النجاح الإخباري -  لا يوجد على الإطلاق شخصان متشابهان تماما، حيث ينفرد كل شخص بخصوصية تشكل شخصيته وتجعل الشخصية المنفردة لكل إنسان الحياة أكثر إثارة للاهتمام، أو في بعض الأحيان أكثر صعوبة، وهذا يطرح تساؤلا مثيرا حول السبب الذي يجعلنا نمتلك شخصيات مختلفة رغم تشاركنا مجموعة متشابهة من الصفات.  

وعلى مدار السنوات الـ25 الماضية، وجد علماء النفس أن الشخصيات تتجمع حول خمس سمات أساسية، يطلق عليها اسم الخمسة الكبار، وهي الانبساط، والموافقة، والانفتاح، والضمير، والعصابية.

 وعلى عكس المفهوم الشائع، لا يقتصر الناس على أنواع معينة من الشخصيات. وفي العادة، لا يوجد شخص منفتح تماما أو انطوائي بالكامل، أو غريب للغاية، إلى غير ذلك، حيث أن الأقلية تتخذ الحالة المتطرفة القصوى من سمة محددة، بينما يكون غالبية الناس في مكان ما في الوسط.

ويقول كريستوفر سوتو، عالم النفس في كلية كولبي في ولاية ماين: "نعرف بشكل قاطع من الأبحاث أن الأشخاص لا ينقسمون إلى أنواع، فكل سمة شخصية لها بُعد مستمر. ويمكن أن تكون عالية جدا أو منخفضة جدا، ومعظم الناس يقعون في مكان ما بينهم".

وهذا الأمر لا يتوقف عند البشر فحسب، بل يشمل أيضا الحيوانات التي أظهرت أن لها شخصيات مختلفة أيضا تخضع للسمات الشخصية الخمسة الكبار.

وأوضح فرانك سولواي، عالم النفس بجامعة كاليفورنيا بيركلي: "بالمعنى الأوسع، الشخصية هي تعبير عن جميع السلوكيات التي نعرضها نحن والحيوانات الأخرى التي تتيح لنا العمل بشكل متكيف في العالم".

وأضاف: "تتوضح مشكلات البقاء الشائعة بشكل كبير في السمات الشخصية الخمسة الكبار، وهذا هو السبب في وجود الكثير من الاستمرارية في الشخصية الإنسانية والشخصية الحيوانية".

ويقول سولواي إن شخصياتنا موروثة، وفي كثير من الأحيان نشبه والدينا، ومع ذلك، مع التقدم في العمر، هناك عوامل أخرى تشكل شخصياتنا أيضا مثل أقراننا والبيئة والظروف والمكتسبات التي نتعلمها، وبالتالي فإن هذا يعني أن شخصياتنا تتغير كثيرا.