نبيل عمرو - النجاح الإخباري - ما يزال المرشح الديموقراطي اليساري ساندرز، يتصدر مرشحي حزبه في الانتخابات التمهيدية التي ستحدد المرشح الديموقراطي للرئاسة في مواجهة دونالد ترمب.

يتمتع ساندرز 78 عاما، بدعم الشباب ما يبرهن عن ان ما يستقطب الشباب ليس عمر المرشح بل اتجاهاته، والشباب غالبا يفضلون المرشحين اليساريين الذين يعبرون عن ما يرغبون به ويتطلعون اليه، على عكس انطباعهم المتكرس عن المحافظين.

وساندرز اظهر جرأة لم يسبقه فيها أي مرشح سواء كان ديموقراطيا ام جمهوريا، فقد خلص الرجل نفسه من عقدة ممالئة إسرائيل ظالمة او ظالمة، من اجل كسب أصوات اليهود وتمويلهم ، فلم يسبق لأي مرشح امريكي ان خاض حربا شرسة على رئيس وزراء إسرائيل بلغت حد اتهامه بالعنصرية.
 

ويدخل وهو في بداية طريقه الطويل والصعب الى البيت الأبيض حربا مباشرة مع "الايباك" تلك المؤسسة الصهيونية النافذة التي ارعبت كل المرشحين الذين سبقوه وأقنعتهم بشتى الوسائل بأن الطريق الى البيت الأبيض يفتح امام من يدعموه ويغلق امام من يشق عصا الطاعة عليهم، وقد وقع مرشحون كثر في هذا الكمين ، فمن لم يمالئها تماما كان حذرا في التعامل معها .

 المرشح سانذرز كسر هذه القاعدة وجازف بمعاداة اللوبي الصهيوني له، ويبدو ان الرجل اختار تحرير نفسه سلفا من ان يتحول الى العوبة في يد اللوبي، فكم من رئيس امريكي اهانه اللوبي جهارا ونهارا واقربهم الى الذاكرة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي افشل الكونجرس سياسته الشرق أوسطية المتوازنة، واستقبل نتنياهو وهو في اوج عدوانه وحربه ضد السلام من وراء ظهره، ونكاية بالجالس في البيت الأبيض صفق أعضاء الكونجرس وقوفا لمرات عدة لنتنياهو ، كانت تلك رسالة حاسمة لاوباما أبعدته كليا عن مجرد الحديث عن الشرق الأوسط .

لقد كان ساندرز ذكيا حين دخل معركة مبكرة مع اللوبي الصهيوني فإن فاز رغم ذلك فسيكون رئيسا قويا لدولة قوية لها نفوذ واسع في تقرير مصائر شعوب ودول، وان لم يفز فيكفيه انه جسد مثالا يحتذى من قبل غيره، فلأول مرة في تاريخ الانتخابات الامريكية يفرض مرشح شجاع موقفا مميزا على صعيد السياسة الخارجية وخصوصا حيال القضية الفلسطينية التي كانت توضع بفعل ضغط اللوبي في ذيل البرامج السياسية للمرشحين، على اعتبار ان الولاء المطلق لإسرائيل هو الثابت المجمع عليه في كل المؤسسات السيادية الامريكية .

 لن تكون طريق ساندرز الى البيت الأبيض سهلة او مضمونة، ذلك ان اهم مكان في العالم هو محل صراع شرس تشارك فيه كل القوى الجدية داخل امريكا وفي معظم انحاء العالم ، كذلك فإن سانذرز سيواجه تحالفا من منافسيه الديموقراطيين لمنعه من ان يصل الى المحطة الأخيرة.

 بقي ان ننتظر نتائج المعركة الفاصلة يوم الثلاثاء القادم حين تصوت غالبية الولايات لمصلحته او ضده ، فإن تجاوز هذا المفصل الرئيسي فسوف يكون المرشح الوحيد الذي سيواجه ترمب.

بالنسبة لنا كفلسطينيين نرى في هذا الرجل رئيسا مميزا وعد لأول مرة بدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية على عكس الجالس الان في البيت الأبيض الذي لم يقدم للفلسطينيين سوى كل ما هو سيء ومحبط.