غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أطلق اختصاصيون في شأن الاستيطان على العام الماضي 2018 بـ "عام الاستيطان"، بعد أن زادت البؤر والمشاريع الاستيطانية 200% عن الأعوام الماضية، وذلك لتكثيف دولة الاحتلال الاسرائيلي عمليات بناء وتوسيع المستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث كانت هذه القضية على رأس سلم أولويات برنامج حكومة الاحتلال اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي خصص ميزانيات طائلة للبناء والتوسع الاستيطاني.

ولا يبدو أن العام الحالي 2019، سيكون مختلفا عن سابقه، لتتزايد البؤر الاستيطانية حوالي 70% عن العام الماضي، خصوصاً بعد قرارات الإدارة الأمريكية بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس عملاً بقرار الاعتراف بها عاصمة، وأخيراً ما أعلن عنه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشرعنة بأن الاستيطان في القدس والضفة لا يخالف القانون الدولي، وهو ما شكل ضربة للقوانين والمواثيق الدولية ودعماً لامحدوداً لدولة الاحتلال.

وقال بومبيو: إن إدارات أمريكية سابقة كانت قد اعتبرت المستوطنات غير شرعية، في الوقت الذي تقول فيه دولة الاحتلال إن المستوطنات شرعية وقانونية.

عام الاستيطان

الباحث في شأن الاستيطان، عبد الهادي حنتش، وصف عام 2019 بعام الاستيطان، مشيراً إلى أن الاستيطان زاد 70% في 2019 عن العام الماضي.

وقال حنتش لـ "النجاح الاخباري": إن "الاستيطان زاد في عام 2018 بنسبة 200% وافي العام الجاري زاد 70% عن العام الماضي"، مشدداً على أننا نواجه عملية استيطان محمومة لها حدود لها ولا تتوقف.

وأضاف أن "هناك مخططات استيطانية كانت بحكم المجمدة خرجت إلى حيز التنفيذ خصوصاً بعد الإعلان الأمريكي بشأن الاستيطان"، لافتاً إلى أن هناك عمليات استيطان أخرى تجري دون الإفصاح عنها وتسمى بالاستيطان الهادئ.

وبحسب حنتش فإن الاستيطان الهادئ أخطر بكثير من الاستيطان المعلن عنه، وهذا يشكل نسبة كبيرة جداً لكن الاحتلال لا يتحدث عنها ولا حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويمر عبر منظمات صهيونية إرهابية وشخصيات لها مركزها المرموق في الحكومة الإسرائيلية دون الحديث عنها.

وأشار إلى أنه بعد الموقف الأمريكي بشان الاستيطان فقد تم مصادرة 9 آلاف دونم من الأراضي الفلسطينية فقط في ثلاثة أيام، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي في جعبته العديد من المخططات الاستيطانية سوف يخرجها خلال الأيام القادمة.

في السياق ذاته، قال الخبير بالشأن الاستيطاني، صلاح الخواجا، ان عام 2019 كان مختلفاً بشأن الاستيطان، خصوصاً بعد القرارات الأمريكية الداعمة للاحتلال والمشاريع الاستيطانية وآخرها ما أعلنه وزير خارجية أمريكا بومبيو.

وأضاف الخواجا لـ "النجاح الاخباري" أن الاحتلال بدأ ببناء بنية تحتية ومشاريع استيطانية جديدة سواء في مشروع التوسع الاستيطاني أو بناء مستوطنات جديدة ومناطق صناعية في مناطق الضفة، مشيراً إلى أن خطة الاحتلال أن يكون في السنوات الخمس القادمة عدد المستعمرين والمستوطنين في الضفة 2 مليون مستوطن وتسيطر إسرائيل على 65% من الضفة الغربية.

وأوضح أنه بعد الإعلان الذي تبنته الإدارة الأمريكية بأن القدس عاصمة لإسرائيل، فإن دولة الاحتلال الاسرائيلي تسيطر اليوم وتخطط للقدس الكبرى التي تقام على 12% من أراضي الضفة، لافتاً إلى مشروع لضم الأغوار الذي يعد سابقة خطيرة.

وتابع الخبير بشأن الاستيطان: " كل ذلك يعزز من استراتيجية الاحتلال وما تقوم به الإدارة الامريكية هي نقل دورها من دولة داعمة وساندة وحليفة لدولة الاحتلال إلى منفذة لمشروع حلم الحركة الصهيونية في تفريغ الوجود الفلسطيني".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن أنه سيفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت في الضفة الغربية حال انتخابه.

وقال نتنياهو في خطاب تلفزيوني "هناك مكان واحد يمكننا فيه تطبيق السيادة الإسرائيلية بعد الانتخابات مباشرة"، مضيفا في رسالة موجهة للناخبين "إذا تلقيت منكم تفويضا واضحا للقيام بذلك .. أعلن اليوم نيتي إقرار سيادة "إسرائيل" على غور الأردن وشمال البحر الميت .. هذا مهم لأن هذه هي الحدود الشرقية لإسرائيل، مع هضبة الجولان التي اعترف (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بسيادتنا عليها". كما قال.

وأضاف "يجب علينا أن نصل إلى حدود ثابتة لإسرائيل لضمان عدم تحول الضفة الغربية إلى منطقة كقطاع غزة"، معتبرا أن جيش الاحتلال ملزم بأن يكون في كل مناطق غور الأردن.

كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن يقدم للكنيست المقبل مشروعا كاملا لنشر مستوطنات في منطقة غور الأردن، وبأن يضم مستوطنات أخرى بعد نشر خطة ترامب للسلام.

ازدياد الاستيطان

من جهته، أكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، أنه منذ تولي دونالد ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وزاد الاستيطان بشكل كبير عن قبل.

وأشار دغلس في حديثه لـ"النجاح الاخباري" إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدعم المستوطنات والمستوطنين بمليارات الشواقل، مشدداً على أن نسبة الاستيطان ازدادت بشكل كبير عن العام الماضي.

وبيّن أن اعتداءات المستوطنين أيضاً ازدادت خلال هذه الفترة، لافتاً إلى أن البؤر الاستيطانية المعزولة تم توصيلها بالكهرباء والماء أيضا.

وتوقع دغلس زيادة البؤر الاستيطانية المرحلة القادمة خصوصاً بعد القرار الأمريكي بشأن المستوطنات والاستيطان.

الجدير بالذكر أن فلسطين قدمت ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية. بجانب ملف الأسرى والحرب على غزة.

وقال وزير الخارجية رياض المالكي، الأحد: إنه يوجد الآن ثلاثة ملفات متعلقة بالقضية الفلسطينية أمام المحكمة الجنائية، منها الأسرى والجرائم التي وقعت في غزة"، معتبرا أن ملف الاستيطان هو الأكثر وضوحا ما يعني أنه من الممكن أن يتم التوصل لاستنتاج بشأنه أسرع من غيره من الملفات الأخرى.