النجاح الإخباري - الجفاف لا يربط دائما بصورة مباشرة بارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار في الصيف. فقد اتضح للباحثين من تحليلهم البيانات المناخية خلال أعوام 1979-2018 اكتشفوا أن الجفاف في الصيف مرتبط بارتفاع الاشعاع الشمسي في فصلي الربيع والصيف، وكذلك الانتقال السريع من الشتاء الرطب إلى الصيف الجاف عبر ربيع قصير ودافئ.

ولاحظ الباحثون أيضا، أن النباتات تنمو أسرع عندما يحل ربيع دافئ محل الشتاء المعتدل الرطوبة، وأن ماء التربة يتبخر بسرعة، يصاحبه تسارع امتصاص الجذور، ما يؤدي إلى تدهور طبقة التربة ونلاحظ هذا جيدا عندما تهطل في الشتاء أمطار قليلة.

وهناك عامل آخر، وهو ازدياد امتصاص النباتات لغاز ثاني أكسيد الكربون فعند تسارع نمو أوراق النباتات في مناطق الغابات، تتراكم كميات كبيرة منه في الربيع، مقابل نقصه في الأراضي الزراعية. أي أن الأشجار تكيفت بشكل أفضل لمقاومة الجفاف، لأن جذورها تمتص الماء من مصادر عميقة.

ويشير الباحثون، إلى أن الحر وقلة الرطوبة ونقص ثاني أكسيد الكربون، جميعها تؤدي إلى قلة المحاصيل. وأن اندلاع الحرائق التي تصاحب الجفاف عادة، يزيد من  التأثير الحراري المباشر.

واستعرض الباحثون باستخدام نمذجة الكمبيوتر كيف يؤثر العاملان. فمثلا في صيف عام 2018 شملت موجة الحر عموم أوروبا، ولكن في وسطها وشمالها، حيث تميز الربيع بارتفاع امتصاص الأشجار لغاز ثاني أكسيد الكربون كانت موجة الجفاف أقوى، بينما في شرق أوروبا أضعف، لأن امتصاص الأشجار لثاني أكسيد الكربون كان أقل.


ويعتقد الباحثون أن فهم آلية حدوث الظواهر المناخية الشاذة، يساعد على منع عواقبها الكارثية. وخاصة في ظروف الاحترار العالمي، الذي سيزيد من تكرارها.