نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - قد ينكسر في النفس شيء لا يجبره ألف عطاء، هداية الأسطل ابنة مدينة غزة- خان يونس، قصة ألم ومعاناة استعمر الحزن قلبها كما مدينتها، حين حصل انفجار حرق البيت ومن فيه لتحترق روحها وتترك ندوبا أتت على جسد غض لم يتجاوز السنتين.

أربعة وعشرون عامًا مضت على تلك اللحظة الحاسمة بحياة هداية، عانت خلالها الأمرين بحثا عن أمل يستصلح ما بقي لها من ملامح.

بين غزة ومصر بدأت هداية رحلت سعيها التي روتها لـ"النجاح الإخباري"بوجع يغص القلب، قالت: "أدركت وجعي قبل أن أدرك فداحة ما حل بي، عام 1995 حيث كان عمري سنتين، تعرضت لحروق عميقة من الدرجة الثالثة والرابعة من أتت على كامل جسدي، إلا أن روحي ظلت حبيسة هذا الجسد الصغير بعمر سنتين ما أوجب العلاج الذي استمر من 95-2006 في مصر ونجح بنسبة 70%، اليوم عمري 26 عاما ولا زال الوجع حيًّا يرزق".

 

وأضافت أنَّ علاجها انقطع سنتين بسبب أحداث غزة والانقسام ما منعها من الخروج لمتابعة العلاج.

هدايا لم يعرف اليأس لقلبها المكلوم سبيلا، فطرقت كل الأبواب وناشدت المسؤولين عبر الإنترنت، وتوجهت للإعلام حتى تمت الموافقة على دخولها الضفة وتلقيها العلاج في مستشفيات مدينة نابلس.

طاردت هداية أملها الذي خاب بعد زيارتها الأولى للضفة إذ لم تتلق علاجا لعدم وجود الأجهزة، لتعود بعد عام من الانتظار وتجري عملية بنسبة نجاح ضئيلة، فعلاجها يتطلب السفر للخارج، إلا أن الفرصة لم تتح لها بعد.

وحول معاناتها أوضحت أنها استهلكت عشر سنوات إضافية من عمرها بين الضفة وغزة للحصول على تغطية مالية وفرصة استكمال العلاج بالخارج.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏

وعن حالتها الصحية والنفسية أشارت إلى أنها تعاني آلاما شديدة في العظم ونوبات عصبية من تأثير الحروق، كما أنها مصابة بالسرطان منذ 8 سنوات للتفاقم معاناتها ويكبر وجعها فتصرخ "الموت حق وأنا أطالب بحقي".

ولفتت هداية إلى أنها وجَّهت كتاب مناشدة لرئيس الوزراء د. محمد اشتية، إلا أنَّ وزارة الصحة أوقفت علاجها حاليًّا بعبارة "لا حل" ناسفة كلَّ أمل بقلب الفتاة على حدِّ قولها.

نتيجة بحث الصور عن هداية محمود الأسطل

 

قوة جاءت بعد ألف معركة مع الحياة والناس، تدفقت من عيون هداية المصرة على مواصلة المسير حتى الرمق الأخير من الأمل، تابعت: "الحروق النفسية أصعب بكثير من الجسدية، تشعلها نظرات الناس النافرة وردود فعلهم المستنفرة حين تصطدم بوجهي، فأشعر أنني تمثال منصوب للحداد"، ولسان حالها يقول "خذوا من ملامحنا الإجابة واختصروا علينا ذل الجواب".

وأكدت هداية على أنَّ إلحاحها وإصرارها على العلاج أزعج الكثير من المسؤولين الذين تنكروا لها بدعوى أنتهاء محاولات علاجها الجسدي على أن تتكبد وحدها تكاليف عمليات تجميل تعيد الحياة لملامحها، لتنفرد بوجعها وغربتها حيث تعيش وحدها في مدينة نابلس منذ سنة وثمانية شهور بلا عمل ولا معيل سوى الله، وأنهت كلامها المغصوص بقولها: "أقسى لحظة تلك التي أقاوم فيها دموع تحرقني من الداخل إلا أنها تجاهدني وتنزل عنوة فتصبح الروح رماد!".

لا يتوفر وصف للصورة.

لا يتوفر وصف للصورة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏لقطة قريبة‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏