عمران الخطيب - النجاح الإخباري - 52 عاماً على انطلاقة الجبهة و 27 عاما ً على تفعيل وتطوير الجبهة العربية الفلسطينية

منذ الانطلاقة الأولى للجبهة كانت المحطة الرئيسية في تلك الفترة تبنى المشروع العروبي القومي فكراً وسلوك ومنهج لمسيرة الجبهة وقد تميز بناء الجبهة بقيادات وزنة متنوعة تلتزم بالقواعد والشروط المتمثلة في أن النضال الوطني لا ينفصل عن النضال العربي.

وقد اعتبروا مؤسسون الجبهة حين الانطلاقة الأولى أن فلسطين هي القضية المركزية في صراعنا الوجودي في مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري الذي شكل منعطف تاريخي من خلال احتلال فلسطين وقد سبق ذلك وعد بلفور المشؤوم 1917 بداية الخطوات الأولى في إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري على أرض فلسطين التاريخية حتى تمتد وتشكل رأس حربة للمشروع الصهيوني السرطاني الذي يتمدد بشكل تدريجي بالانتقال إلى العالم العربي والإسلامي حتى يتم السيطرة على مقدرات الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج.

ولذلك كانت المحطة في نضال الفلسطيني بلورات النضال القومي العربي الشعبي من خلال انطلاقة جبهة التحرير العربية حيث انضم في صفوف الجبهة الشباب الفلسطيني والعربي من كافة الأقطار العربية وقد تميزت العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة من أبناء الوطن العربي حيث تجد ضمن مكونات الجبهة في القيادة والكوادر والمقاتلين الهوية العربية تجتمع داخل هذا الفصيل من فلسطين ولبنان والعراق وسوريا والأردن ومصر وتونس والمغرب والجزائر بهذه النوعية الكيمائية تذوب الهوية القطرية والمذهبية والطائفية تجتمع الهوية العربية ذاتها التي آمنت أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية من المحيط إلى الخليج وأن مقاومة المشروع الصهيوني وتحصين الأمن القومي العربي يبدأ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري على أرض فلسطين ومن كل الحدود والجغرافية العربية هذه المحطة الأولى التي كانت المنافسة بين الفصائل الفلسطينية في تحقيق القدر الكبير من العمليات الاستشهادية داخل الأرض المحتلة والاشتباكات مع العدو الإسرائيلي في العديد من المعارك وجبهات القتال حتى أصبح التنافس بين الفصائل الى العمل المشترك من خلال العمليات المشتركة داخل الأرض المحتلة والاشتباكات مع العدو الإسرائيلي  وكانت العديد من تلك العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية تهدف إلى تحرير الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

لقد كانت الجبهة والفصائل الفلسطينية تمر بمنعطف خطير يستهدف تصفية المقاومة الفلسطينية مما أضعف عمل المقاومة من الساحة الخارجية لأسباب متعددة. ولكن العمل المقاومة أصبح التركيز على تعزيز الخلايا المسلحة داخل الأرض المحتلة والبناء التنظيمي ولم تكن من المهمات السهلة وتم تشكيل قيادة العمل الموحد للأرض  المحتلة بقيادة القائد الكبير الشهيد  خليل الوزير ابو جهاد حيث تم إقامة غرفة عملية مشتركة للمتابعة العمل داخل الأرضي المحتلة،. وعلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتقالات الجماعية بدون محاكمات تحت بند التوقيف الإداري ويتم اعتقالهم خلال الاشتباكات المسلحة داخل الأرض المحتلة ويقوم  العدو الإسرائيلي بتدمير منازلهم ضمن العقوبات على أهلي المناضلين إضافة إلى الحاكم العسكري والأجهزة الأمنية والعملاء والمأجورين الجواسيس.

ومع كل ذلك فقد تصاعدت المقاومة الفلسطينية من خلال الانتفاضة الشعبية التي عمت مختلف الأراضي الفلسطينية وتم تشكيل القيادات  الفلسطينية المشتركة في داخل وخارج الأرض المحتلة القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة من مختلف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. ولأن قضية فلسطين مرتبطة بشكل مباشر في التطورات السياسية والنزاعات فقط انعكس ذلك على القضية الفلسطينية. وخاصة بعد حرب الخليج الأولى وثانية التي كانت لها انعكاساتها على القضية الفلسطينية. إضافة إلى الضغوطات السياسية والاقتصادية على منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية.  لدفع منظمة التحرير القبول بقرارات الشرعية الدولية، إلى جانب احتلال العراق الشقيق إلى مؤتمر مدريد بدعوة من الإدارة الأمريكية إلى المفاوضات المباشرة واتفاق أوسلو. حيث كانت المحطة الأخيرة وانتقال العمل الوطني الفلسطيني إلى الساحة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة و أوضاع صعبة جدا فقد اختاروا رفاقنا المؤسسين العودة الى الوطن وقد حدث التباين والخلافات بين الرفاق وفي مختلف الفصائل حول تلك التداعيات والتطورات وتمت العودة إلى الوطن بتلك الشروط والأحكام.

وقد بدأنا مسيرة النضال من خلال الجبهة العربية الفلسطينية والتي تمسكت في الهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني العظيم وتحرر والمقاومة بكل أشكالها إضافة الى الالتزام والانتماء القومي العروبي الوحدوي الأصيل نهج وسلوك بهذه المناسبة الوطنية نستذكر روح القائد المؤسس  للجبهة العربية الفلسطينية  الراحل الكبير جميل شحادة  رحمه الله تعالى. وفي نفس الوقت نؤكد أن الرفيق المناضل الكبير اللواء سليم البرديني الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية الذي  شارك في  سلسلة من  المعارك والحروب وفي غرفة العمليات المركزية وكان نائب المرحوم الفريق سلطان هاشم خلال حرب حزيران 1967 إلى جانب توليه العديد من المهمات النضالية مكلف من الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات القائد العام للقوات الثورة الفلسطينية.

وشارك في تأسيس قياد الشرطة الفلسطينية إلى جانب تولية قيادة لبنان في منظمة التحرير الفلسطينية. فقد تولى بعد رحيل رفيق النضال جميل شحادة. مسؤولية الجبهة العربية الفلسطينية والتي تمسكت في الهوية الوطنية وبمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية، حيث تؤكد الجبهة العربية الفلسطينية من خلال كلمة اللواء سليم البرديني الأمين خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية علينا أن ندرك الأخطار التي تشكل تهديد للقضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن وضم والتطبيع وإننا مطالبين في إنهاء الانقسام الفلسطيني والعمل المتواصل والفعلي على الشراكة الوطنية الفلسطينية للمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.

في هذه المناسبة ذكرى الانطلاقة نتوجه إلى رفاقنا في مختلف فصائل العمل الوطني إنجاز ملف التوافق والوحدة الوطنية الفلسطينية . بالانتقال الإنتخابات العامة المدخل الرئيسي لتحقيق تفعيل مؤسساتنا الوطنية الفلسطينية وتجديد الشرعية من خلال صناديق الاقتراع.

وبكم رفاقنا ورفيقاتنا في فلسطين والساحة اللبنانية والشتات تستمر المسيرة في الحرية والاستقلال والديمقراطية

وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .

المجد للشهداء والحرية للأسرى

عمران الخطيب

[email protected]