النجاح الإخباري - قال محافظ المنطقة الوسطى في قطاع غزة د. عبد الله أبو سمهدانة: " إن غزة كانت وستبقى رافعة المشروع الوطني الفلسطيني، وان حركة فتح هي صمام الأمان لهذا المشروع والأقدر على قيادته نحو بر الامان من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمته القدس الشريف وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى".

وأشار ابو سمهدانة خلال استقباله وفداً من حركة فتح من المحافظة الوسطى، إلى أن الرئيس محمود عباس أكد وفي اكثر من مناسبة أن لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة، وذلك في رد واضح على كل محاولات فصل غزة عن الضفة، أو اولئك الذين يسعون لإقامة دويلة في غزة وهو الامر الذي يمثل اعداماً للمشروع الوطني وتصفية للقضية الفلسطينية في حال تم هذا الأمر .

وأضاف ابو سمهدانة، أنه خلال مفاوضات اوسلو عرضت على الشهيد الخالد ابو عمار غزة فقط الامر الذي رفضه الرمز الشهيد، مؤكداً على تمسكه بان يكون له موطئ قدم في الضفة الغربية في رسالة مفادها أن غزة والضفة هما جناحي الوطن الذي لا يمكن التحليق بأحدهم دون الأخر وهو ما عمده فيما بعد من خلال ربط شقي الوطن بممر امن .

وأوضح ابو سمهدانة، ان اسرائيل بحثت على الدوام عن جهة تتحمل مسؤولية غزة للتخلص من هذا العبء الذي يشكل عامل انتصار رئيس في المعركة الديمغرافية، وجميعاً يذكر مقولة رئيس حكومة اسرائيل الأسبق اسحاق رابين الذي تمنى أن يستيقظ من نومه وقد ابتلع البحر غزة  .

وحذر ابو سمهدانة، من ان ما يدور الحديث عنه من تفاهمات واتفاقات يصب في اتجاه فصل غزة عن الضفة وهو ما يمثل الانتصار الاكبر للاحتلال الاسرائيلي بعد رحلة طويلة من المواجهة وذلك من خلال تحييد غزة واخراجها من دائرة الصراع، وهو المدخل الحقيقي لصفقة القرن الذي اكدت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس انها لن تامر فكانت رسالته الأولى بوقف كل الاتصالات مع الادارة الأمريكية .

وتساءل ابو سمهدانة كيف يمكن تفسير هذه التفاهمات والمفاوضات التي تتم بعيداً عن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكيف يمكن فهم قطع الادارة الامريكية كافة مساعداتها عن الاونروا والسلطة الوطنية ومستشفيات القدس وفي ذات الوقت تدفع بمستشفى ميداني أمريكي شمال القطاع تكون فيه السيادة كاملة للأمريكان، مشيراً إلى ان كل المبررات التي تسوقها سلطة الامر الواقع في غزة لن تفلح في اقناع طفل بشأن اهداف المستشفى الأمريكي وكذلك الحال بالنسبة للجزيرة العائمة وهي بلا شك تهدف إلى فصل القطاع .

وفي الشأن الداخلي قال ابو سمهدانة اننا امام استحقاق انتخابي ومرحلة مصيرية امام حركة فتح مشدداً على ضرورة تظافر كافة الجهود والطاقات الفتحاوية لنكون جميعاً على مستوى هذا الاستحقاق، مشيراً إلى ان محاولات النيل من حركة فتح لن تمر، وهو ما أكده السياق التاريخي منذ انطلاق الثورة الفلسطينية والتي واكبها الكثير من محاولات استهداف حركة فتح لكن في جميعها تلاشت ولم يعد لها أي حضور وبقيت حركة فتح حركة الجماهير الفلسطينية ورائدة نضاله، وأضاف، انه حركة فتح والثورة الفلسطينية التي أطلقتها في العام 65 لها الفضل على كل الحركات والفصائل التي اطلقت فيما بعد .

وشدد ابو سمهدانة على أنّ إجراء الانتخابات مسألة ضرورية أمام ما يُحيط بالقضية الفلسطينية وما تتعرض له من ضغوط، لافتةً إلى أنّها استحقاق شعبي وديمقراطي ومتطلب وطني ودولي، معتبراً ان قرار الانتخابات لا رجعة عنه وهو قرار الرئيس ابو مازن ومنظمة التحرير وحركة فتح التي اكدت على ضرورة اعادة السلطة إلى الشعب باعتباره صاحب القرار بعد ان فشلت كل مساعي المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية . وفي ختم اللقاء قدم الوفد درع الوفاء للمحافظ بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق الثورة الفلسطينية .