نابلس - وفاء ناهل - النجاح الإخباري - سجلت فلسطين خلال 48 ساعة ما يزيد عن (100) اصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في محافظات الخليل ونابلس ورام الله وبيت لحم، ارتفاع لم تشهده محافظات الضفة منذ بدأ انتشار الفيروس.

وزارة الصحة اعلنت ان فلسطين دخلت موجة ثانية من فيروس كورونا، وشددت على ضرورة التزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة، لكن مختصون بعلم الامراض والاوبئة اكدوا ان ما تشهده فلسطين استمرار للموجة الاولى ولا يعتبر موجةَ ثانية، وهو امر طبيعي بعد العودة للحياة الطبيعية دون اتخاذ اي اجراءات وقاية ودون الالتزام بالتعليمات.

ارتفاع طبيعي في ظل عدم الإلتزام

 رئيس قسم الصحة العامة والوبائيات في جامعة النجاح، د.عبد السلام الخياط، أكد ان تسجيل هذا العدد من الاصابات بكورونا في فلسطين، ليس مؤشراً على الدخول بموجة ثانية للفيروس.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": نحن لا زلنا بنفس الموجة ولكن الاختلاف ان الالتزام من قبل المواطنين والمتابعة من قبل الحكومة كانت مشددة، لذلك لم تكن تسجل اصابات بهذا العدد الكبير، ومع العودة للحياة الطبيعية دون اي تنظيم من الطبيعي ان تسجل هذه الاصابات".

وأضاف الخياط:" نحن عملنا  بتطرف تام، اي توجهنا من اغلاق تام الى فتح شامل لكافة مرافق الحياة، والسر بمواجهة هذا الفيروس هو التنظيم، لان الاغلاق ليس حلاً ايضاً، ولكن عودة الحياة لطبيعتها يجب ان يتم بعد اتخاذ الاجراءات التي تخدم عدم التجمع من قبل المواطنين".

وتوقع الخياط ان يتم تسجيل عدد كبير من الاصابات، لان عدد المخالطين كبير، مضيفاً:" نرجو ان لا تكون الزيادة طردية كما في الخليل حيث سجل في اليوم الاول (17) اصابة وفي اليوم التالي (34) اصابة، ونحتاج ما بين اسبوع لاسبوعين لتتضح الصورة".

ما يحدث استمرار للموجة الاولى 

من جهته اكد المختص بعلم الأوبئة د. حمزة الزبدي، ان عودة المواطنين للحياة الطبيعية دون اتخاذ الاجراءات اللازمة من كمامات وكفوف وتباعد وتعقيم، اعطى مجالاً للحالات المصابة والتي لم تظهر عليها اعراض بأن تنقل الفيروس، حتى وصلنا لمرحلة تظهر فيها حالات مصابة بكورونا لا نعرف مصدرها.

وحول اسباب تسجيل عدد كبير من الاصابات في الخليل، قال الزبدي:" من الطبيعي ان يسجل هذا العدد الكبير من الاصابات في الخليل ذات الكثافة السكانية العالية والتي تقترب من المليون، كما وانها قريبة من اراضي عام (48) اضافة للاعداد الكبيرة من  المراجعين والمرضى بالمستشفيات والمراكز الصحية وكل ذلك دون الالتزام بالاجراءات اللازمة".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": تكمن خطورة عدم معرفة مصدر العدوى،  بأن اي شخص من الممكن أن يصاب بالفيروس دون ان يعلم انه يتعامل مع مصاب، فنحن عندما نعلم ان شخصا ما مصاب نأخذ الاحتياطات ولكن اذا لم نعرف مصدر الاصابة او العدوى لن نستطيع تلاشيها".

وتوقع الزبدي ان يستمر تسجيل الاصابات لمدة اربع ايام اخرى على الاقل، وبعد ذلك سينخفض عدد الاصابات المسجلة وسيكون هناك استقرار على الوضع الوبائي، واشار الزبدي الى ان ما يحدث ليس موجةً ثانية لجائحة كورونا، فالموجة الثانية لا تكون بهذه الطريقة، وما يحدث هو ارتفاع على منحنى الاصابات فقط،  ضمن الموجة الاولى بسبب الاختلاط وعدم الالتزام.

واضاف:" كما ان العينات العشوائية اظهرت  حالات لم نكن نعرفها، ولان القضاء على كورونا متوقف على اللقاح الحل الامثل حتى ذلك الوقت الالتزام باجراءات السلامة العامة من التباعد الاجتماعي والتعقيم ولبس الكمامات".

عدم الإلتزام سيقود لتسجيل المزيد من الاصابات

د. مها عكاوي المختصة بعلم الامراض، اكدت ان تسجيل الاصابات امر متوقع لان الحد من الحركة خلال فترة الطوارئ قلل من انتشار الفيروس وعند العودة للحياة الطبيعية والاختلاط دون اي اجراءات السلامة سيتم بكل تاكيد تسجيل  المزيد من الاصابات بفيروس كورونا.

وتابعت في حديث لـ"النجاح الاخباري": ما يجعل الامور تحت السيطرة لدينا حتى الان ان الفيروس اقل فتكاً مما هو عليه في اوروبا والولايات المتحدة، والاهم ان لا يكون هناك ضغط على الجهاز الطبي".

وأضافت عكاوي:"  فيما لو استمر الاغلاق لسنة كاملة، سيتم تسجيل اصابات بعد العودة للحياة الطبيعية، لذلك وحتى الوصول للقاح الأمر الذي لن يتم بوقت قصير، علينا الالتزام باجراءات السلامة العامة والتباعد للحد من انتشار الفيروس.

كل السيناريوهات ممكنة

مدير عام الطب الوقائي في وزارة الصحة علي عبد ربه، أكد على ضرورة الالتزام بالتعليمات والبرتوكولات التي اصدرتها وزارة الصحة للمؤسسات كافة، لكي نتمكن من التعايش مع الفيروس والحد من انتقال العدوى وانتشار الوباء ولكبح جماح الموجة الثانية من الجائحة والتي تسجل باعداد مضطردة.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": المؤشرات تدل على ان الوضع مرشح لتسجيل اصابات بازدياد وهذا ما حذرنا منه خلال الفترة الماضية،  فحسب المؤشرات على ارض الواقع الوضع مرشح لتدهور بشكل اكبر".

وأضاف عبد ربه:" الفترة السابقة شهدنا انخفاضاً ملحوظاً بتسجيل الاصابات واقتربنا من الحد الادنى لفترة معينة، لكن الان العالم بأكمله يشهد عودة لتسجيل اصابات بشكل مضطرد ومتزايد، وهذا  ناتج عن تخفيف  القيود والاجراءات التي اتخذت والعودة بشكل غير منظم للحياة الطبيعية وعدم الالتزام بالتعليمات الوقائية".

وشدد على ان الصحة مستمرة بأخذ العينات العشوائية، مضيفاً:"  خلال الـ(10) ايام الاخيرة تم أخذ اكثر من (6000) عينة عشوائية، كما واخذ عينات لمخالطي اي مصابين بكورونا، وذلك حسب  خارطة الرصد الوبائي".

وأضاف عبد ربه:"ما يحدد الاجراءات القادمة، هو الوضع الوبائي، ولذلك فإن كل السيناريوهات مفتوحة حسب المعطيات التي تتغير بشكل سريع ونرجو أن  لا نصل لرفع توصيات بتقييد الحركة".

يذكر انه تم تسجيل 39 اصابة بفيروس كورونا منذ صباح اليوم الجمعة وحتى اللحظة، ما يرفع العدد الاجمالي في فلسطين الى 834 اصابة، وتركزت الاصابات في الخليل ونابلس ورام الله خلال اليومين الماضيين.