همسة التايه - النجاح الإخباري - لم يكن المخطط الإسرائيلي لمصادرة آلاف الدونمات في قريتي شوفه وجبارة جنوب مدينة طولكرم وليد اللحظة، لكن على ما يبدو أن اللحظة الحاسمة لتنفيذ قرار إنشاء منطقة صناعية جديدة قد بدأ يطفو على السطح خاصة بعد نشر معلومات وخرائط إسرائيلية تؤكد ذلك.

وتهدف الخريطة الإسرائيلية التي تم نشرها مؤخرا  في "موقع الإنترنت " التابع لإدارة التخطيط في "إسرائيل"، إلى إقامة منطقة صناعية جديدة سيتم خلالها العمل على تغيير تخصيص الأرض من منطقة زراعية وطريق معتمدة إلى مناطق صناعية وتجارية ومواصلات ومباني ومؤسسات عامة ومنطقة مفتوحة ومواقف سيارات وطرق.

وكانت صحيفة يسرائيل هوم العبرية قد نشرت تقريراً صحافيا سابقا، أكدت خلاله أن المنطقة الصناعية ستمتد على 788 دونمًا من داخل مدينة الطيبة بمناطق الـ 48، وحتى مستوطنة "إيفني حيفتس" المقامة على أراضي الفلسطينيين في طولكرم، حيث ستشمل مناطق تجارية ونحو 130 مصنعًا.

وإذا ما تم إنشاء المنطقة الصناعية بشكل فعلي فستكون المنطقة الثانية التي تقام على أراضي طولكرم، حيث تم إقامة منطقة نيتساني شالوم الصناعية غرب المدينة وتضم عدد من المصانع والتي تبث سمومها الملوثة للبيئة في قلب المدينة.

وحسب مواطنين لـ "النجاح الإخباري"، فإن طائرات المسح الجوي الإسرائيلي تقوم وبشكل دوري ومستمر، بالتحليق في سماء منطقة شوفة لمعاينة ورصد المنطقة وتحديد إحداثيات المكان.

ولم يستغرب فوزات دروبي رئيس مجلس قروي شوفه القرار الإسرائيلي بإنشاء المنطقة الصناعية والتي تدعى "بستاني حيفتس"، خاصة وأنه ومنذ أكثر من ستة أشهر قد قام بإبلاغ الجهات الحكومية والرسمية بأعمال المصادرة الإسرائيلية لأراضي قرية شوفة والتي تتعدى 80% من أراضيها.

ويؤكد دروبي قيام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة ما مساحته 2000 دونم من منطقة "الجبل الوسطاني "والواقع في الجهة الغربية الجنوبية من شوفة والمسجل باسم المواطنين حسب الأوراق والسجلات الرسمية ، بالإضافة إلى مصادرة 1000 دونم من أراضي "المربعات" و"وادي حمود" و"العقبة" و"الحدب" و"المزروب"و"بري" "وخلة منطاش"، والواقعة شمال وجنوب الشارع الإلتفافي والذي يحمل رقم "577".

وأشار لـ "النجاح الإخباري" إلى أن قرية شوفة كانت ولازالت في دائرة الخطر الاستيطاني، قائلا:" حاجز جبارة الإسرائيلي مقام على جزء من أراضي شوفة، ومستعمرة إفني حيفتس والتي ابتلعت أراضي شوفة ولا تزال تتوسع، قطعت أوصال القرية الشمالية والغربية، والمنطقة الصناعية ستقام في الجهة الغربية الجنوبية وعناب إلى الشرق".

وشدد رئيس مجلس قروي شوفة على ضرورة تسليط الضوء على الانتهاكات والممارسات التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي بحق القرية، وعدم تهميش موضوع مصادرة الأراضي، ودعا الإعلام المحلي والدولي إلى فضح الانتهاكات والاعتداءات.

وناشد الحكومة الفلسطينية إلى ضرورة العمل بشكل جاد وسريع على دعم مناطق  c المهددة بالمصادرة والاستيلاء، بالإضافة إلى تقديم  كافة أنواع التضامن والمساندة لثبات المواطن على أرضه قبل دق ناقوس الخطر وعدم انتظار ما لا يحمد عقباه للمبادرة.

ويؤكد المواطن تحسين حامد من بلدة شوفة والذي يمتلك ما مساحته 70 دونما مزروعة بالزيتون واللوز في الجبل الوسطاني جنوب غربي شوفه أنه سيبقى متمسكا ومدافعا عن  أرضه المصادرة ولن يتنازل عنها مهما كلفه ذلك".

وتطرق المواطن حامد إلى الممارسات الإسرائيلية التعسفية والتي أدت إلى إقتلاع حوالي 500 شجرة زيتون وغيرها من الاعتداءات التي لا تنتهي.

وناشد كافة الضمائر الحية والرئيس الفلسطيني إلى إعطاء الموضوع أهمية قصوى والعمل على وقف القرار الإسرائيلي بالمصادرة، مشيرا إلى أنه والمتضررين كافة قد قاموا بمتابعة الموضوع مع الجهات الرسمية والحكومية والقانونية والدبلوماسية.

هذا وتبلغ مساحة بلدة شوفة حوالي (11.500) دونم، حيث تمَّت مصادرة ما مساحته (600) دونم لإقامة مستوطنة أفني حيفتس منتصف الثمانينات، و(500) دونم لشق الشارع الالتفافي للاحتلال.

من جهته أكد رامي عوده نائب رئيس مجلس قروى جباره لـ "النجاح الاخباري"، أن قرار مصادرة الأراضي يشكل ضررا كبيرا للقرية والأهالي على حد سواء، خاصة وأن المنطقة تضم مباني وعمارات سكنية يقطنها الأهالي قد أصبحت مهددة بالهدم والإزالة.

وأشار إلى أنه وضمن المخطط الإسرائيلي فإن حوالي 300 دونما من أراضي قرية جبارة أصبحت مصادرة، مطالبا بضرورة الوقوف في وجه القرار الإسرائيلي والحيلولة دون الإستيلاء على الأرض الفلسطينية، داعيا الجهات الحكومية إلى تعزيز ودعم صمود المواطنين لتمكينهم وتثبيتهم بالأرض.

هذا وكانت جرافات الاحتلال قد قامت بهدم منزل  في قرية جبارة مكون من طابق واحد في نهاية شهر كانون الأول من العام الحالي، بالإضافة إلى هدم منزلا قيد الإنشاء في منتصف شهر نيسان من العام الحالي أيضا، فيما قامت بإخطار حوالي 9 منازل بالهدم.

هذا ولا تزال قرية جبارة جنوب مدينة طولكرم والواقعة ضمن مناطق c تتعرض لإستهداف مباشر من قبل الإحتلال الإسرائيلي، وتحديدا منطقة "خلة حميد"والتي يشملها قرار المصادرة وتقع على مساحة 150 دونم  .

هذا وتبلغ مساحة قرية جبارة تبلغ حوالي 2500 دونم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 400 نسمه وتضم حوالي 60 منزلا.

من جهته، أكد كمال أبو سفاقه مدير وحدة دعم الصمود في هيئة مقاومة الجدار والإستيطان على أن الهيئة تقوم ببذل كافة الجهود من أجل حماية الأرض الفلسطينية والحفاظ عليها من المصادرة والإستيلاء .

وأضاف أن الهيئة قامت بتوكيل محامين وخبراء قانونيين لتقديم التماس للمحكمة الإسرائيلية بعد الحصول على توكيل من الأهالي المتضررين والذين شملهم قرار المصادرة، بالإضافة إلى العمل على تقديم كافة أشكال الدعم والصمود للمجالس القروية كشق الطرق وإستصلاح الأراضي بالتعاون مع الجهات المعنية .

وشدد أبو سفاقة على أن الهيئة ستعمل على تدويل القضية والتواصل مع وسائل الإعلام الغربية كافة لطرح الموضوع وفضح إنتهاكات الإحتلال، مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية ستقوم ببرنامج فعاليات ومظاهرات ونصب خيام وغيره في حال بدأت إسرائيل فعليا بالعمل على الأرض لإقامة المنطقة الصناعية التي تتحدث عنها.