وكالات - النجاح الإخباري - رأت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الرابح الأكبر من تصفية القائد الإيراني قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت "هآرتس" في مقال نشرته اليوم للكاتب الوف بن: "لقد كان هذا الأسبوع ناجحا بالنسبة لنتنياهو، فمن قمع تمرد جدعون ساعر، وخوفه من المحكمة العليا بشأن مناقشة أهلية متهم جنائي لتشكيل حكومة، حتى طلب الحصانة، التي ستضع جانبا لوائح الاتهام ضده لفترة طويلة في الكنيست، حتى انتهى الأمر بعملية أمريكية أعادت للعناوين "الوضع الأمني" وأزالت منها ملفات الفساد".

وأشارت إلى أنه "في حال كان هناك تصعيد أمني، سيزداد الضغط على بني غانتس ويئير لبيد، قادة "أزرق أبيض"، من أجل الدخول لمقر الكرياه (مقر وزارة الحرب) ووزارة الخارجية في ظل حكومة نتنياهو"، معتبرة أنه "من السابق لأوانه الحديث عن حكومة وحدة".

ورأت أن دولة الاحتلال يجب عليها أن تجتاز قبل ذلك الحملة الانتخابية وحرف التركيز عن لوائح الاتهام والحصانة، إلى العمل في وجه التهديد الإيراني، وهذه هي هدية السنة لنتنياهو"، مبينة أن "رفع نسبة التصويت في معاقل الليكود، وانخفاضها في المجتمع العربي، سيمنح نتنياهو حبل النجاة من القضاء والعزل، وسيسهل عليه إدخال غانتس ولبيد للخيمة وتحييدهما.

وقدرت الصحيفة، أن الوضع الأمني يساعده في أن يخرج من البيت ناخبي اليمين، الذين سئموا منه بسبب الفساد، ولكنهم سيضعون ذلك جانبا من أجل إنقاذ دولة الاحتلال من إيران".

وأكدت أن "بقاء نتنياهو مرتبط، بنجاحه في الحفاظ على جدول الأعمال الأمني في العناوين خلال الأسابيع الثمانية القادمة"، بحسب ما نقله موقع (عربي 21).

وتحت هذا عنوان: "هدية السنة الثمينة والجديدة"، نبهت أن رئيس أركان حرب الاحتلال أفيف كوخافي، "فقد حقا من اعتبره العدو الكبير، المتمثل في الجنرال سليماني، وهو الآن سيضطر إلى خلق منافس جديد".

وبينت الصحيفة، أن "سليماني قائد شجاع، وزياراته المتواترة للجبهات، عززت مكانته في أوساط جنوده، كما أن حركته المكشوفة في مطار بغداد مع قادة الجماعات الخاضعة له، أظهرت ثقة زائدة بالنفس واستخفاف بقواعد الأمان الأساسية"، معتبرة أن "الخطأ الأعمق له كان استراتيجيا وليس تكتيكيا".

وذكرت أن "القوات التي ترأسها سليماني حظيت بحرية العمل، طالما أنها كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة أو على الأقل لم تزعجها، حيث تعاون مع واشنطن لتحطيم العدو المشترك داعش، وسلمت أمريكيا بعملياته لإنقاذ نظام بشار الأسد، وفي اللحظة التي توجه فيها مباشرة ضدهم، تمت تصفيته، مثل سياسة دولة الاحتلال تجاه الشخصيات الكبيرة لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة ".

وعن تهديدات إيران بالانتقام، قالت "هآرتس": "يجب علينا أن لا ننسى، أنه لا يوجد لإيران أي سبيل للمس بالولايات المتحدة، فهي مكشوفة تماما أمام كل القدرات العسكرية التي يمكنها تخريب منشآتها النووية وصناعة نفطها والمس برؤوس النظام".

وأضافت: "في حال أصيبت إيران بالجنون، وقامت بمهاجمة واشنطن، فهي ستكتشف أن هذا لن ينتهي في أي يوم بصورة جيدة"، بحسب الصحفية.

وواصلت الصحافة الإسرائيلية اهتمامها وتركيزها، على تداعيات ونتائج عملية اغتيال قائد فيلق "القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "عملية التصفية الأمريكية لسليماني كانت رصاصة البدء في المواجهة"، مضيفة أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انفعالي وغير متوقع، وعديم التفكير المرتب، في حين القيادة الإيرانية تجد صعوبة في الاستعداد للرد".

وتابعت: "هذا الأمر يبدو غريبا في إسرائيل، فآيات الله في طهران أكثر تماسكا وتفكرا من ترامب في واشنطن، وإيران ملزمة بأن تنتقم بطريقة مخيفة بما يكفي لردع ترامب، ولكنها ليست مخيفة لدرجة أن تجره للحرب، وهنا يتضح أنه ليس لهذه المشكلة حل مدروس".

واستبعدت الصحيفة، أن يكون قرار ترامب المصادقة على تصفية سليماني، جاء نتيجة "استفزازه" من قبل المرشد الأعلى بإيران، علي خامنئي، الذي غرد قبل يومين من اغتيال "ابنه المدلل"، بقوله: "ترامب لا يمكنه أن يفعل شيئا"، مرجحة أن "المصادقة على اغتيال الجنرال الإيراني سبقت التغريدة، وهذا درس جيد للجميع؛ من يتبجح يتلقى الضرب، ومن الأفضل التفكير مرتين قبل التغريد"، بحسب قولها.

ونوهت إلى أن "نشاط سليماني ضد واشنطن وتل أبيب، جعلته هدفا مطلوبا"، زاعمة أنه "كان يمكن تصفية سليماني في شباط/ فبراير 2008، ولكن الهدف كان في تلك الليلة عماد مغنية، حيث تعهدت دولة الاحتلال وقتها لواشنطن بعد حصولها على معلومات من وكالة الاستخبارات الأمريكية، واستجابت لشرطها بأن يكون المستهدف فقط مغنية".

وكشفت أن "المعضلة كانت، عندما شوهد سليماني ومغنية معا، فانتظرت دولة الاحتلال حتى ودع سليماني مغنية وصفّته"، منوهة إلى أنه "في السنوات الأخيرة تغيرت مكانة سليماني، وانتقل إلى المقدمة وخط التماس بين الجيش والسياسة، حيث خلقت له مكانته الجديدة مجال حصانة من  ناحية إسرائيل على الأقل".

وذكرت "يديعوت" أن "إسرائيل اتخذت جانب الحذر في اغتيال جنرالات، دبلوماسيين، زعماء سياسيين للدول، لكن واشنطن تسمح لنفسها بأن تتصرف بشكل مختلف"، مضيفة أنه "بشكل غير مفاجئ، استقبلت تصفية سليماني بحماسة في الحزب الجمهوري وبانتقاد شديد في الديمقراطي، وهذا أمر طبيعي في سنة الانتخابات".

وبينت أن "الجدل في أمريكا يستشرف المستقبل، فالحزب الديمقراطي يحذر من عمل انتقامي إيراني يتدهور لحرب، والمرشح المتصدر في هذه الأوقات جو بايدن، وجد نفسه يتلقى النار من كل الاتجاهات؛ حيث هاجم ترامب على هجره الاتفاق مع طهران، في حين تلقى ضربات من خصومه على تأييده اجتياح العراق في حينه".

وأشارت الصحيفة إلى أن "المسألة الاإيرانية، ستشغل الساحة الأمريكية فقط إذا ما كانت عملية الرد الإيرانية مؤلمة حقا، وهو ما يعيدنا إلى ترامب، الذي تذكر في تغريدة له العملية التي أدت إلى مقتل السفير الأمريكي في بنغازي إضافة لخمسة أمريكيين آخرين،  ووعد بأنه لن يسمح بنغازي أخرى".

ورأت أن "الأمر الثابت لدى ترامب، هو نفوره من كل ما يتعلق بالرئيس السابق باراك أوباما وهيلاري كلينتون"، مشيرة إلى أن "مقتل مقاول أمريكي في العراق وحصار السفارة الأمريكية في بغداد، أعادا ترامب إلى قصة بنغازي، وهنا لا يمكن أن نستبعد تماما، أن تكون الرغبة في مناكفة هيلاري ساعدت في إقناع ترامب بالمصادقة على إقرار التصفية".

وأفادت بأن "أوباما ونائبه بايدن، أيدا تشكيل الميليشيات بتحكم من سليماني، فقد اعتقدا بأن هذا التشكيل حيوي لحرب داعش، لكنهما لم يفهما أنه بعد أن تنتهي الحرب، فإن إيران ستوجه ميليشياتها للحرب ضد حلفاء أمريكا وضد الجنود الأمريكيين في العراق".

وأكدت "يديعوت"، أن "تصفية سليماني، هي رصاصة البدء في المواجهة، التي في نهايتها كفيلة بأن تدفع القوات الأمريكية لمغادرة العراق، وهذه هي خطة ترامب؛ وللمفارقة كانت هذه أيضا هي خطة سليماني"، بحسب الصحيفة.

وبشأن تطلعات "إسرائيل" نحو الحرب المتوقعة بين طهران وواشنطن، نبهت الصحيفة أن "تل أبيب لديها خطط أخرى، وهي تتمني النجاح لطرف واحد فقط، وتأمل أن تراقب ما يحصل من أعلى مدرجات المشاهدين، علما بأنها في ذروة الحرب الإيرانية العراقية تمنت النجاح للطرفين".