النجاح الإخباري - قبل أكثر من عام بقليل أقدمت إدارة ترامب على أحد فصول ما يسمى "صفقة القرن" عندما قررت قطع مساعداتها المبرمجة عن مستشفيات القدس الشرقية المحتلة والتي تبلغ قرابة 25 مليون دولار مما ألحق أضراراً كارثية أدّت إلى إغلاق نسبي عن خمسة مستشفيات تخدم المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة من بينها مستشفى المطلع الذي يعتبر لمنفذ الوحيد لعلاج مرضى السرطان من قطاع غزة بالاضافة إلى مستشفى سان جون للعيون ومستشفى أوغستا فيكتوريا.

من الواضح أن هذا القرار الأمريكي يأتي في سياق حصار السلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولة الضغط عليها لتمرير مؤامرة صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

لذلك أثارت قصة إنشاء مشتفى ميداني أمريكي شمال قطاع غزة الكثير من الشكوك حول مبرراته في الوقت التي تقوم به أميركا بمنع تلقي العلاج لاكثر من خمسة ملايين فلسطيني جراء قراراها بوقف دعم مستشفيات القدس، خاصة وأن موقع المستشفى الأمريكي في شمال القطاع يقع بين مستشفيين حيويين هما المستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان بينما منطقة جنوب قطاع غزة خاصة رفح أكثر المناطق حاجة لمستشفى يقدم الخدمة العلاجية لمواطني المدينة وما حولها، إلاّ أن موقع هذا المستشفى ليس السبب الوحيد لهذا الجدل وهذه الشكوك ذلك لأن إقامته تأتي سياق حديث متزايد عن التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس والاحتلال، وبينما تقول حماس أن هناك توافقاً فلسطينياً حول المستشفى والهدنة وأن ذلك تم بوساطة مصرية فقد نفت معظم الفصائل الفلسطينية موافقتها على إنشاء هذا المستشفى ورفضها لأي هدنة قصيرة أو طويلة الأجل بل إنها سارعت إلى الاعراب عن شكوك أمني باعتبار أن هذا المستشفى مركزاً متقدماً للتعامل الأمريكي الاسرائيلي في التعاون الأمني والاستخباري في الوقت الذي نفت فيه جمهورية مصر العربية أن يكون لها أية علاقة بهذا الأمر.

ولا بد هنا في هذا السياق من الاشارة على أن إقامة هذا المستشفى في الوقت الذي تتم فيه وضع اللمسات على هدنة طويلة الأمد في إطار حل إنساني وإقتصادي بديلاً عن الحل السياسي واستثماراً للوضع الانسانسي الكارثي في قطاع غزة والذي لا حل له إلاّ بإنهاء الانقسام وإتخاذ خطوات جدية لمواجهة صفقة القرن وكافة تداعياتها.