القدس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - لم يعد استهداف المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي يقتصر على الاقتحامات اليومية ومحاولة أداء طقوس دينية داخله، بل تعددت أشكال وطرق الاعتداء عليه وتهويده، لتحقيق الهدف اليهودي المتمثل في إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد، والسيطرة الكاملة عليه لتغيير طابعه الديني والتاريخي والثقافي.

وبشكل أشبه يومياً تقتحم مجموعات متعددة من المستوطنين المتطرفين ساحات المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه وعلى المصلين والمرابطين، إلا أن هذه الاعتداءات والاقتحامات تقابل بكل مقاومة من المقدسيين المرابطين فيه.

ومن أشكال اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى والسيطرة عليه، ما كشفته القناة الـ (12) العبرية، حول وجود مخطط إسرائيلي لإغلاق المسجد الأقصى، ومنع المسلمين من الصلاة فيه، بحجة تفشي كورونا.

وقالت القناة العبرية، الاحد الماضي، إن  ما يسمى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، سيعقد اليوم جلسة خاصة لمناقشة إغلاق  قبة الصخرة والمسجد الأقصى.

استغلال كورونا

من جهته، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن الاحتلال الاسرائيلي يستغل أزمة كورونا من أجل إغلاق المسجد الأقصى المبارك، خلال الاعياد اليهودية، وذلك لإخلاء المنطقة بأكملها من المقدسيين، لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

وقال صبري في تصريح لـ"النجاح الاخباري": إن "الاحتلال يتخذ من كورونا حجة واهية لتأزيم الاوضاع في المسجد الاقصى، كما أن تفشي كورونا في القدس ليس بالصورة التي يصورها الاحتلال، في محاولته المستمرة لتنفيذ مخططاته  ورفع يد الأوقاف الاسلامية عن المسجد الاقصى واغلاقه، وهذا ما لن نسمح به".

وأضاف، أن "الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال تزداد وتيرتها يوما بعد يوم، مستغلاً انشغال الدول العربية، بمشاكلها الداخلية، كما ويستغل الاحتلال حالة الانقسام الفلسطينية، لخدمة مخططاته".

وفيما يتعلق بالالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع تفشي كورونا خلال الصلاة بالمسجد الاقصى، اشار صبري إلى انه يتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة، وكل مصل ملزم  بوضع الكمامة اضافة لوجود سجادته الخاصة بحوزته للصلاة.

وحول الموقف العربي مما يحدث في الاقصى، بيّن أن "الاقصى مغيب لدى العرب والمسلمين والبوصلة انحرفت عن القدس، وما نراه على ارض الواقع يؤكد  ليست ضمن سلم اولوياتهم".

واشار صبري الى ان عدد المصلين، الذين يتوجهون الى المسجد الاقصى يوم الجمعة، ما بين (50 لـ60) ألف، بينما يتراوح عددهم خلال الايان العادية ما بين (5لـ10) الاف.

وكان مستوطنون وعناصر من مخابرات الاحتلال، اقتحموا صباح اليوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، فيما أجرى المستوطنون جولات استفزازية في باحات المسجد قبل أن يغادروا من باب المغاربة الذي يستخدم فقط لاقتحامات المستوطنين.

لن ينجح

في السياق، حذّر مفتي الديار المقدسة، محمد حسين، سلطات الاحتلال الاسرائيلي من ممارسة الاقتحامات والاعتداءات واستمرارها للمسجد الأقصى في محاولة للسيطرة عليه وتغيير طابعه الديني والتاريخي والثقافي.

وأكد حسين حديثه لـ"النجاح الاخباري، أن  الاحتلال الاسرائيلي لن ينجح بمثل هذه الاجراءات التي يحاول فرضها بالقوة على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة"، مشدداً على أن كل مسلم يرفض هذه الاعتداءات.

وأضاف أنه "لا يحق لسلطات الاحتلال أن تتدخل في شؤون المسجد الأقصى وتعتدي على عمل الأوقاف في القدس"، منوهاً إلى أن محاولة سيطرة الاحتلال على الأقصى ستقابل مقاومته من قبل الفلسطينيين وبالأخص المقدسيين.

 وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أدانت أمس الاثنين، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، والتي كان آخرها قيام شرطة الاحتلال بتركيب سماعات فوق الجدارين الشمالي والغربي للمسجد، وقيامها باعتقال عدد من موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون "الأقصى".

 وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله علي الفايز، في بيان، أن ما تقوم به الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك تصرفات عبثية غير مسؤولة ومرفوضة ومدانة وتمثل استفزازا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وانتهاكا سافرا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وفقا للقانون الدولي وانتهاكا للوضع القائم القانوني والتاريخي.

عنجهية الاحتلال

وفي ذات الإطار، حمل مدير المسجد الأقصى المبارك  الشيخ عمر الكسواني، حكومة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن الانتهاكات وتبعاتها في المسجد الأقصى وآخرها تركيب سماعات خارجية على الجدار الشرقي والجنوبي للمسجد بالقوة.

ودعا  الكسواني في تصريح صحفي، الأمتين العربية والإسلامية لمساندة الأوقاف الإسلامية في موقفها الرافض لانتهاكات الاحتلال، باعتبارها صاحبة السيادة داخل الأقصى نيابة عن كل المسلمين في العالم.

واشار إلى أن الاحتلال يحاول تقويض سيادة الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى، وفرض السيادة الإسرائيلية، مشدداً على أن الاحتلال ما يزال ينتهج العنجهية ضد كل من يعترض على سياساته واعتداءاته وانتهاكاته بحق الأقصى من حراس وموظفين، فيعتقلهم ويبعدهم لفترات مختلفة، دون أن يثنيهم ذلك عن أداء واجبهم.

يذكر أن قالت الهيئات الاسلامية في فلسطين، قالت: إن محاولة الاحتلال تغيير الواقع التاريخي والديني والقانوني في المسجد الأقصى المبارك بالقوة لن يكون لا اليوم ولا غداً.

وأوضحت في بيان لها أن الحالة التي يعيشها المسجد الأقصى المبارك اليوم تشهد هجمة شرسة من قبل الاحتلال وشرطته وادواته على المسجد بكل مكوناته المعمارية والإنسانية وعلى كافة موظفي الأوقاف والعاملين فيه.