النجاح الإخباري - أشار المحلل الاسرائيلي و رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" العبرية، ألوف بِن، إلى أن نتائج انتخابات الكنيست تشير إلى أن "الجمهور الإسرائيلي فضّل أحزابا ومعسكرات لديها رسالة أيديولوجية واضحة، وعاقب من خلال صندوق الاقتراع المتذبذبين والذين فضلوا التعتيم (على مواقفهم).

ولفت بِن إلى أنه خلافا لجولتي الانتخابات السابقتين، العام الماضي، عندما ركّزت حملة الليكود على مهاجمة الشرطة والنيابة العامة بسبب التحقيقات مع نتنياهو في قضايا فساد، "ركزت كتلة اليمين هذه المرة على موقفين واضحين وصافيين في السياسة الخارجية والداخلية: ضم المستوطنات وغور الأردن، بموجب خطة ترامب، وإلغاء استقلالية جهاز القضاء وإخضاعه للمستوى السياسي".

وأضاف بِن أن "بدلا من تصوير نفسه كضحية بائسة لقوى أقوى منه في الشرطة والنيابة العامة، مثلما فعل في الجولتين السابقتين، سوّق نتنياهو هذه المرة صورة منتصر، وزعيم قادر على أي شيء ويتحدث مع زعماء العالم ونشطاء فروع نائية في الليكود بالقدر نفسه من الجدية والإصرار. وادعى أن إعادة انتخابه لا تهدف إلى إنقاذه من المحكمة المقتربة، وإنما إلى استكمال مهمتي حياته، ترسيم حدود الدولة و’استبدال النخب’".

وقال : "الليكود والقائمة المشتركة، الذين فازوا بزيادة مقاعد حسب عينات التصويت، طرحا خلال معركة الانتخابات الحالية مواقف واضحة وسعيا إلى التغيير، واعتمدوا على تكتل داخلي وتمسك بالرسائل طوال الحملة الانتخابية".

وتابع: "في المقابل، واجهت كاحول لافان والعمل – غيشر – ميرتس صعوبة في التغلب على الخلافات الداخلية فيهما وفي طرح رسالة مركزة أو مثيرة، وغيّر أفيغدور ليبرمان رسائله في محاولة للحفاظ على قليل من المصداقية. وهذه الأحزاب خسرت مقاعد في الكنيست الـ23".

وأضاف بن " "كاحول لافان" ركزت على الرسالة الوحيدة التي تمكنت أن تتفق عليها وهي "فقط ليس بيبي"، ولكنها "واجهت صعوبة بالاتفاق على أي شيء آخر. وغانتس وافق على خطة ترامب بنعم – لا؛ أيد جهاز القضاء، وبعد ذلك اتهمه بملاحقة سياسية مثل نتنياهو تماما؛ حاول التقرب من القائمة المشتركة، وهي الحزب الأساسي في كتلة اليسار، ثم عاد ليبتعد عنها. وبغياب أيديولوجية متفق عليها، تركزت الحملة على فروق شخصية بينه وبين نتنياهو، وهذا لم يكن كافيا".

واعتبر أن "الليكود والمشتركة يمثلان اليوم القطبين الأيديولوجيين في "إسرائيل": ضم مناطق مقابل تقسيم البلاد، تفوق يهودي مقابل مساواة مدنية. وهذه الخلافات ستكون في قلب النقاش السياسي في السنوات القريبة، من دون علاقة مع تطور محاكمة فساد نتنياهو".