نابلس - النجاح الإخباري - تترقب الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية، ما سيحمله لهم الإعلان عن "صفقة القرن" التي كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلان تفاصيلها مساء اليوم الثلاثاء، بعد اجتماعه مع رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة بيني غانتس في واشنطن.

وفي العديد من المرات عبّر الرئيس محمود عباس رفضه القاطع لهذه الصفقة، حيث أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ” سيعقد اجتماعا يضم كافة أقطاب القيادة الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، في مقر الرئاسة برام الله، لبحث تداعيات الإعلان المرتقب عن ”صفقة القرن“ الأمريكية.

وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محمد الحوراني، أن الرئيس محمود عباس دعا لاجتماع مساء اليوم بما فيها حركة حماس، من أجل بحث موضوع إعلان الادارة الأمريكية تفاصيل "صفقة القرن".

وقال الحوراني لـ"النجاح الاخباري": إن " الظرف يحتم علينا جميعاً أن نخطو كل خطوة ممكنة من أجل وحدة الموقف الفلسطيني، ودعوة الرئيس لاجتماع بما فيها حركة حماس عملتها اللحظة الحرجة والخطرة التي ستطرح فيها إدارة ترامب اليوم صفقتها التي تتجاوز على حقوق الشعب الفلسطيني، وتحاول ان تصفي القضية الفلسطينية".

وأضاف: "هذا الظرف يستدعي توحيد كل المواقف الفلسطينية على أرضية موقف صلب وواحد"، لافتاً إلى أن ادارة ترامب تريد تخليد الاحتلال وعدم ايجاد أي حل يعترف بالحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني من خلال "صفقة القرن".

وشدد الحوراني على أن إنهاء الانقسام هو الرد الأمثل على هذه الصفقة عبر حوار جدي يضع المصلحة الوطنية العليا كإطار مرشد لنا جميعاً بما يؤدي في النهاية إلى انهاء هذا الانقسام الذي كان نقطة ضعف استراتيجية في الحالة الفلسطينية وخطوة رئيسية من خطوات أخرى يجب أن يأخذها الفلسطينيين بعين الاعتبار، حسب تعبيره.

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الإثنين، أنه سيعلن مساء اليوم الثلاثاء، تفاصيل خطة الإدارة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن".

وقال ترامب: "خطتي للسلام منطقية جدا للجميع، وستكون لها فرصة للنجاح وسيتم الإعلان عنها مساء الثلاثاء"، واعتبر أن خطته ستحظى "في نهاية المطاف" بتأييد الفلسطينيين، وتوقع أن تعجبهم لأنها "جيدة بالنسبة لهم" وتصب في مصلحتهم، بحسب قوله.

محاولة لانتشال نتنياهو

في السياق، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، أن الولايات المتحدة حاولت تصفية القضية الفلسطينية بعدة طرق عن طريق الحل الاقتصادي بدل الحل السياسي، وإغلاق لمكاتب الأونورا وغيرها من المؤامرات.

وقال العوض لـ "النجاح الاخباري": "إن إعلان صفقة القرن في هذه الأوقات هو محاولة لانتشال نتنياهو في الانتخابات القادمة، ومحاولة ترامب إقناع المجتمع الأمريكي أنه قدم أفضل صفقة في التاريخ وإيجاد حل لصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومحاولة منه للتغطية على نفسه فيما يخص التهم التي يتعرض لها في المحاكم الأمريكية وقرارات عزله"، مشدداً على رفض القيادة الكامل للصفقة.

وأضاف: "على الفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة إلى شطري الوطن من أجل مواجهة الصفقة"، مشيراً إلى أن القيادة الفلسطينية ستعمل على التوجه إلى جامعة الدول العربية والمحافل الدولية للوقوف ضد أي قرار بحق الشعب الفلسطيني.

ودعا الشعب الفلسطيني للخروج إلى الشارع ونقاط التماس مع الاحتلال والوصول إلى إنتفاضة شاملة إذا لزم الأمر ذلك.

وكانت الرئاسة الفلسطينية وجهت نداء للسفراء العرب والمسلمين المدعوين لحضور إعلان ”صفقة القرن“ بعدم المشاركة أسوة بنظرائهم الذين رفضوا المشاركة حفاظا على حقوق الشعب الفلسطيني.

أمر واقع

في السياق، قال الكاتب والسياسي الفلسطيني نبيل عمرو إن الفلسطينيين اليوم يمرون بمرحلة حرجة أما المشروع التصفوي المسمى، "صفقة القرن".

وأكد عمرو خلال حديثه عبر فضائية "النجاح"، على أن الجانب الأمريكي يسعى لتطبيق "صفقة القرن" كسياسة أمر واقع وفرض من طرف واحد في ظل تحالف علني مع دولة الاحتلال، الأمر الذي لا يعتبر تفاوضا ولا خطة تسوية.

وأضاف أن "صفقة القرن" ما هي الا موقف أمريكي متفق عليه مع اسرايئل، لم يكن للجانب الفلسطيني أي دور فيها، مؤكدا على أن أمريكا وإسرائيل لا تنتظر موقف الفلسطينيين سواء بالقبول أو الرفض، بقوله: "يبدو ان الصفقة لا تنتظر القبول الفلسطيني بعد مشاوراته مع غانتس ونتنياهو سيعلن عنها الليلة وسيتولى ترامب تنفيذ الجزء الخاص بالجانب الإسرائيلي ثم يفرض الجزء الفلسطيني على الفلسطينيين".

وحول مواجهة هذه المؤامرة في ظل التشرذم العربي والانقسام الفلسطيني رأى عمرو أن الحل والخيار الوحيد هو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وبناء الأرضية الصلبة لنقف بوجه الاحتلال.

وأضاف أننا اليوم ولأول مرة أمام مشروع سياسي أمريكي إسرائيلي يسعى لتحقيق هدف واحد عنوانه "حل القضية الفلسطينية وتصفيتها.

رفض الصفقة

ومن المقرر أن تخرج مسيرات عارمة في الضفة الغربية وقطاع غزة رفضاً لاعلان "صفقة القرن"، وقال منسق القوى الوطنية في رام الله عصام بكر، "إن الشعب الفلسطيني موحد في رفضه لصفقة القرن التي هدفها المس بحقوق الشعب الفلسطيني، وان الشعب سيخرج من المحافظات كافة في توجيه رسالة للتعبير عن رفضه للصفقة.

وأضاف بكر في تصريح لـ "النجاح الاخباري" :" إن برنامج فعاليات رفض صفقة القرن يتواصل، فالجماهير هي المرتكز الأساسي، وثم الموقف السياسي، ويجب تطبيق الشرعية الدولية، والتحرك للمحكمة الجنائية الدولية لتمهيد الطريق لبناء العدالة الدولية".

ودعا بكر إلى المشاركة في الفعاليات الرافضة لصفقة القرن ستستمر في الأيام القادمة، حيث ستنظم فعالية بمشاركة الكل الوطني غدا الأربعاء في الأغوار، ومن ثم تليها فعاليات في المناطق الأخرى، على أن يكون يوم الجمعة القادم يوماً للمواجهة والتصعيد وكسر سياسات التهجير والترحيل ويجيب ان التعامل مع الاراضي الفلسطينية باعتبارها وحدة جغرافية واحدة.