وكالات - النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة رأي اليوم اللندنية، أن اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني فتح أبواب عودة التحالف الكامل بين حركة حماس وإيران، بعد فترة من تقلب العلاقات.

وأوضحت الصحيفة أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “اسماعيل هنية” على رأس وفد من الحركة ضم صالح العاروري وموسى أبو مرزوق وأسامة حمدان، ومشاركتهم في تشييع سليماني لم يكن حدثا عابرا، خصوصا وأن الوفدعقد سلسلة اجتماعات في طهران مع ارفع قيادات الجمهورية الاسلامية، والتقت بالمرشد خامنئي والقائد الجديد لقوة القدس إسماعيل قاآني.

واستطاعت الحركة خلال هذه الزيارة التي لاقت اهتماما إيرانيا خاصا أن تعيد التحالف القوي مع إيران بعد فترة من التقلبات بدأت عند افتراق خيارات الحركة عن قرارات طهران تجاه الحرب السورية عام 2011، وفق الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من الحركة وإيران حرصتا على عدم قطع العلاقة نهائيا، رغم أنها انحدرت إلى الحد الأدنى. واقتصر الدعم الإيراني منذ ذلك الحين على كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، بعد أن كانت إيران تولي الحركة دعما ماليا لكافة اجنحتها السياسية والعسكرية والاجتماعية داخل فلسطين المحتلة وخارجها.

وكان ذروة الاعتماد على إيران تجلى عندما عجزت الحركة عن دفع مرتبات الموظفين في قطاع غزة إثر فوزها بالانتخابات وتشكيلها الحكومة عندها قامت طهران بدفع أكثر من 22 مليون دولار لحكومة حماس.

وأضافت الصحيفة:" بعد هذه الزيارة يبدو أن الحركة استعادت مكانتها في التحالف مع إيران، وأن صفحة جديدة فتحت اليوم بين الجانبين قد تكون جبت ما قبلها. واذ تحرص الحركة في الإعلان عن أنها تسعى لأن تكون على توافق مع عمقها العربي والإسلامي. فإنها في الاونه الأخيرة حاولت استعادة العلاقة مع المملكة العربية السعودية، وتلك العلاقة كانت جيدة في زمن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، إلا أنها وصلت في عهد الملك سلمان وولي عهده إلى اعتبار الرياض حركة حماس حركة إرهابية، في إطار نظرة المملكة إلى حركة الإخوان المسلمين عموما وفي إطار الصراع مع قطر وتركيا حلفاء حماس".

وفي هذا السياق تقول بعض المصادر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اشترط على حركة حماس فتح حوار مع الولايات المتحدة والاعتراف بقرارات الرباعية الدولية. وهو ما رفضته حماس فتوقفت المحاولة، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأردفت الصحيفة أن خطوة حماس تجاه ايران، لاقت انتقادات بعض الشخصيات من فضاء الحركة الإسلامية من أنصار الحركة، وبدت تلك الأصوات القليلة التي عبرت عن نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي أو منابر الحركات الإسلامية المنتشرة من لندن إلى الدوحة إلى اسطنبول، بدت حبيسة خطاب دعائي متطرف ومذهبي، ينظر إلى إيران على أنها شيعية، ويكرر خطاب جاء ضمن حملات تدعم سياسية إسقاط النظام في سورية، قائم على مقولة سليماني يقتل الشعب السوري. وهو خطاب ثبت بعد كل هذه السنوات وانكشاف فصول الحرب السورية، وحجم التدخلات فيها أنه غير واقعي، إذ كان سليماني وغيره يواجه قوى عسكرية متعددة الجنسيات والولاءات تشابه قدراتها العسكرية الجيوش النظامية، ولديها إيدلوجية متطرفة قتلت من الشعب السوري و تقاتلت فيما بينها تبعا لاجندات الداعمين لها، وانتقل بعضها اليوم ليقاتل في ليبيا خدمة لمصالح تركيا.

ويبدو أن حركة حماس تجاوزت دائرة هذه الدعاية، ولذلك اهتمت الحركة وسط هذه الانتقادات بالتركيز على كوادرها في تعميمات داخلية تحدد فيها بشكل واضح خياراتها و سياساتها القائمة على الانفتاح على العمق العربي والاسلامي بعيدا عن الحسابات والاحقاد المذهبية قصيرة النظر. خاصة أن ثمة علاقة جيدة تجمع بين حليفي الحركة تركيا وقطر و بين الحليف الإيراني.