نابلس - ميساء أبو العوف - النجاح الإخباري - يعاني الأسير المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي ماهر الأخرس، وضعاً صحياً خطيراً مع دخوله اليوم الـ 77 على التوالي رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط إصراره على عدم فك إضرابه إلا بالحرية أو الشهادة، بينما يضرب الاحتلال الاسرائيلي مطالبه عرض الحائط، لكنه يحظى بدعم وإسناد من الكل الفلسطيني، وتهديد بتصعيد عسكري في حال حدث مكروه له.

يشار إلى أن ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية جمدت قرار الاعتقال الإداري بحق الأسير الأخرس دون الإفراج عنه، وهو ما رفضه الأسير معلنا استمرار إضرابه حتى النصر والإفراج أو الشهادة.

من جهته أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اللواء قدري أبوبكر: إن "الوضع الصحي للأسير ماهر الأخرس الذي يواصل اضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 77 على التوالي خطر في ظل مماطلة إدارة سجون الاحتلال لإنهاء اعتقاله الإداري".

وأضاف في حديث لـ "النجاح الاخباري":" حالة الاسير ماهر الأخرس الصحية تسوء يوما بعد يوم، حيث يرفض أخذ المدعمات، والفيتامينات، وإجراء الفحوصات الطبية من قبل صحة الاحتلال، وهو ويرقد حاليا في مستشفى كابلان بالداخل المحتل، وقد رفض عرضًا للاحتلال بالاكتفاء بمدة اعتقاله الحالية وأصر على إطلاق سراحه. كما أن زوجته موجودة هناك أيضا حيث أعلنت قبل أيام إضرابها عن الطعام وانضمت إلى زوجها".

وتابع: "من المتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة بالنسبة لمطالبه وكذلك لوضعه الصحي، حيث يعاني من ضعف المناعة والدور الوظيفي لأعضائه الحيوية، فهو لا يقوى على اسناد نفسه بالسرير، ويعاني من دوخان دائم وزوفان في المعدة وصداع ونخزات بالقلب والام حادة في معدته، ولا يستطيع المشي حيث يغمي عليه اذا حاول الوقوف لان الدورة الدموية لا تصل الى الدماغ".

ولفت إلى أن الأسير الأخرس وجه رسالة قال فيها "شرطي الوحيد الحرية. فإما الحرية وإما الشهادة، وفي الجانبين انتصار لشعبي وللأسرى".

ودعا الاخرس الفلسطينيين لمساندته في قضيته والاسرى قائلا: "أهلنا وشعبا داخل الاراضي المحتلة ادعوكم بالتوجه الى مكاتب الصليب الاحمر والاعتصام فيها ليقوم بدوره بالضغط على "الاسرائيليين" لتلبية مطالبه، مضيفا: "إضرابي هذا هو إعلان لحالة الأسرى التي وصلوا إليها، ودفاعًا عن كل أسير فلسطيني، ودفاعًا عن شعبي الذي يُعاني من الاحتلال، وانتصاري في هذا الإضراب هو انتصار للأسرى ولشعبي الفلسطيني، إما منتصر وراجع إلى شعبي منتصرًا، أو شهيدًا، وشهادتي هي قتل من جانب الاحتلال لي، وليس بيدي، فبيدهم الإفراج وبيدهم الاعتقال".

وفي آخر زيارة تحدث مع زوجته وطلب منها عدم تشريح جثته في حال استشهد.

وأوضح أبو بكر بأن الهيئة تجري اتصالات دائمة مع الصليب، كما أن هناك رسائل أرسلت في السابق إلى الخارجية وإلى البعثات الدبلوماسية، وحاليا يتم تجهيز رسائل أخرى إضافة إلى تلك الرسائل لمندوب فلسطين في الامم المتحدة ولجان حقوق الانسان، لحثهم على التدخل والضغط على "الاسرائيليين"، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك حراك شعبي مناصر للأسير الاخرس وكل الاسرى داخل السجون سواء المعزولين او كبار السن و النساء والمرضى.

ولفت إلى أن الاسرى داخل سجون الاحتلال يجرون مشاورات، لإيجاد صورة واضحة لوضع خطة نضالية من ضمنها الاضراب عن الطعام وما يتبعها من خطوات أخرى وحاليا هم بصدد تحديد موعدا قريباً للبدء بهذه الخطوة، وذلك في ظل حالة الاستفراد داخل السجون من اقتحامات وسحب مواد "الكانتينا"، وتقليص الامتيازات التي حققوها عبر عشرات السنين، علاوة على عمليات الاستهداف المستمرة للحركة الاسيرة والمرضى وكبار السن وعدم تقديم العلاج اللازم لهم

تهديد بجولة قتال

بدوره، هدد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، الاحتلال الإسرائيلي بجولة قتالة مباشرة في حال حصل أي مكروه للأسير الأخرس، محملاً الاحتلال تداعيات التطورات الميدانية. لافتا الى أن حركة الجهاد الإسلامي لن تقف مكتوفة الأيدي.

وشدد البطش في حديث لـ "النجاح الاخباري"، على أن جولة القتال ستكون حتمية فيما لو استشهد الاسير الأخرس ستخوضها الجهاد وفصائل المقاومة.

ودعا جميع الوسطاء والمعنيين ببقاء الهدوء في غزة والضفة للتدخل العاجل لإنقاذ حياة البطل ماهر الأخرس.

كما هددت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الاحتلال في فيديو قصير بعنوان "لن يطول صبرنا" وأرفقت صور لصواريخها، وصورة للأسير الأخرس.  وكذلك هددت كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير المحرر خضر عدنان، أكد في تصريحات سابقة لـ "النجاح"، أن حركته قد تلجأ لتوجيه ضربات ضد الاحتلال الإسرائيلي، للضغط عليه من أجل الافراج عن الأسير ماهر الأخرس.

وشدد على أن صحة الأسير ماهر الأخرس تتراجع شيئاً فشيء في ظل اضرابه المفتوح عن الطعام، واصفاً صحة الأخرس بأنها "من سيء لأسوأ".

ودعت زوجة الاسير ماهر الأخرس في حديث سابق لـ "النجاح الاخباري"، بضرورة تكثيف الحراك الشعبي للتضامن مع زوجها، فيما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر توفير طبيب يتابع حالته الصحية يوميا، كون وضعه الصحي خطير لا يتحمل، وداعيه المؤسسات الحقوقية أن تقف إلى جانبه، وتناصره، وتأمين محامين من قبلهم، والضغط من أجل الافراج عنه.

ونقلت رساله يوجهها زوجها الأسير الأخرس، ان مطلبه الوحيد الافراج عنه، وأنه لن يفك إضرابه إلا بنيل حريته، وأوضحت أن نص رسالة زوجها هي :" "مثلما اعتقلوني وأعطوا قرار باعتقالي، لن أتنازل، ولن أفك إضرابي إلا بحريتي بين أهلي، وأولادي، واذا استمر تعنت الاحتلال في اعتقاله، فهم يسعون لقتله، فكلمته واحده ان كانت له الشهادة، كرامة للاسرى، والشهداء.

وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت الأخرس من سيلة الظهر قضاء جنين بتاريخ 27/7/2020م وحولته للاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، وأعلن الإضراب عن الطعام منذ اليوم الأول من اعتقاله رفضًا للاعتقال الإداري.

يذكر أن هناك 5000 أسير يقبعون في سجون الاحتلال منهم 42 أسيرة و200 طفل واكثر من 700 حالة مرضية وكبار السن، ومنهم من أمضى اكثر من 40 عاما خلف القضبان، و500 معتقل اداري بدون محاكمة.