نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - 2248 اصابة بفيروس كورونا في فلسطين حتى مساء اليوم الأحد الموافق 28/06/2020، والاعداد بحسب المختصين مرجحة للزيادة، اذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية سريعة وعقوبات رادعة تضمن إلتزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة والوقاية لمنع تفشي الفيروس بشكل أكبر مما هو عليه، مشيرين الى ان فرض الإغلاق لن يحل المشكلة وانما سيؤجلها، وربما تتفاقم بشكل أكبر.

تسجيل الاصابات سيستمر لثلاثة اسابيع على الأقل

 المختص في علم الأوبئة والصحة والبيئة، د.حمزة الزبدي، اكد أنه كان من المتوقع ان ينخفض منحنى الاصابات خلال اسبوع على ابعد تقدير، ولكن الصورة لم تكن واضحة حول تفشي فيروس كورونا في المجتمع، كما أن تسجيل هذه الاعداد من الاصابات ستستمر على الأقل لثلاثة أسابيع، لأن الوباء انتشر، كما ان مصدر العدوى لدى الكثيرين لا زال مجهولاً، اضافةً الى ان هناك بؤر غير مكتشفة، ما يصعب مهمة الطب الوقائي، ويسهم بارتفاع اعداد الحالات التي لا يعرف مصدرها، 

وقال الزبدي في حديث لـ"النجاح الاخباري": في هذه الموجة نسبة كبيرة من المصابين من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة  أي ما نسبته (30%)، ومن اهم عوامل تفشي الفيروس الحجر الذي تم بطريقة غير منظمة حيث تم الانتقال من الحجر التام والاغلاق، لفتح تام دون وجود لوائح تنظيمية تضمن التزام المواطنين بطريقة تدريجية، اضافةً لعدم فرض عقوبات رادعة، كما ان الإجراءات بفرض هذه العقوبات جاءت متأخرة جداً، وكان من المفترض ان تتم بعد الحجر مباشرةً، اما الان الوباء انتشر ومن الصعب السيطرة عليه".

وأضاف:" الحل هو الإلتزام الأمثل، وفيما يتعلق بطرح الاغلاق كحل من الممكن ان يكون كذلك ولكن ليس حلاً جذرياً، لوقف الوباء، والمعضلة الأساسية، مقدار الضغوطات النفسية والعواقب الاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال دراسات قمنا بها خلال فترة الحجر الاولى الكثير من المواطنين دخلوا بحالات اكتئاب، وقلق اضافة لانتشار الامراض النفسية بشكل كبير، وحالياً اذا تم فرض اغلاق في ظل عدم وجود رواتب ووضع اقتصادي سيء سيكون هناك انفجار اخلاقي اجتماعي واقتصادي".

وتابع الزبدي:" معدلات الاصابة بكورونا في فلسطين لم تصل حتى الان الى ما وصلت له في "إسرائيل" ففي اسرائيل معدل الاصابة  ما يقارب (2300- 2500) اصابة لكل مليون نسمة، اما في فلسطين فيتراوح من(300-400) اصابة لكل مليون تقريباً، ولكن اذا بقي الاستهتار فسنصل لمعدلات الاصابة كما في "إسرائيل"، لأن لا منطق وبائي ولا جغرافي يمنع وصولنا لعدد الحالات لديهم، والقضية ستكون زمية فقط وحسب اعداد الفحصوات التي يتم اجرائها ايضاً، مضيفاً:" حسب تقديراتي فإن نسبة تفشي كورونا بالضفة الغربية لا يقل عن (2-4%) اي حوالي 60-120 ألف من المجتمع مصابين او اصيبوا وتعافو".

الإجراءات الصارمة جاءت متأخرة

رئيس قسم الصحة العامة والوبائيات في جامعة النجاح، د. عبد السلام الخياط، أكد انه من المتوقع ان تزداد اعداد الاصابات بفيروس كورونا، خلال الاسبوعين القادمين، وهذا يعتمد على عدد الفحوصات التي يتم اجرائها، وكذلك تدخل الطبي الوقائي، والإلتزام بإجراءات الوقاية وقواعد التباعد الاجتماعي".

وتابع الخياط في حديث لـ"النجاح الاخباري": الاغلاق ليس حلاً بقدر ما هو تأجيل للمشكلة، كما ان اجراءات الحكومة بفرض عقوبات لمن لا يلتزم بإجراءات الوقاية جاءت متأخرة،  وكان لا بد ان يتم مراقبة التطبيق والإلتزام منذ البداية".

واشار الخياط الى انه من الممكن انو نصل لتسجيل عدد الاصابات التي سجلت في "إسرائيل"، في حال لم يحدث تدخل سريع، بمتابعة الإلتزام بأجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.

القادم أصعب وهذه البداية

المختص بعلم المناعة والفيروسات د.وليد الباشا، اكد ان تطورات الوضع فيما يتعلق بزيادة الاصابات بكورونا من انخفاضها، مرتبط بالإلتزام بإجراءات الوقاية، والتباعد الاجتماعي، ولبس الكمامة، مشيراً الى ان العمل بهذه الطريقة هو الحل لمواجهة الفيروس.

وتابع الباشا في حديث لـ"النجاح الاخباري": ما حصل بالخليل هو استهتار مجتمعي، والاغلب لم يكونو مقتنعين بوجود فيروس كورونا، وتم اقامة الاحتفالات والتجمعات بشكل طبيعي، كما ان الخليل مجتمع عشائري ما اسهم بهذه الكارثة وتسجيل هذا العدد من الاصابات بكورونا".

وأضاف:" الاغلاق لمن ولن يكون حلاً، والفيروس انتشر اصلاً، ويجب اصدار قوانين وعقوبات صارمة لضبط الاوضاع، لأن مدة وجود هذا الفيروس ليست بالقصيرة، والقادم اصعب ونحن حتى الان بالبداية".

وأشار الباشا الى انه اذا لم يتم الالتزام فسيكون هناك عدد من الوفيات، وخاصة من كبار السن وذوي الامراض المزمة، كما انه تم اتخاذ قرار بمنع فلسطينو الـ(48) من الدخول للضفة في ظل هذه الاوضاع الا انهم يدخلون ولا يوجد تطبيق فعلي للقرار".

وحول الاجراءات الصارمة بفرض عقوبات على من لا يلتزم بإجراءات السلامة، قال الباشا:"  الاجراءت جاءت متأخرة والحكومة كانت متناقضة، ومثال على ذلك التجمعات التي دعت لها للوقوف ضد قرار الضم، وكلنا ضده، ولكن التجمهر الذي حصل لم يكن صحيحاً، والأهم  ان المواطن فقد المصداقية بقرارات الحكومة وهو التصرف بازدواجية، اي عندما تدعو لعدم التجمهر وتقوم بعكس ذلك".

وفيما يتعلق بمعدلات الاصابة مقارنة "بإسرائيل" قال الباشا": اذا ما قسنا الامور حسب نسبة سكان الخليل، فهي تقدمت على "اسرائيل"، بنسبة الاصابات، واذا بقينا على هذا الحال ستزداد الامور سوءًا".

الجدير ذكره ان مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة علي عبد ربه، اكد إن (1354) إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا"  من بين العدد الاجمالي الذي سجل في الضفة الغربية، ناتجة عن الاختلاط والتجمعات، أي ما نسبته 60% من الاصابات، والـ40% المتبقية بسبب العمال القادمين من أراضي الـ48 والمواطنين هناك ومخالطين لهم.