وكالات - النجاح الإخباري - تُشارك المحكمة الحاخامية بتل أبيب في عملية غير مسبوقة للتوصل إلى آلاف الإسرائيليين المولودين عبر عمليات تبرع ببويضات، وتهويدهم، خوفا من كونهم ليسوا يهودا كما تنص الشريعة اليهودية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، إن المشروع، أطلقته معاهد تابعة لليهود الحريديم (المتدينين) معنية بمسألة الخصوبة، وحصل على دعم المحكمة الحاخامية.

والمحاكم الحاخامية جزء من الجهاز القضائي الرسمي في إسرائيل، وتختص بشكل رئيسي بمعالجة مواضيع بينها فحص اليهودية والتهويد والمواريث والطلاق.

وأوضحت الصحيفة أنه سيجرى خلال المشروع جمع معلومات طبية حساسة وسرية تخص هؤلاء الأفراد وإقناعهم بخوض إجراءات التهويد المتبعة.

 

ولفتت أن كبار المشرعين في إسرائيل، اختلفوا خلال السنوات الأخيرة، حول ما إن كانت الحالة الشخصية للمولود عبر عملية تبرع بالبويضات تتحدد وفقاً للمرأة المتبرعة، أم حسب دين الأم التي حملت به في رحمها وقامت بتربيته لاحقاً.

وأضافت: "نظرا لأن إسرائيل لم تجر توثيقا منهجيا لحالات الحمل هذه التي جرى بعضها في الخارج، ولأن العديد من أطفال المعامل ولودوا من بويضات غير معلومة المصدر وربما من نساء غير يهوديات، تعتمد الحاخامية العليا حالياً على الآراء المتساهلة بالشريعة، وينسبون الأطفال إلى الأم الرسمية (التي حملت البويضة)".

وتابعت أن ذلك يعني اعتراف الحاخامية بهم كيهود، من أجل تقديم الخدمات الدينية لهم بما في ذلك تسجيل الزواج.

في المقابل، تسعى معاهد دينية وحريدية إلى تشديد التعامل في المسألة، والتعامل مع المولودين من بويضات "أجنبية" كغير يهود، أو على الأقل كيهود مشكوك في هويتهم، وفق "يديعوت".

وقالت الصحيفة إنه في ظل غياب تسجيل موثوق لليهود من الناحية الشرعية، فليس بإمكان الحاخامية استبعاد أحد من التسجيل للزواج، مضيفة "لذلك جرى إطلاق الحملة لتحديد آلاف الأشخاص من تلك الفئة بهدف إقناعهم بالتهود طواعية".

وبحسب المصدر ذاته، يقول مطلقو المشروع إنهم يحظون بتعاون من قبل مستشفيات وافقت على كشف المعلومات السرية حول هؤلاء المواليد.

ونقلت الصحيفة عن الحاخام "أهارون بوتبول"، وهو مشرع بارز لدى جهمور المتدينين وأحد المسؤولين عن معهد "دوروت" للخصوبة، قوله إن السياسة المتساهلة التي تتبعها المحاكم الحاخامية اليوم في هذا الامر أدت إلى "تزايد عدد الجوييم (غير اليهود) داخل شعب إسرائيل".

وأضاف الحاخام: "لدينا ما بين 7 إلى 8 آلاف طفل يولدون سنويا على أنهم يهود، لكننا لا نعرف من هم".

وتؤرق القيادة الدينية والسياسية في إسرائيل معطيات رسمية تفيد بحدوث تغيرات داخل المجتمع تصب في غير صالح اليهود، وتهدد بخسارتهم الأغلبية.

وفي 22 ديسمير/كانون أول المنصرم، كشفت معطيات رسمية إسرائيلية، أن 86 بالمائة من المهاجرين الذين وصلوا إلى إسرائيل منذ عام 2012 "ليسوا يهودا".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنها حصلت على وثيقة رسمية من هيئة السكان والهجرة التابعة، لوزارة الداخلية الإسرائيلية، تفيد أن من بين 180 ألف مهاجر وصلوا إلى إسرائيل منذ عام 2012 وحصلوا على جنسيتها، هناك فقط 25 ألفاً و375 مصنفين كيهود.