نابلس - النجاح الإخباري -  دعا وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إلى إنشاء مرصد ثقافي عربي من أجل الوقوف على كل محاولات اختراق الثقافة العربية والرواية القومية عن فلسطين، مقابل الرواية المضادة والمزورة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الالكتروني لوزراء الثقافة العرب، اليوم الاثنين، والذي افتتحه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر، لمناقشة الواقع الثقافي وتأثير "كورونا" على هذا القطاع.

وطالب أبو سيف بتطوير آلية لإنتاج درامي عربي سنوي عن فلسطين وعروبتها، وتفعيل الإنتاج العربي المشترك من أجل صون الحكاية العربية عن وجودنا على هذه الأرض.

وقال: إن أزمة فيروس "كورونا"، وضعت الثقافة أمام تحديات كثيرة، وفرضت شروط عمل جديدة كان يجب تطويرها، للحفاظ على الفعل الثقافي كمكون أساسي في وجود المواطنين خاصة في ظل الحجر، وتعذر تنظيم الفعاليات.

وأضاف أبو سيف أن استجابتنا يجب أن تنطلق من كون الثقافة مقوم لا يمكن الاستغناء عنه، في تمكين صمود المواطنين وتعزيز وجودهم، مشيرا إلى أن شعبنا أكثر الناس دراية بما يمكن أن تمثله القصيدة والرواية والأغنية من سلاح في مواجهة الصعاب، ومحاربة المشروع الإحلالي الاستعماري الذي مازال يستهدفنا.

ووضع الوزراء العرب في صورة ما تقوم به الحكومة في قطاع الثقافة في ظل الأزمة، حيث تقوم الوزارة بإعداد دراسة حول تأثر الواقع الثقافي في فلسطين بالفيروس، من أجل تقييمه، وتم توزيع استبيان على المؤسسات المسجلة لديها.

وتابع: "سيتم النظر في الخطوات والبرامج الواجبة لتفعيل المشهد الثقافي وتعافيه بعد الأزمة وربما خلالها، في حالة امتدت لفترة طويلة بما يكفل كرامة الفنان والعاملين في القطاع الثقافي، فيما يشمل هذا إقامة صندوق خاص لتعويض الفنانين والمؤسسات.

وشدد أبو سيف على ضرورة ألا يقتصر الفضاء الثقافي الالكتروني على التوظيف الآني والاضطراري للمنصات لتجاوز الحجر، وعدم وجود فرصة لتنظيم نشاطات بين المواطنين، بل أن ننظر في سبل تطوير المحتوى الرقمي العربي كماً ونوعاً، من أجل أن يتوفر بصورة أكبر للمتابعين، ومن أجل مواجهة الرواية المضادة والمزورة، التي تريد أن تنفي حقوقنا القومية وتستهدف وحدة الحال العربي.

وتطرق إلى ما تقوم به إسرائيل من تطهير عرقي في القدس من خلال منع الحكومة وطواقمها من العمل في المدينة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي نشهد فيه انخفاضاً كبيراً في عدد الإصابات بالفيروس، وارتفاع حالات الشفاء، فإن الوضع في القدس المحتلة يزداد سوءا بسبب السياسات الإسرائيلية، ما يتطلب دعم المؤسسات والأفراد والفنانين في المدينة.

وبيّن : أن "أسرائيل تستغل انشغال العالم وتقوم بسرقة تراثنا ومواقعنا الاثرية، وتقوم بضم مناطقنا، ونتنياهو سيقوم بضم الأغوار وهي 20% من مساحة الضفة الغربية، ما يتطلب موقفا عربيا موحدا".

وأوصى أبو سيف في ختام كلمته، بضرورة الانتقال من الرد الآني إلى وضع استراتيجيات ثقافية شاملة، وإعداد دراسة شاملة حول تأثير الفيروس على قطاع الثقافة في البلدان العربية، وتقديم تقرير شامل حول معالجاتنا وتدخلاتنا في سبيل مواجهة هذه التأثيرات لنكون أكثر استعداداً.