نابلس - رهف شحاده - النجاح الإخباري - عندما نقول سياحة، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك هو الشواطئ المشمسة والمواقع الأثرية ومدن التسوّق الشهيرة والمعالم الطبيعية الساحرة، لكن هل سمعت من قبل عن أشخاص يقومون بجولات سياحية بين المقابر والمناطق المنكوبة والسجون والغابات المسكونة؟ بات هذا الاتجاه السياحي مقصد العديد من السيّاح في الآونة الأخيرة ويُطلق عليه اسم “السياحة السوداء".

انتعشت السياحة السوداء في السنوات الأخيرة خاصةً مع ازدياد الوجهات المرعبة والحزينة والمنكوبة في العالم تزامنًا مع تزايد الصراعات بين الشعوب. وظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في عام 1996، وذلك على يد الباحثيْن البريطانييْن جون لينون ومالكولم فولي، وربطاه آنذاك بزيارة الأماكن المرعبة التي تفوح منها رائحة الموت والدم والخراب، خاصةً تلك التي اندلعت فيها الحروب.

وللسياحة السوداء أنواع عدة، تختلف بين زيارة مواقع المجازر الجماعية والمقابر والسجون القديمة والمدن المهجورة ويرى السياح فيها متعة التفتيش عن مآسي الماضي واليوم هناك حوالي 700 موقع شهير تابع للسياحة السوداء في 90 دولة منها: بومبي في ايطاليا حيث تعد مقصدا سياحياً للكثير ويتوافد عليها حوالي مليوني ونصف المليون زائر سنوياً، وأوشفيتز في بولندا حيث يتوافد عليها مليون زائر سنوياً، وكذلك موقع انفجار المفاعل النووي في تشيرنوبيل، في أوكرانيا، وحقول القتل في تشونغ إك، كمبوديا.