نابلس - النجاح الإخباري - يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم  ذكرى مرور 20 عاما على انتفاضة الأقصى، التي اندلعت بسبب الأعمال الإسرائيلية التوسعية، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "أرئيل شارون" المسجد الأقصى، برفقة قوات الاحتلال.

 الفصائل الفلسطينية كحركة الجهاد الإسلامي، وحركة المقاومة الإسلامية حماس، نشرت كل منها بيان صحفي حول مرور  20 عاما على انتفاضة الأقصى، حيث أكدت الحركتا على ان المقاومة الخيار الاستراتيجي.

أكد الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن انتفاضة الأقصى ستظل نقطة مضيئة تحمل ذكراها إلهاما لكل الأجيال لمواصلة الكدح والنضال والمقاومة وليتأكد الجميع من جدوى المقاومة في وجه محاولات الاستئصال والإخضاع.

جاء ذلك في كلمة مكتوبة للشيخ عزام، وزعها المكتب الإعلامي لحركة الجهاد، اليوم الاثنين 28/9، لمناسبة مرور 20 عاما على انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 في أعقاب زيارة للمسجد الأقصى، قام بها رئيس حكومة الاحتلال حينها أرئيل شارون، واشتعلت على إثرها مواجهات غاضبة بدأت من محيط المسجد الأقصى ومن ثم امتدت إلى كل الأراضي الفلسطينية.

وقال الشيخ عزام: عشرون عاما تمر على الانتفاضة المباركة التي حملت اسم المسجد الأقصى والتي كانت نقطة مضيئة فى تاريخ الشعب الفلسطيني وترسخت معها صورة هذا الشعب كشعب شامخ ومكافح لا يستكين".

وتابع بالقول: لقد اشتعلت انتفاضة الأقصى بعد سبع سنوات من التوقيع على اتفاق أوسلو الذي دشن لمرحلة جديدة أُريد لها أن تكون تكريسا للأمر الواقع، حيث ظن الكثيرون أن الشعب الفلسطيني قد طوى صفحة النضال والمقاومة، بل كان هناك رهان على أن المنطقة كلها ستودع تاريخها وروحها وتدخل فى حقبة السلام المدنس".

وأشار الشيخ عزام إلى أن الفلسطينيين كما أسقطوا فى انتفاضتهم الأولى عام ١٩٨٧ كل النظريات التي تحدثت عن التعايش مع الاحتلال والتسليم بالأمر الواقع ، عادوا مرة أخرى عبر انتفاضتهم الثانية ليسقطوا الرهان على اتفاق أوسلو وليعيدوا الاعتبار لقضيتهم ولبندقيتهم.

وزاد يقول: سنوات مجد عاشها هذا الشعب رسم فيها ملحمة جديدة، وسقط خلالها شهداء وجرحى وزرع فيها المحتل الموت والدمار في المدن والقرى والمخيمات". مبينا أنه وعلى مدى الأعوام العشرين الماضية، سقطت أوهام كثيرة وفشلت مشاريع حاول أعداؤنا عبرها إخضاع شعبنا وقتل روحه وإرادته.

وختم الشيخ عزام كلمته بالقول: احتفالنا بذكرى انتفاضة الأقصى هو تأكيد على تمسكنا بحقوقنا ورفضنا لكل الضغوط التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وإجبار شعبنا على الاستسلام" موجها التحية للشهداء والأسرى والجرحى.

اما حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نشرت بيان صحفي حول الذكرى العشرين لانتفاصة الأقصى، جاء فيه، "عشرون عاماً هي المسافة التي تفصلنا عن محطة من محطات العز والفخار، وحلقة مباركة في سلسلة النضال الفلسطيني الذي لم يتوقف ولن يعرف الفتور إلى أن يزول الاحتلال، لقد مثلت انتفاضة الشعب الفلسطيني في تاريخ 28/9/2000 دليلاً قاطعاً لا يقبل التشكيك أن شعبنا الفلسطيني لا يمكن له أن يتوقف عن المطالبة بحقه ومقارعة محتله مهما عصفت به رياح المؤامرات والخذلان من القريب والبعيد".

وأضاف البيان: "لم تكن انتفاضة الأقصى المباركة والتي تفجرت في وجه ذلك المجرم القاتل الهالك شارون الذي أغراه جنونه بتدنيس ساحات المسجد الأقصى المبارك، فكان أن انتفض في وجهه شعبنا الفلسطيني بكليته، ولقن المحتل درسا حفر عميقا في وعي هذا المحتل الذي لم يكن إلى ما قبل تاريخ انتفاضة الأقصى يدور في خلده أن ينسحب من أجزاء من فلسطين كان قد احتلها، ولم يكن يرى في أسوأ أحلامه مستوطنيه وجنوده وهم يبكون كالأطفال في الأكياس السوداء".


وتابع: "لقد ظل جانب الأقصى مهاباً حيناً طويلا وتقهقر الاحتلال صاغرا تحت وطأة المقاومة الشعبية والمسلحة من غزة ومحيطها من المستوطنات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن بضع عمليات بطولية أفرغت مستوطنات كاملة في الضفة الغربية، وباتت الحياة في الضفة الغربية بالنسبة للمستوطنين جحيما وكوابيس، ولم يتجرأ الاحتلال من جديد على أقصانا ومقدستنا إلا يوم أن كُبلت المقاومة وضُربت عليها القيود".


وشددت حماس، "إننا إذ نتنسم عبق الذكرى ليحدونا الأمل بعهد جديد يلم فيه شعبنا شعثه ويتوحد حول كلمة واحدة، فلم تأل حركة المقاومة الإسلامية حماس جهدا في سبيل توحيد الصف الفلسطيني، وخصوصا في ظل المخاطر التي تدهم قضيتنا من هرولة عربية للتطبيع، ودعم أمريكي لتمرير ما يسمى صفقة القرن، واعتراف من دول بالقدس عاصمة للاحتلال ومخططات للضم وغيرها".

 
وأردف: "إننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإزاء استمرار  التغول الصهيوني الخطير، وفي ذكرى هذه الانتفاضة المباركة نؤكد كل التحية والوفاء لشهداء شعبنا وشهداء انتفاضة الأقصى المباركة الذين جعلوا من دمائهم سداً منيعاً في وجه الاحتلال الصهيوني ومخططاته".


وأفاد: "التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني الثائر في كل مكان، في القدس والضفة وغزة وال 48 ومخيمات الشتات على صمودهم وثباتهم في وجه المؤامرات، وفي مقدمتهم المرابطون والمرابطات في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وتثمن الحركة صمودهم وتمسكهم بحقوقهم والالتفاف حول المقاومة الباسلة، وتعاهدهم على المضي بهذا الطريق دفاعاً عن القدس والأقصى".

وأضاف: "تهيب الحركة بأبناء شعبنا الفلسطيني الاستمرار في شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه والدفاع عنه والتصدي لجنود الاحتلال المستوطنين الصهاينة وبكل قوة مهما كلف ذلك من ثمن".

وأكدت حماس رفضنا الكامل لما أقدم عليه البعض من تطبيع للعلاقات مع المحتل الصهيوني، كما نستهجن موقف جامعة الدول العربية التي تراجعت وانحرفت عن مسارها ورفضت إدانة التطبيع مع العدو الصهيوني.

وأشارت الحركة أن مسار العمل المشترك والحوار الوطني الشامل الذي مضت به من أجل ترتيب البيت الفلسطيني ومقاومة المحتل ومواجهة مخططاته هو خيار استراتيجي وقيمة عليا لن نتراجع عنها، وسنبذل في سبيل تحقيق  ذلك كل الوسع وزيادة.