عدلي أبو طه - النجاح الإخباري - في إحدى زوايا بيته بمخيم الشابورة وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة، يجلس الفنان الفلسطيني حسام عابد (43 عاما) حول طاولة تتوسط مرسمه الصغير، يمسك عابد بيده أعواد من قش القمح وبالأخرى شفرة حديدية وعلبة من الصمغ، ليرسم لوحة فنية متكاملة على قطعة من القماش تضاف إلى مئات اللوحات التي تملأ جدران مرسمه وتلمع ببريق ذهبي تجذب أعين كل من ينظر إليها.

فن قديم ورثه حسام عن والدته التي أجادت هذا النوع من الفنون عندما كان في سن الثانية عشر من عمره، فيما واصل هو تطوير موهبته إلى أن أصبح يتقنه باحترافية كبيرة، محتفظا بلوحات لأمه تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، لكن من يراها يعتقد أنها حديثة التصميم لشدة صمود القمح في وجه تقادم الأيام.

يقول عابد لـ "النجاح الاخباري": "تعلمت هذا الفن بعد أن ورثته عن والدتي قبل عشر سنوات، وأرسم بمعدل ثلاث ساعات يوميًا، فغالبًا ما أبدأ في أوقات الصباح حتى ما قبل الظهيرة، أو أوقات المساء المتأخرة بعد العاشرة ليلاً".

وينتظر حسام موسم حصاد القمح الذي يبدأ في منتصف كل عام، ليجمع أنواع معينة من القش لاستخدامها في رسم لوحات من آيات القرآن الكريم وصور للطيور إضافة إلى شعارات وطنية، وفي هذا السياق يقول: "أجمع أنواع من القش الجافة التي تميل إلى اللون الذهبي، وتكون بطول وسمك محدد، وبعد الانتهاء من الجمع أختار الأحجام التي تناسب عملية الرسم، وأنظفها".

ويضيف: "أصمم الصورة باستخدام برنامج الفوتوشوب، وأطبعها على ورقة ثم أفرغ القش باستخدام شفرة، وألصقها باستخدام الصمغ على قطعة من القماش اللامع باللونين الأبيض أو الأسود وأنتظار اللوحة حتى تجف".

ويقضى حسام وقتاً طويلاً في رسم لوحاته، حيث يستغرق مدة قد تصل لإسبوعين لحاجته إلى الكثير من الجهد والتركيز في العمل لإنجاز اللوحة المطلوبة، موضحًا أن كلفة كل قطعة نحو 100 دولار.

ويأمل عابد أن يعرض مجموعته المُنجزة منذ أن بدأ مشواره في الرسم حتى هذا اليوم، والمؤلفة من (120) قطعة في معرض فني لإعادة الحياة إلى حرفة جاثمة على طريق الاندثار.