نابلس - النجاح الإخباري - أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن أسرى جدد ينضمون الى قائمة المرضى بشكل مستمر في سجون الاحتلال نتيجة سياسة الاهمال الطبي التي تستخدمها ادارة السجون بحقهم والتي تجعل حياتهم معرضه للخطر الشديد.

واعتبر الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز ان سياسة الاهمال الطبي المتعمدة للحالات المرضية بين الأسرى تزيد من اعداد الأسرى المصابين بأمراض خطيرة داخل السجون، بحيث يمكن السيطرة على المرض في بداياته ولكن مع تجاهل الرعاية والعلاج لشهور طويلة او سنوات تجعل من الشفاء امراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.

وأشار الى انه خلال الشهور الأخيرة تم اكتشاف اصابه العديد من الأسرى بأمراض خطيرة كالسرطان في مراحل متقدمة، والجلطات القلبية وغيرها نتيجة عدم الكشف المبكر على الأسرى، وعدم تقديم علاجات مناسبة للأمراض التي تصيب الأسرى في مراحلها الأولى، و الاستهتار بحياتهم بعدم اجراء عمليات جراحية او فحوصات ضرورية لهم .

وتطرق "الأشقر" الى حالة الأسير المقدسي "أحمد عادل سعادة" (40 عاماً)، والمعتقل منذ 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد 13 مرة، حيث أصيب بجلطة قلبية في سجن ريمون نقل على أثرها إلى "مشفي سوروكا الإسرائيلي"، وتم إجراء عملية قسطرة له، ولا تزال حالته الصحية صعبة وبحاجة إلى متابعة مستمرة.

كما تراجعت صحة الأسير المقدسي "فراس صادق غانم" (46 عامًا) بشكل كبير، حيث كان تعرض لجلطة قلبية عدة مرات في سجون الاحتلال نتيجة الاهمال الطبي، ولم يقدم له رعاية طبية او علاج مناسب الامر الذى ادى لتدهور صحته أكثر، وبدأ يعانى من خلل في عمل الغدة الدرقية، وديسكات في ظهره ورقبته وهو بحاجة ماسة لعمليات جراحية، لكن الإدارة تماطل بتحويله للمستشفى وتكتفي بإعطائه المسكنات دون تشخيص لحالته بالشكل الصحيح، وهو معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد .

كذلك الأسير "شادي فيصل موسى" (43 عاماً) من جنين، كان أصيب بجلطة قلبية في سجن النقب، وتم نقله بشكل عاجل عبر مروحية إلى مستشفى سوروكا، وأدخل وحدة العناية المكثفة بالمستشفى، وأجريت له عملية قسطرة، وهي المرة الثانية الذي يصاب فيها بجلطة في السجون، وهو معتقل منذ عام 2002م، ومحكوم بالسجن لمدة 25 عاماً.

وأضاف "الأشقر" بأن أسرى اخرين تبين اصابتهم بمرض السرطان القاتل بعد مرور سنوات على اعتقالهم بينهم الأسير "موفق نايف عروق" (77 عاماً)، من مدينة يافا بالناصرة، والذى تبين مؤخراً بأنه يعاني من مرض السرطان في الكبد والمعدة، وماطلت إدارة السجون لشهور قبل تحويله للمستشفى لتلقّي العلاج الكيماوي، وهو معتقل منذ العام 2003م، ومحكوم بالسّجن لـ(30) عاماً، وهناك خطورة حقيقة على حياته.

ويضاف إليهم الأسير "إبراهيم نايف أبو مخ" (60 عاماً) من الداخل المحتل، وهو من الأسرى القدامى، ومعتقل منذ مارس 1986م، ومحكوم بالسجن المؤبد، تدهورت صحته في الشهور الأخيرة، وبعد إجراء فحوصات طبية له، تبين بأنه مصاب بمرض السرطان في الدم في مرحلة متقدمة وحالته الصحية خطرة.

بينما أصيب الأسير "مصطفي محمد البنا" (31 عاماً) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة ، بجلطة قلبية خلال شهر أغسطس العام الماضي، ومؤخراً تعرض لانتكاسه صحية خطيرة وفقد الوعي وسقط مغشياً عليه داخل السجن، ونقل إلى المستشفى، نتيجة الاهمال الطبي والمماطلة بتقديم العلاج وتحويله للمستشفى رغم مطالباته المستمرة بإجراء الفحوص الطبية له لمعرفة سبب تدهور صحته.

وأكبر الأسرى سناً الأسير "فؤاد الشوبكي " (81 عاماً)، تراجعت صحته بشكل كبير، ونقل إلى المستشفى أكثر من مرة، حيث يشتبه بإصابته بمرض السرطان، اضافة الى مجموعة من الأمراض منها الضغط والسكري ومشاكل في القلب والديسك، وهو معتقل منذ عام 2006م، ومحكوم بالسجن لمدة 17 عاماً، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه بقضاء ثلثي المدة .

وأشار "الأشقر" الى أن الأسرى المرضى يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال في ظل استهتار إدارة السجون بحياتهم وعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم، والضرب بعرض الحائط كل المواثيق الإنسانية التي تنص على تقديم الرعاية الصحية المطلوبة للأسرى، مما ي فتح الباب لارتفاع قائمة شهداء الحركة الوطنية الاسيرة التي وصلت نهاية العام الماضى الى (222) شهيداً .

واستطرد "الأشقر" بأن الاحتلال يتعمد ترك الأسرى فريسه للأمراض وذلك بعدم إجراء فحوصات جدية للمرضى منهم، وغالبا ما تتم معاينتهم بالنظر فقط، اضافة الى تأخير إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، أو إجراء تحاليل طبية وصور إشاعة، لعدة سنوات مما يفاقم حالتهم الصحية ، وينعدم الأمل في شفاؤهم ويقربهم الى الموت.