النجاح الإخباري - متحاملا على ألمه الجسدي مثقلا بهموم معيشته اليومية يبدأ مهند الاسود صباحه ببيع الشاي والقهوة؛ فهذه العربة هي فرصته الوحيدة للعمل وسبيله للعيش دون أن يكون عالة على احد ليستطيع توفير مصاريف علاجه بعد إصابته في مسيرات العودة آملا بتركيب طرف صناعي له.

 المصاب مهند الأسود قال بأن جميع حالات البتر التي أسفرت عنها مسيرات العودة تم تركيب طرف صناعي لاصحابها،  يؤهلهم لاستمرار حياتهم، مضيفا:"  وأنا أناشد وزارة الصحة بضرورة تركيب طرف صناعي أسوة بأقراني ولأنني أقوم بالوقوف طويلا في عملي ببيع القهوة والشاي لإخراج من خلاله ما يسد رمق أسرتي وأدعو أيضا لأن يكون لجميع مصابي البتر لديهم عمل خاص لأن الجلوس في البيت بالنسبة لنا سيسبب الكثير من المتاعب والمضاعفات النفسية والجسدية".

 الوقوف في وجه مصاعب الحياة بات المفر الوحيد لادهم الذي يقف على قدم وطرف صناعيانها إرادته بالمضي قدما بعد مراحل من الألم والعلاج والتأهيل الجسدي والنفسي إثر بتر قدمه بعد استهدافه من قبل الاحتلال ليجد ذاته من جديد داخل مشروعه الصغير

من جهته قال المصاب أدهم الطهراوي بأن تحدى نفسه والواقع حيث قام  بفتح مشروعه في ظل ظروف اقتصادية صعبة، مضيفا:" بفضل رب العالمين بكسب سمعة وجلب العديد من الزبائن ورفعت من معنويات أبنائي وأخواني وأهلي الذين أصابهم الحزن لما جرى لي".

لاكثر من ٨٦ اسبوع استمرت مسيرات العودة شرق القطاع، استهدف خلالها الاحتلال بشكل متعمد الآلاف من المشاركين في أطرافهم السفلية، ليحول حياتهم الى جحيم وواقع مؤلم ومستقبل مجهول.

وفي هذا الصدد أضاف سمير زقوت نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بأن الاحتلال تعمد اطلاق النار باتجاه المواطنين على مناطق حساسة بحيث يضمن  بأن هذه الإصابة ستفضي إلى بتر الطرف في ظل أوضاع خدمات صحية متردية وعدم قدرة المستشفيات مع هذا الكم من الاصابات الخطيرة والدقيقة وكانت سلطات الاحتلال تمنع مرور مصابي مسيرة العودة عبر حاجز ايرز بيت حانون. 

المعاناة والألم المستمر لمصابي مسيرات العودة هي غيض من فيض، أمام واقع اقتصادي صعب يحتم عليهم التفكير لتوفير احتياجاتهم كافة من استكمال علاج والحصول على فرص عمل تحفظ كرامتهم