غزة - خاص - النجاح الإخباري - منذ اللحظات الأولى لاستهداف الولايات المتحدة الأميركية، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني، ارتبكت كل الحسابات والمفاهيم في المنطقة العربية وامتدت لتشمل الشرق الأوسط بأكمله، خصوصا بعد التهديدات الايرانية باستهداف المصالح الأميركية.

الاعلان الرسمي عن اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني واكثر من 12 مسؤول في موكبه، وإعلان بعض الدول المعنية رفع درجة الطوارئ والدعوة لاجتماع مجلسها القومي والعسكري وخاصة "اسرائيل" وايران، واخبار اعلامية تتحدث عن تنشيط واشنطن لادواتها العسكرية العملاقة وبعضها يتجه نحو الشرق الاوسط، وما سبق من تهديدات تطلق بصورة متواترة، يبقى التساؤل الأهم هل نحن قادمون على حرب عالمية ثالثة؟.

ويرى استاذ العلوم السياسية بالجامعة الاسلامية في العراق محمد أبو صيبع أنه منذ وصول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم في البيت الأبيض ولغة التصعيد هي السائدة، من الأميركان للإيرانيين، وأشار إلى أنها لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت لتصل إلى محاور كثييرة أبرزها المقاومة وداعش والربيع العربي، إضافة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الايراني.

ونبه في تحليله لـ"النجاح" إلى أن التصعيد الأميركي الايراني عقب اغتيال "سليماني" وصل إلى قمة التهديد ويعطي اشارات تحذيرية شديدة الخطورة من شأنها أن تقود إلى تصعيد عسكري بينهما، مشيرًا إلى أن قادم الايام سيوضح ما ستؤول إليه الأمور.

وأشار "الصبيع" إلى أن تحذير الولايات المتحدة لرعاياها في الدول العربية لم يأتي من فراغ، بل يؤكد على أن واشنطن تتهيأ لكل الاحتمالات ومن بينها التصعيد العسكري او استهداف مصالحها في المنطقة.

ولفت إلى أن اصرار ايران على التمسك بدورها في الشرق الأوسط يفتح المجال لكل الاحتمالات وفي طليعتها التصعيد العسكري أو الاستهدافات غير المباشرة.

ونوه إلى أن الوقت لازال متاحًا لأن تلعب الدبلوماسة دورًا مهما في هذا الأمر وقد يكون عبر دولة عمان التي تمتلك علاقات مهمة مع طهران وواشنطن، لكنه استدرك أن احتمالية الرد هي الأقوى وفق ما يرد من تصريحات متتالية عن القادة الايرانيين.

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي د.مازن صافي، أن كافة ما حدث من سيناريوهات كانت واضحة تماما لايران، وأشار إلى أن طهران كانت تتوقع اغتيال مسؤولها العسكري نتيجة ارتفاع وتيرة التحريض الاسرائيلي والامريكي ضده.

وأوضح أن اغتيال "سليماني" يمكن ان يفتح على سيناريوهات "ردود افعال" بعضها ضمن الاحتمالات واخرى قد تكون مفاجئة، موضحا أن ايران التي تعتمد على سياسة الرد خارج اراضيها قد تعمد لاستهداف مصالح امريكية واسرائيلية، وقد تكون محدودة التأثير ولكن يرافقها صخب اعلامي، لكنه رأى في سيناريو آخر أن يتم انتظار فرصة قنص تكون بحجم اغتيال سليماني ومرافقيه.

وقلل صافي من التوقع باندلاع حرب مفتوحة في منطقة الشرق الاوسط، أو ان تعمل ايران على اطلاق شرارة تلك الحرب لان نتائجها ستكون كارثية اكبر من عملية الاغتيال، وأكد على أن الساعات والايام القادمة كفيلة ان تترجم ما تم في عملية الاغتيال.

توعد قائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قاآني الولايات المتحدة الأمريكية مساء يوم الجمعة عقب اغتيال سلفه الجنرال قاسم سليماني الليلة الماضية، فيما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين في البنتاغون قولهم، إن ما بين 300 لـ3500 جندي أمريكي إضافي في طريقهم إلى الشرق الأوسط.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن قاآني "نقول للجميع اصبروا قليلا لتشاهدوا جثامين الأمريكيين بكل الشرق الأوسط".

توعد المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران بأن يكون الرد على اغتيال سليماني ثقيلا ومؤلما بالمنطقة بأسرها.

وقال المجلس الأعلى إن "الولايات المتحدة ارتكبت باغتيال سليماني أكبر خطأ استراتيجي لها بالشرق الأوسط"، مشددا على أن الرد سيكون بمنطقة الشرق الأوسط.

وأعلن أنه اتخذ خلال هذا الاجتماعي الاضطراري القرارات اللازمة- دون أن يشير إليها- وذلك عبر دراسته لأبعاد حادثة الاغتيال.

وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن "الولايات المتحدة لن تنجو بسهولة من عواقب هذا الحساب الخاطئ".

في السياق، من المقرر أن يعقد مجلس الاحتلال الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (كابينيت) اجتماعًا ظهر يوم الأحد المقبل لبحث أبعاد اغتيال سليماني وإمكانية الرد الإيراني باستهداف دولة الاحتلال.

وأعلن الاحتلال حالة التأهب عقب اغتيال سليماني الذي كان يعتبره من أبرز المطلوبين لديه، فيما عقدت اجتماعات على أعلى مستوى قوات الاحتلال لتدارس الأوضاع عقب الاغتيال.

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء اليوم الجمعة، إن حكومة الاحتلال بعثت رسالة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة ، عبر جهاز المخابرات المصرية.

وذكر موقع "والا" العبري، إن حكومة الاحتلال حذرت حماس والجهاد من محاولة الرد على اغتيال قاسم سليماني من قطاع غزة.

واغتيل قائد فيلق  القدس  الإيراني الجنرال قاسم سليماني مع عدد من قادة الحشد الشعبي في العراق، فجر اليوم الجمعة، في غارة جوية أمريكية على سيارتهم بالعاصمة العراقية بغداد.

وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة " حماس "، نعت قاسم سليماني، مؤكدة أنها على يقين بأن دمائه "ستكون لعنة على القتلة والاحتلال" الإسرائيلي، بدورها أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن ‎محور المقاومة لن يهزم ولن ينكسر وسيزداد تماسكاً وقوة في مواجهة المشروع الاسرئيلي الأمريكي.