نبيل عمرو - النجاح الإخباري - اتحفظ وبشدة على فكرة ان يقتصر اهتمامنا كله على الكورونا، ومع انني لا انكر فداحة تأثيرها على حياتنا مثلنا مثل سائر الكون، الا ان عدم متابعة القضايا الأساسية التي تهمنا سيصيبنا حتما بحالة من الجمود الذهني والمعرفي، ما يضعف وعينا لمصالحنا كأصحاب قضية مصيرية لا يتوقف خصومنا عن معالجتها وفق مصالحهم واجنداتهم، فما الحكمة من ان تمنعنا كرونا عن متابعة السجال الدائر في إسرائيل حول مصيرنا، وهو سجال سينتج حكومة اهم اتفاق في برنامجها هو منع الفلسطينيين من إقامة دولتهم الحقيقية، بل ومنعهم من السيادة بأي شكل من الاشكال على ارضهم التي سيسلبون منها وفق خريطة صفقة القرن ثلاثين بالمائة من مساحتها، واذا ما دققنا في المواقع التي سيصادرونها الى الابد، فسنجد انها تسيطر على السبعين بالمائة من ارضنا القليلة أصلا أي ارض الدولة الفلسطينية.

وما الحكمة في عدم الاهتمام بالانقسام الكارثي الذي كنا نأمل ان تنهيه صفقة القرن فإذا به يتعمق ويتكرس وحين جائت كورونا لم يظل قائما فحسب بل بلغ حد الانفصال وبينما الضفة غارقة في هم كورونا فإن غزة ومن خلال حكم الامر الواقع فيها تفتح علاقات إقليمية ودولية على حسابها الخاص وتطلب من روسيا التدخل لاتمام صفقة تبادل مع الإسرائيليين، ومع انني شخصيا أتمنى رؤية معتقلينا جميعا او بعضهم حتى، وقد عانقوا نسائم الحرية الا ان فتح قنوات مع العالم الخارجي من قبل جزء من الشعب وجزء من الوطن له آثار تدميرية على الحركة الوطنية بأسرها.

وما الحكمة من ان يسود الخمول والكسل والجمود حياتنا تحت عنوان التفرغ لمجابهة كورونا، اننا نلاحظ ان الدول التي اصابتها كورونا بأكثر مما اصابتنا تمارس التصدي للوباء دون ان تتعطل بشكل مطلق عن أداء مهامها الأخرى، ودعونا ننظر الى الخصم الأقرب إسرائيل التي أصيبت بكورونا اكثر بكثير مما اصبنا نحن، الا انها تواصل سياستها في كل الاتجاهات فهي ترسل طائراتها لتقصف في سورية، وترسل دورياتها لتعمل في مناطقنا ، تعتقل وتصور منازل مرشحة للهدم وهكذا.

ان مقاومة كورونا هي عمل شعبي ضروري والزامي وبوسعنا ان نؤدي كل واجبات الوقاية وان لا نسجن انفسنا وراء قضبانها.