رام الله - النجاح الإخباري -  أظهر استطلاع رأي أجراه مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، أن 52% من المواطنين التزموا بقرار الحكومة بالبقاء في المنزل بسبب فيروس كورونا.

وبين الاستطلاع الذي نشر نتائجه مركز "أوراد" اليوم الاثنين، أن التزام المواطنين بالضفة الغربية بقرار الجكومة الالتزام بالبيوت كان اكثر من المواطنين في قطاع غزة.

وأوضح المركز أنه تم إجراء هذا الاستطلاع من خلال منصة إلكترونية (Online Survey)، وشارك في الإجابة عليه 650 فلسطينياً من الذين يعتبرون ناشطين اجتماعياً واقتصادياً، 74% منهم في الضفة الغربية، و26% في قطاع غزة. وكانت مشاركة النساء في هذا الاستطلاع (52%) أكبر من مشاركة الرجال (48%).وكانت الغالبية العظمى من المشاركين (89%) من حملة الدرجات الجامعية، و30% منهم يحملون درجة الماجستير أو أعلى، أما في ما يتعلق بتوزيع الفئات العمرية، فكانت أعمار 27% منهم بين 18 و 30 سنة، وأعمار 56% منهم بين 31 و 50 سنة، وأعمار 17% منهم أكثر من 50 سنة.

وقال: تم طرح الاستبانة على عينة واسعة من الفاعلين الاجتماعيين من خلال مجموعات ومنصات التواصل الاجتماعي مع ضمان أكبر تمثيل ممكن لكافة المناطق الجغرافية ومختلف المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وأتيح المجال للإجابة على الاستبانة لمدة خمسة أيام (خلال الفترة 13 - 17 نيسان 2020).

وصرح 27% من الفلسطينيين المشاركين(في الاستطلاع) بأنهم فقدوا وظائفهم كلياً أو جزئياً بسبب جائحة فايروس كورونا.، وفئة الشباب هي الأكثر تضرراً، إذ أفاد 36% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة بأنهم فقدوا وظائفهم، وتتوقع نسبة أخرى (35.6%) من المشاركين أن تفقد وظائفها في الفترة المقبلة بسبب الجائحة.

وأشار 71% من المشاركين إلى أنهم قد فقدوا دخل الأسرة (كلياً أو جزئياً) بسبب الأزمة؛ ومن ضمنهم 84% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة، وبين 78% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يشعرون بمستويات كبيرة أو متوسطة من الضغط النفسي.

وأفاد 84? من النساء المشاركات و88% ممن تتراوح أعمارهن بين 18 و 30 سنة بأنهن يشعرون بالضغط النفسي، وأعرب 79% من المشاركين عن معاناتهم بشكل كبير أو جزئي من القلق، وشعر 80% من المشاركين في الاستطلاع بأن الواجبات الأسرية قد ازادت جزئياً أو بشكل ملحوظ.

وأشارت 68% من النساء المشاركات إلى زيادة كبيرة في الواجبات المنزلية، مقارنة بـ 44% بين الرجال، بينما أشار 63% من المشاركين إلى ازدياد مهام رعاية الأطفال، 52% من النساء و30% من الرجال.

وأفاد 54% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم اكتسبوا وزناً كبيراً أو بعض الوزن؛ 57%من النساء و51% من الرجال، ويلجأ 34?من المشاركين إلى التدخين كآلية للتكيف والتأقلم؛ 50%من الرجال و 20% من النساء.

وأشار 52% من المشاركين إلى التزامهم التام بقرار الحكومة "إبقوا في بيوتكم؛ وكان الفلسطينيون في قطاع غزة أقل التزاماً بالقرار من الفلسطينيين في الضفة الغربية.

واختلف الالتزام بقرار البقاء في البيت حسب النوع الاجتماعي، والعمر، والمناطق الجغرافية، إذ أبدى الرجال معدلات التزام أقل بالقرار، وأفاد 81% منهم أنهم أبدوا التزاماً (43.5% التزاماً تاماً ، 37.5% جزئيا) مقابل 18.4% كانوا غير ملتزمين. وبالمقارنة، أشارت 91% من النساء إلى التزام (60.7% تام و 30.4% جزئي) مقابل 8.3% فقط لم يلتزمن.

أما بالنسبة للعمر، فكان المشاركون الأصغر سناً في الاستطلاع ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاما أكثر التزاماً بقرار البقاء في البيوت، إذ أبدى 89% منهم التزاماً (50.9% تاماً و 38.0% جزئياً) مقارنة بـالتزام 85% في الفئة العمرية 31-50 سنة (51.3% بشكل تام، 34.2% بشكل جزئي) و 84% في الفئة العمرية 51 سنة فأكثر (59.2% بشكل تام و 25.2% بشكل جزئي). في المقابل.

وأفاد 9.9% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة بأنهم لم يلتزموا بالقرار، بينما أشار 14% ممن تتراوح أعمارهم بين 31 و 50 سنة و 15.5% ممن تجاوزت أعمارهم 50 سنة إلى عدم التزامهم بالقرار. ومن المثير للاهتمام أن نسبة الالتزام الكامل تزداد مع ازدياد العمر.

كانت الاختلافات في معدلات الالتزام بالبقاء في البيوت أوضح ما تكون حسب توزيع المناطق. إذ كان أولئك المشاركون في قطاع غزة أقل التزاماً بشكل ملحوظ بالقرار (قرار البقاء في البيوت الصادر عن الحكومة).

وأعرب 29.1% من المشاركين فقط عن التزامهم التام بالقرار مقارنة بـ 60.3% من المشاركين في الضفة الغربية. وكانت غالبية المشاركين في قطاع غزة (53.2%) ملتزمة إلى حد ما بينما لم يبدِ 17.7% منهم التزاماً مقارنة بـ 27.4% و 11.6% في الضفة الغربية، على التوالي.

العزل الصحي الذاتي

تم الحصول على نتائج متشابهة فيما يتعلق بأولئك الذين قاموا بعزل أنفسهم: 46.1% قاموا بعزل أنفسهم ذاتياً، 34.2% قاموا بذلك إلى حد ما، و 18.9% لم يعزلوا أنفسهم.

تعرض البيانات أيضاً اختلافات بين الجنسين، فعندما تم توجيه سؤال للمشاركين في الاستطلاع عما إذا كانوا قد قاموا بعزل أنفسهم، كانت النساء الأكثر إجابة بأنهن قد قمن بعزل أنفسهن بشكل تام (53.7%)، أو قمن بعزل أنفسهن نوعاً ما (32.2%)، في حين كانت النسب أقل بشكل ملحوظ بين الرجال (37.8% و 36.5%، على التوالي). وفي الوقت ذاته، كان المشاركون الأصغر سناً في الاستطلاع ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاما أكثر التزاماً بالعزل الذاتي بشكل كامل أو إلى حد ما (52.0? و 32.2%، على التوالي) من الفئات العمرية الأكبر سناً (43.6% و 34.5% لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و 50 عاماً؛ و 44.7? و 36.9% لمن تجاوزوا الخمسين سنة).

كما كانت هناك أيضاً اختلافات طفيفة في الالتزام بالقرار الحكومي(القاضي بالبقاء في البيوت) بين المواقع الجغرافية المختلفة. ففي الضفة الغربية، أفاد أقل من نصف المشاركين في الاستطلاع بقليل(48.5%)، بأنهم قد عزلوا أنفسهم و 30.9% كانوا يقومون بعزل أنفسهم إلى حد ما، في حين كانت النسب في قطاع غزة 39.2%و 44.3?، على التوالي. إلا أن معدلات الذين أفادوا بأنهم لا يخضعون أنفسهم للعزل جاءت أعلى في الضفة الغربية(19.7%) من قطاع غزة (16.5%).

العمل من المنزل

أشار 58% من الفلسطينيين المشاركين إلى أنهم يقومون بأداء عملهم من المنزل بدلاً من مكان العمل (41.3% كلياً، 16.3% جزئياً)، ورغم أن النسبة بين النساء شكلت أقل من نصف النسبة المئوية، إلا أنها كانت أعلى مما كانت عليه بين الرجال، إذ أشارت 47.9% من النساء المشاركات في الاستطلاع إلى أنهن يقمن بأداء عملهن بشكل كامل من المنزل بدلاً من مكان العمل مقابل 34.1% بين الرجال.

كانت نسبة الرجال الذين أشاروا إلى أن العمل من المنزل ينطبق عليهم إلى حد ما (22.7% أو لا ينطبق على الإطلاق (40.1%) أعلى منها بين النساء (10.4% و 34.0% على التوالي). في ذات الوقت، أجابت 7.7% من النساء قائلة "لا أعرف / لا إجابة". وقد لوحظت اتجاهات مماثلة في إجابات المشاركات على الأسئلة التي كانت تتعلق بفقدان الوظائف بشكل كلي (9.5%) أو توقع فقدانها في المستقبل (14.7%)، ومن المرجح أن ذلك يعود إلى انخفاض المعدلات الإجمالية لمشاركة الإناث في القوى العاملة.

وتبين النتائج أيضا أن اتجاهات العمل التام من المنزل كانت متشابهة، رغم الاختلاف بين الفئات العمرية (41.5% ، 41.3%، 40.8% للفئات العمرية 18-30، 31-50 ، 51 سنة فأكثر، على التوالي). ومع ذلك، كانت الفئة العمرية الأكبر سناً أكثر ميلاً من غيرها للإجابة على أنها كانت تعمل من المنزل إلى حد ما (26.2%) مقارنة بـ 15.2% للفئة العمرية 18-30 سنة و 14.0% للفئة 31-50 سنة.

وكانت نسبة الذين يعملون بشكل تام من المنزل بين من هم في منتصف العمر (31-50 سنة) مشابهة لأولئك الذين أشاروا إلى أنهم لا يعملون من المنزل (41.3%لكل منهم). أما بالنسبة للفئة العمرية الأصغر (18-30 سنة)، فأجاب 1 من كل 10 تقريباً (10.5%) بـــ "لا أعرف / لا إجابة"، وهو ما قد يكون انعكاساً لمعدلات البطالة المرتفعة التي يواجهها الشباب في فلسطين. كانت الاختلافات بين الضفة الغربية وقطاع غزة هامشية بالنسبة للذين يعملون بشكل تام من المنزل (42.1% في الضفة الغربية و 39.2%في قطاع غزة

فقدان الوظائف والدخل

أشار أكثر من ربع المشاركين (26.9%) إلى أنهم فقدوا وظائفهم بشكل أو بآخر بسبب الجائحة، من بينهم (15.7%) فقدوا وظائفهم بشكل تام و (11.2%) فقدوا وظائفهم إلى حد ما.

وأعرب أكثر من الثلث (35.8%) عن خشيتهم من فقدان وظائفهم في الفترة الزمنية القادمة بسبب فايروس كورونا ((20.3%بشكل تام و 15.5% إلى حد ما). ويضاف إلى الأرقام الاقتصادية المرتقبة أن حوالي نصف المشاركين في الاستطلاع (49.6?) أشاروا إلى أنهم فقدوا دخل الأسرة بسبب الأزمة، بينما أفاد 21.4% آخرون بأنهم فقدوا دخل الأسرة إلى حد ما ، بينما أشار26.7% فقط إلى أن دخلهم لم ينخفض.

فئة الشباب هي الأكثر قابلية للتعرض للآثار من الناحية الاقتصادية

اتضح أن الفئة العمرية من المشاركين من كبار السن يتمتعون بوضع اقتصادي ووظيفي أكثر استقراراً. وبالنسبة للفئة العمرية الأكبر سنا (51 سنة فأكثر)، فإنها كانت الأقل عرضةً لفقدان الوظائف بشكل كامل (6.8%) بينما توقع (7.8%) منهم أن يتعرضوا لفقدان وظائفهم بشكل جزئي في المستقبل (11.7% بالكامل و 13.6% جزئياً) أو أن يتعرضوا لفقدان دخل الأسرة بسبب الجائحة (29.1% بالكامل و 27.2% جزئياً).

وأشارت هذه الفئة العمرية إلى معدلات مرتفعة من حيث عدم التعرض إلى مثل ذلك الفقدان والخسائر: 81.6% لم يفقدوا وظائفهم، و 66.0% لا يتوقعون ذلك، و 41.7% لم يفقدوا دخلهم. وعلى النقيض من ذلك، كان الأشخاص في الفئة العمرية الأصغر (18-30 سنة) أكثر عرضة لفقدان الوظيفة (23.4% بالكامل و 12.3% جزئياً) أو أنهم يتوقعون أن  يواجهوا ذلك في المستقبل (27.5% بالكامل و 12.9% جزئيًا)، أو أنهم قد تعرضوا لخسارة في دخل الأسرة بسبب الجائحة (62.6% بالكامل و 21.1% جزئياً).

كانت هذه الفئة العمرية الأكثر عرضة أيضاً لتكبد مثل هذه الخسائر، إذ أفاد 53.2% بأنهم لم يفقدوا الوظائف (كلياً أو جزئياً)، بينما أشار 43.9% فقط إلى أنهم لم يتوقعوا فقدان وظائفهم بسبب الجائحة مقابل 12.9% فقط ممن أشاروا إلى عدم تعرضهم لخسائر في دخل الأسرة. أما بالنسبة للفئة العمرية المتوسطة (31-50 سنة)، فكانت إجاباتهم في موقع وسطي بين الفئتين العمريتين الأصغر والأكبر سناً.

وفي ظل الظروف الاقتصادية القائمة، يتضح من البيانات أن هناك علاقة بين العمر واستقرار الوظيفة والدخل. وهذا يوضح أن العمال الأصغر سناً هم الأكثر قابلية للتعرض بشكل خاص للأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق.