وكالات - النجاح الإخباري - أشارت تقديرات الاحتلا، إلى أن اغتيال الولايات المتحدة، قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي، "سيغير سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط".

وذكر المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام اليوم الجمعة أن جهاز أمن الاحتلال الإسرائيلي حذر حيال تقديرات مفادها أن اغتيال سليماني سيغير سياسة ترامب في الشرق الأوسط، "التي تتأثر بمصالح أميركية فقط". 

وأوضح: وفقا لهذا المفهوم، تدرك إسرائيل أنها ستضطر إلى أن تحارب لوحدها التموضع الإيراني في سورية.

ولفت إلى أنه إضافة إلى إغلاق جبل الشيخ، إثر الاغتيال، فإن الاحتلال الإسرائيلي "نفذ عمليات ميدانية أخرى كثيرة. وكافة الاحتمالات كانت على الطاولة"، لكن صورة الوضع لم تكن واضحة.

وتابع : "التقديرات لم تكن تستند إلى معلومات استخبارية محددة. وفي الاحتلال الإسرائيلي قرروا أنه في وضع ليس واضحا إلى هذه الدرجة، يحظر المخاطرة".

ووفق ليف رام، فإن الصورة الاستخبارية "أخذت تتضح بسرعة وأشارت إلى أنه في المرحلة الأولى، "إسرائيل" ليست جزءا من الحدث، وأنه يدور بين الولايات المتحدة وإيران فقط. والتقديرات التي استُعرضت أمام المستوى السياسي تحدثت عن أنه في هذه المرحلة ثمة احتمال ضئيل جدا لرد (إيراني) ضد دولة الاحتلال، وانخفض مستوى التأهب بما يتلاءم مع ذلك".

رغم ذلك، لفت ليف رام إلى أنه "في الأمد المتوسط ستتغير الصورة. وفي الأشهر القريبة قد نشعر بتأثير الحدث من ناحيتي التهديدات والتصعيد الفعلي، وكذلك من خلال الاعتبارات الإسرائيلية إزاء استمرار التموضع الإيراني في سورية".

وأردف إنه "بالنسبة لدولة الاحتلال، يكمن باغتيال سليماني احتمال لانفجار إستراتيجي كبير، لكن الاعتقاد في جهاز الأمن هو أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد الاتجاهات والتطورات التي سيؤدي إليها. وعلامات الاستفهام كبيرة، خاصة على ضوء حقيقة أن الأميركيين، وأولهم الرئيس ترامب، أثبتوا إلى أي مدى يمكن أن يكون ردهم غير متوقع".

ونوه إلى أنه يتوقع أن تزيد التطورات الأخيرة معضلة "إسرائيل" بشأن كيفية مواصلة العمل ضد مشروع حزب الله لتحسين دقة الصواريخ".

وذكر ليف رام أنه "في المستوى السياسي والأمني الرفيع يدّعون بإصرار أنه سيتم التمسك بالخطوط الحمراء، حتى لو كلّف ذلك مخاطرة أكبر بنشوب حرب في الجبهة الشمالية للاحتلال. وفي هذه الأثناء، يبدو مؤخرا، وعلى ضوء الواقع المعقد في "إسرائيل"، تراجعت وتيرة الغارات في سورية".

ورجح أن يتم اتخاذ قرارات هامة فيما يتعلق بسياسة "إسرائيل" تجاه التموضع الإيراني في سورية وحزب الله، فقط بعد تشكيل حكومة جديدة. "لكن في هذه الأثناء، الميدان لا ينتظر نتائج الانتخابات (للكنيست)، ويتوقع أن تضع الأشهر القريبة تحديات كبيرة أمام المستويين الأمني والسياسي".

وزاد ليف رام قائلا إن "إسرائيل ستكون مطالبة، هذا العام، باستثمار موارد كثيرة في تحليل المعلومات الاستخبارية حول إيران، ومتابعة البرنامج النووي هناك". بحسب ما نقله "عرب 48".

وأوضح أنه "إلى جانب القيود المعروفة للاتفاق النووي مع القوى الكبرى، فإن التقديرات العامة في الاستخبارات العسكرية كانت حتى القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي، أن الإيرانيين التزموا عموما ببنوده. والآن يدركون جيدا في إسرائيل أنه قد يكون هناك تغييرا جوهريا في الوضع، وبما يتلاءم مع ذلك فإن سلم أولويات الجيش الإسرائيلي قد يتغير بكل ما يتعلق بعمل الاستخبارات والتدريبات وبناء القوة في سلاحي البرية والجو". 

واغتالت الولايات المتحدة فجر يوم الجمعة الماضي، سليماني بغارة استهدفته في بغداد، فيما ردّ الحرس الثوري الإيراني بقصف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.