طبي شامل وتقييم لإصابتهن، لإشراكهن في اللعبة المناسبة".

ويضيف أن اللعبات يواجهن صعوبة في استخدام الكرسي المتحرك، كونه يحتاج لياقة بدنية عالية، فيما تعاني أجسامهن من تدني مستوى اللياقة البدنية، لكن النادي يحاول رفعها.

آثار إيجابية:

ويرى المدرب قدوم أن ممارسة الرياضة للاعبات ذوات الإعاقة لها انعكاس إيجابي، كونها علاج بدني ونفسي، حيث أن التقدم في العمر يؤدي إلى تيبس في العضلات، في حين ترمم الرياضة عضلات الجسم.

وتشير الدراسة الصادرة عن  الجهاز المركز للإحصاء الفلسطيني في شباط/فبراير 2013، إلى أن 32,043 أسرة لديها فرد واحد على الأقل من ذوي الإعاقة، بنسبة 12.5% من إجمالي الأسر في قطاع غزة.

 وقد بلغ عدد الأفراد من ذوي الإعاقة في قطاع غزة 39,877 فردا، بنسبة 2.6% من مجمل الأفراد، منهم 21,638 ذكور و18,239 إناث.