بهيج نصاصرة - النجاح الإخباري - التجارب التي مرت علينا كشعب فلسطيني كثيرة ومتنوعة وكل حالة نقول بأن هذا أسوأ ما سيحدث إلا أنَّنا نفاجأ بالأسوأ، وهكذا ولم نزل عند هذه النقطة من اليقين بأنَّ هذا هو الاسوأ، ولم نستمع بشكل جيد إلى المختصين بالمجالات الرئيسة للحياة، وهي المجال الاجتماعي و الاقتصادي، والنظر إلى العلاقة بينهم هي محور استمرار المجتمع ضمن إطار يحفظ نوعًا من الحياة الاجتماعيه ذات الأهمية و النوعية وشكل هذه العلاقات الاجتماعية، وهنا اليوم نضع بين يدي القراء نواقيس للحذر منها وهي ارتفاع نسبة الفقر بالمجتمع الفلسطيني، وهذا سيحدث لا محالة  لارتفاع نسبة البطالة بين أفراد الشعب، واختفاء الكثير من الموارد للعمل وكسب الرزق، نعم هو كذلك من النظرة السطحية، إلا أنَّنا يجب أن نحذر من الفقر الذي قيل لو أنه رجل لقتلته بلسان علي ابن ابي طالب كرّم الله وجهه، و في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، لاتساع  حالة الفقر و شدتها جعلت من الناس تسرق في ذلك الزمن حتى إن الخليفة أوجب حدًّا على هذه الجريمة والذي جاء بشكل واضح وصريح بالقرآن، إذن يجب علينا أن نكون حذرين من مثل هذه الأمراض الاجتماعية، وماذا يترتب عليها من مشكلات كثيرة وكبيرة من انتشار السرقة و ارتفاع نسبة الجريمة بأشكالها كافّة والتي تطال أهم ركائز المجتمع وهي الأسرة و علاقة هذه المؤسسة بالمجتمع، فالحديث هنا ليس لطبقة معينة وفئة خاصة بل لكل شرائح ومكونات المجتمع الفسطيني من عمال وتجار ومثقفين وسياسيين وموظفين بالقطاعين الخاص و العام و أرباب الأسر، لأنَّ مثل هذا الارتفاع بنسبة البطالة سيدفع الأفراد إلى البحث عن البدائل لكسب الرزق ولقمة العيش بأي شكل من الأشكال وحتى لو كان بمسار ارتكاب الجريمة، من خلال الرجوع لفترة قريبة سابقة وقراءتها بشكل جيد سنعلم مدى سوء الحالة القادمة علينا، وذلك لأنَّ الفترات القريبة السابقة عملت الغالبية من المواطنين على عدم الالتزام بحدود الانفاق مقابل نسبة الدخل بل توجهوا أكثر لاقتناء الكماليات التي تثقل كاهلهم الاقتصادي على اعتقاد أن فترة الأزمه لحظة أو فترة قصيرة وتنتهي، ولكن الذي نواجهه اليوم هو أكثر من فترة أزمه بل هي مرحلة تأسيسية لحقبة جديدة من الزمن وتحديداً على الجانب الاجتماعي لأن الجوانب الاخرى لها ملامح واضحه مثل الجانب الاقتصادي يتجه نحو المعاملات الاقتصاديه الإلكترونية أما الجانب الاجتماعي فليس له أي وضوح إلى أين يتجه في ظل كل هذا الخلط الذي يواجه المجتمعات و تحديداً المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته، وهنا أود أن أوجه نداء إلى كل الغيورين على مجتمعنا الفلسطيني أن نبدأ بالعمل على رفع مستوى التكافل الاجتماعي، و التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني كافة لتسهيل الوصول للفئات الاجتماعية الاكثر تتضرراً ونكون قريبين من هذه الفئات حتى يكون سهلا عليهم الوصول لنا لطلب المساعده. وغير ذلك علينا السلام .