النجاح الإخباري - أصدر المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي"حملة"، تقريرًا يرصد من خلاله تباين حملات وزارة صحة الإحتلال الإسرائيليّة باللغتين العربية والعبريّة في فترة توجيه الإرشادات والتعليمات للوقاية من فيروس كورونا.

وكشف التقرير أن المنشورات باللغة العبرية أكثر بـ3 مرات من المنشورات باللغة العربية، واستخدام لغة عربية غير سليمة ومليئة بالأخطاء الإملائية، وأن هناك توجه نمطي واستشراقي تجاه المجتمع العربي في الداخل المحتل.

وقال المركز في بيانه إن "ذلك لرصد الحملات والمواد البصرية المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة صحة الإحتلال الإسرائيلية، وصفحاتها الرسمية على ‘فيسبوك‘ باللغتين العربيّة والعبريّة، ويتطرق كذلك للمواد والفيديوهات المنشورة عبر قناة ‘يوتيوب‘ التابعة للوزارة، وذلك في فترة الموجة الأولى من أزمة فيروس كورونا، تحديدًا في ذروة الأزمة الواقعة بين 2 شباط/ فبراير وحتى 31 أيار/ مايو".

ويرصد التقرير الذي أعدته الصحافية والكاتبة سماح بصول الفروقات على مستوى الإنتاج الكميّ والنوعيّ للمحتوى، فمقابل كل منشور باللغة العربيّة، هناك ثلاثة منشورات باللغة العبريّة، ورغم أن معظم العرب في الداخل المحتل يستسقون معلوماتهم بشكل أساسي من شبكة الإنترنت، خاصةً في ظل هذه الجائحة العالمية، تنتشر المعلومات المضللة والكاذبة وتكثر، وعليه؛ فإن عدم وجود مواد مناهضة، بشكل مكافئ، صادرة عن جهات مطلعة يشكل خطرًا على المواطنين، ومعرفتهم وقدرتهم على مكافحة الفيروس، ويساهم في تزييف الوعي وتغييب الحقائق وجهل بخطورة الفيروس.

وأضاف البيان أن "الاستخدام غير السليم للغة العربية، وكذلك الترجمة الحرفية للنصوص، ينجم عنها صعوبة في تمرير المعلومات وفهمها بالشكل الصحيح من قبل المواطنين. إن جودة المضمون بالعربيّة لا تتلاءم مع خطورة الوضع، وجديّته، فضلًا عن تعامل الوزارة مع المجتمع العربي بأشكال وصور نمطية، واعتماد محتوى وصور في المنشورات، لا تمت للمجتمع العربي بصلة، وكذلك اللجوء إلى رجال الدين للتوجه و‘تثقيف‘ المجتمع العربي حول الفيروس، فيما يتأخر توظيف أطباء ومختصين بهذا الشأن الطبي لتوعية المجتمع، وفي هذا تعزيز للصور النمطية، وخلق فجوة بين المعلومات الموجهة للمجتمع العربي والمعلومات الموجه للمجتمع الإسرائيلي".

وأكمل البيان أنه "وبالنظر إلى كل هذه المعطيات، يخلص التقرير إلى أن المواد المتوفرة أمامنا تنم عن جديّة أكثر في التعامل مع الوباء باللغة العبريّة، وعلى وجه الخصوص الحرص على نقل التعليمات الرسمية ببث مباشر، إلى جانب الإرشادات حول استخدام أجهزة التنفس والتي اقتصرت على العبريّة أيضا -رغم أن معلومات كهذه ربما يُستفاد منها على مستوى الطواقم الطبية فقط- إلا أن اختيار نشرها بالعبريّة يفترض عدم الحاجة لتوفيرها بالعربية".

وخلص البيان إلى أنه "جدير بالذكر أن التقرير يحتوي على تلخيص خاص حول دور المؤسسات الأهلية العربية ومساهمتها في توعية الجمهور، ويوضح أنه على الرغم من وجود هوة خلقها التمييز من قبل  سلطات الاحتلال، إلا أن المؤسسات الأهلية العربية، استطاعت أن تسد هذه الفجوة، ولم تقف مكتوفة الأيدي، آخذة على عاتقها مسؤولية المساهمة في خلق وعي جماعي بين المواطنين من خلال حملات إعلامية وبيانات صحافية، وتطوير آليات وبناء طواقم للمساعدة الفعلية في حالات الطوارئ".