النجاح الإخباري - كشف عدد من المحللين في الصحف الإسرائيلية أن دولة الاحتلال هي المستفيد الأكبر من "إتفاقيات أبراهام" الخاصة بتطبيع العلاقات بين الدول العربية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، اليوم الأحد، أن "تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين البنتاغون وموفدي جهاز الأمن سرية. ويقول مصدر ضالع فيه إنه اتفاق معقد. ويشمل قدرات عسكرية لم تكن بحوزة "إسرائيل" حتى اليوم، تسويات لإرجاء دفعات وتبكير تزويدها. وتوجد فيه أمور حساسة جدا وهامة جدا. وسأنام بهدوء بوجود هذا الاتفاق، فقد تم الحفاظ على التفوق النوعي الإسرائيلي". 

و تابع "رغم وجود إجماع بين جميع الأحزاب الصهيونية على الترحيب بـ"اتفاقيات أبراهام"، إلا أن هذه الاتفاقيات جاءت في وقت تسود فيه أزمة سياسية متواصلة في "إسرائيل"، وفيما ثقة قطبي الحكومة - الليكود برئاسة نتنياهو و"كاحول لافان" برئاسة غانتس – ببعضهما في حضيض لم تشهده المؤسسة الإسرائيلية من قبل. وقد انعكس انعدام الثقة هذا في "اتفاقيات أبراهام".

ووفقا لبرنياع، فإن الإعلان الأولي عن اتفاق التحالف والتطبيع بين دولة الاحتلال والإمارات، في 13 آب/أغسطس الماضي، "تلقاه جهاز الأمن بمفاجأة مطلقة"، وإثر ذلك تقرر خلال اجتماع عقده غانتس مع قيادة جهاز الأمن "استيضاح ما إذا كان الاتفاق يشمل صفقة أسلحة أميركية – إماراتية، وإذا كان هناك اتفاق كهذا، فماذا يشمل. ووجه غانتس أسئلة إلى وزارة الدفاع الأميركية (وليس إلى نتنياهو، بسبب انعدام الثقة). والإجابة كانت قاطعة: توجد صفقة أسلحة، وهي جزء من الاتفاق الثلاثي (الأميركي – الإسرائيلي – الإماراتي). ولا يشمل طائرات F35 فقط، وإنما عتادا متطورا للحرب الإلكترونية وغيرها". أي أن نتنياهو كذب عندما نفى، قبل شهرين تقريبا، وجود صفقة أسلحة إلى جانب الاتفاق مع الإمارات.

وأضاف برنياع أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين "علموا أن صفقة الأسلحة مع الإمارات هي البداية وحسب. والسعودية ستكون الزبون القادم، وربما مصر ودول أخرى". ونقل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنه "يحظر أن تزيل الصفقة بشكل كامل القيود على بيع أسلحة إلى دول في الشرق الأوسط، فهذا خطر على "إسرائيل" ".

وتطرق برنياع إلى إعلان دولة الاحتلال والسودان عن تطبيع علاقات بينهما، مشيرا إلى أن "البشرى السودانية وُلدت من مطالبة حاكم الإمارات، محمد بن زايد، بطرد الجهات الإرهابية الإسلامية من السودان يضمن الإبحار في مضيق باب المندب، وهو شريان حيوي للنفط الإماراتي. وهذا يشكل ضربة لإيران. و"إسرائيل" تربح من ذلك، وهذه بُشرى ممتاز".

في حين رأى المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، أن " "إسرائيل" مستفيدة من ثمار المبادرة الدبلوماسية (اتفاقيات أبراهام)، لكن ينبغي أن نعلم أن غايتها الأولى هي خدمة المكانة والغايات الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، ولا يقل عن ذلك خدمة حملة ترامب الانتخابية. ومصالح "إسرائيل" موجودة في المكان الرابع في سلم الأولويات الأميركي".

وأضاف بن يشاي أنه تبين من محادثات أجراها مع مصادر مطلعة، أنه يفترض بـ"اتفاقيات أبراهام" أن تحقق "أربعة غايات أساسية":

أولا، "إعادة تشكيل معسكر موال لأميركا ومناهض لإيران في الشرق الأوسط وتعزيزه بحيث يشمل الدول العربية السنية و"إسرائيل". ويوجد لهذا المعسكر، وفيما "إسرائيل" القوية عسكريا عضو علني فيه، قدرة أفضل على مواجهة التهديدات الإيرانية، حتى في الفترة التي تقلص فيها الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط".

ثانيا، "زيادة مبيعات الأسلحة الأميركية للشرق الأوسط من أجل إنشاء مصادر تشغيل ودخل للاقتصاد الأميركي".

ثالثا، "لجم التوغل الصيني والروسي إلى الشرق الأوسط كجزء من الصراع الإستراتيجي الذي يشمل الدول العظمى الثلاث. وتحاول الصين وروسيا حاليا استغلال انسحاب الولايات المتحدة من أجل توسيع تأثيرهما في المنطقة، ومن خلال ذلك تحقيق مكاسب اقتصادية. والولايات المتحدة ليست مستعدة للتنازل عن المكاسب الاقتصادية والسياسية النابعة من كونها السند الإستراتيجي ومزودة السلاح الأساسية لمنتجات النفط العربية و"إسرائيل"، ولذلك سعت إلى تشكيل كتلة ’اتفاقيات أبراهام’ التي تركن فيها حليفاتها وزبائنها في المنطقة".

رابعا، "تحصين وتعزيز مكانة "إسرائيل" السياسية والعسكرية في المنطقة، ودفع القيادات الفلسطينية إلى الاعتراف بأنها غير قادرة على الاعتماد بعد الآن على دعم عربي أوتوماتيكي في أية مطالب من "إسرائيل". ولذلك، على القيادات الفلسطينية أن تبلور مواقف واقعية أكثر وتفاوض على أساس مبادرة إدارة ترامب للسلام".

 

وأشار بن يشاي إلى أن دولة الاحتلال ستخرج رابحة من اتفاق مع السودان، "فالسودان تنسب نفسها إلى المعسكر الشرق الأوسطي للدول السنية المعتدلة الموالية للغرب وتُخرج نفسها من دائرة التأثير والهيمنة الإيرانية. وهذا إنجاز كبيرلأن الانفصال عن إيران سيمنع حرس الثورة من تهريب أسلحة وأموال عبر أراضيها إلى حماس والجهاد الإسلامي في غزة"، على حد قوله.