نابلس - النجاح الإخباري - مع بداية العام الجاري، من المقرر أن تستأنف مسيرات العودة،  نهاية مارس/آذار القادم، ولكن وفق آلية جديدة، بواقع مرة واحدة شهرياً وفي المناسبات الوطنية الهامة، بعد ان كانت تنظم كل يوم جمعة اسبوعياً، هذه المرحلة التي وصفت بالجديدة اثارت تساؤلات حول انجازاتها وما حققته، وأين أخفقت؟.

محللون ومراقبون اكدوا ان مسيرات العودة حققت انجازاً نظرياً تمثل في التأكيد للاحتلال ان الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم، مشيرين الى ان المسيرات استخدمت من قبل البعض للتشهير بأن تكون لصالح حزب معين، بالاضافة الى انها لم تحقق الهدف الاساسي وهو كسر الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل.

عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة ماهر مزهر، أكد  أن مسيرات العودة محطة من محطات النضال الوطني الفلسطيني والاشتباك مع الاحتلال الاسرائيلي، مشيراً الى العمل جاري الان للاعداد والتجهيز لكل اللجان ومعالجة الثغرات التي واجهتها في المرحلة السابقة.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": حققت مسيرات العودة الكثير من الانجازات فهي احييت حلم العودة، واكدت انه حق لا يسقط بالتقادم، كما انها وحدت الكل الفلسطيني، بالرغم من الانقسام، والاهم من ذلك انها كشفت عن الوجه الحقيقي للاحتلال الذي يستخدم كل وسائل البطش والاجرام بحق الاطفال والنساء والصحفيين، وهذا ما اكده مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة،  في الـ(19) من شهر مارس من العام 2019، حيث اقرت أن ما حصل على حدود قطاع غزة يرتقي لجرائم ضد الانسانية".

واضاف:" كما ان مسيرات العودة،  ضخت دماء جديدة من خلال الشباب وابتكار اساليب جديدة، منها وحدة الكاوشوك والارباك الليلي والبالونات الحارقة، كما وبدأت المسيرات  بخطوات عملية بكسر الحصار عن غزة، على الرغم انه لم يكسر بشكل كامل، كما ان المرحلة القادمة ستكون اكثر قوةً  وزخماً وتعبئة، كما وسنتواصل مع المؤسسات الدولية والمنظمات والمتضامنين الاجانب، لفضح ممارسات الاحتلال".

 رئيس اللجنة القانونية في "الهيئة العليا للمسيرات"صلاح عبد العاطي، اكد ان اللجنة بذلت جهدها لتوثيق اسماء الشهداء الذين ارتقوا بمسيرات العودة، وكذلك كل الانتهاكات التي مارسها الاحتلال، لتقديمها للجان الدولية، كما وتم تسليف ملف لمحكمة الجنايات الدولية، كما ويتم في الوقت الحالي التحضير لملف متكامل لتسليم الادلة والقرائن لمحكمة الجنايات الدولية، حالما تبدأ بفتح تحقيق بجرائم الاحتلال.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": المسيرات لم تصمم لقطاع غزة، فقط انما لكل الوطن، لكن المشهد  لم يكن كما ينبغي، والانقسام كان له السبب الاكبر بذلك، حيث اثر على مخرجاتها ورفدها بالطاقات المفروضة، كما وكان هناك محاولات "تجهير" المسيرات لصالح فئة معينة".

من جهته اكد المحلل السياسي طلال عوكل اطلاق مسيرات العودة بشكل جديد يعتبر احد المؤشرات التي تؤكد ان هناك مساعي حثيثة لتجديد التفاهمات بين حماس واسرائيل وربما توسيعها، وهذا الامر يقتضي فترة بمثابة تأكيد مصداقية بالنسبة لحماس، أي انها التزمت بالتفاهمات، ويجب على الاحتلال الاسرائيلي ان يلتزم بها".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": والمؤشرات لا تقف هنا فهناك المستشفى الامريكي، وتصدير بعض المنتحات من قطاع غزة، وكذلك الانباء حول السماح لـ(500) تاجر من غزة الدخول لاراضي عام (48).

وأضاف عوكل:" مسيرات العودة حققت انجازات سياسية، تمثلت بتأكدي التمسك الفلسطيني بحق العودة، وان غزة تستيطع ان تشتبك مع الاحتلال بوسال سلمية، تمثلت بالمسيرات، لكن الهدف الاساسي للمسيرات هو كسر الحصر وهذا مرهون بالتفاهمات، فان تم التوافق عليها بهذا تكون مسيرات العودة حققت، هدفها الاساسي وهو رفع الحصار عن غزة او التخفيف منه، لكن اذا عادت الامور  للتصعيد، ولم تلتزم اسرائيل بالتفاهمات ستكون مسيرات العودة قد فشلت بتحقيق هدفها الاساسي الذي انطلقت من اجله".

يذكر ان مسيرات العودة السلمية انطلقت في الثلاثين من اذار لعام (2018) واسفرت عن ارتقاء (215) شهيداً، من بينهم   (47) طفلاً، وسيدتان، و(4) مسعفين، إلى جانب صحافييْن اثنين، و(9) من ذوي الإعاقة.

كما واصيب  (19173) مواطناً برصاص قوات  الاحتلال الإسرائيلي خلال المسيرات، من بينهم (4987) طفلاً، و(864) سيدة.