نابلس - همسه التايه - النجاح الإخباري - تفاجأ المواطن محمود دروبي (41) عامًا من بلدة شوفة جنوب شرق طولكرم أثناء قيامه بقطف ثمار الزيتون، باقتحام مستوطن من مستوطنة "افني حيفتس"، لأرضه الزراعية، ومحاولة الاعتداء عليه وعائلته، وتهديدهم بمغادرة الأرض بالسلاح.

حاول دروبي وعائلته الدفاع عن أرضهم وحماية حبوب الزيتون من المستوطن، الذي ادّعى أنَّ الأرض له وهدد الموجودين بضرورة مغادرتها، كما أفلت قطيعًا من الأغنام الأشجار ما أدى لإتلاف حب الزيتون.

اعتداء ليس الأول بحق المواطن دروبي وإخوانه، فقد تعرّضوا للاعتداء بالضرب والصراخ والألفاظ النابية، ومنعوا من العمل في قطف الزيتون تحت تهديد السلاح من قبل هذا االمستوطن، إذ تقع أرضهم الزراعية بمحاذاة مستوطنة إفني حيفتس بالقرب من الأسلاك الشائكة المحاطة بكاميرات مراقبة.

وأفاد دروبي أنَّ هذا المستوطن يقطن خارج السياج الأمني المحيط بالمستوطنة على أراض تمّت مصادرتها من الجهة الغربية من بلدة شوفة، ويشكل خطرًا حقيقيًّا على الأهالي وخاصة المزارعين أصحاب الأراضي القريبة من المستوطنة.

وأكّد أنَّه زرع أكثر من (6) بيوت بلاستيكية ويربي قطيع كبير من الأغنام، ليثبت نفسه على الأرض ويتوسع في السيطرة عليها من خلال التضييق على المزارعين وإجبارهم على الرحيل.

ورغم الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها المواطن دروبي وعائلته، إلا أنه لايزال يشدد على ضرورة وجوده على أرضه البالغة مساحتها (70) دونماً وحمايتها من المصادرة، مطالبا كافة الجهات بفضح ممارسات قطعان المستوطنين والاحتلال ووضع حد لجرائمهم بحق المواطنين والأرض الزراعية.

ولم يكن المواطن دروبي الوحيد في دائرة الخطر والاستهداف، حيث يحرم المستوطنون  أسامه حمدان (45) عامًا من الاعتناء بالأرض والاهتمام بأشجار الزيتون وتقليمها ورشها، لكنَّه يحرص على التواجد في أرضه رغمًا عنهم خوفا من السيطرة عليها ومصادرتها.

ويناشد المواطن حمدان كافة الجهات والمؤسسات الإنسانية والحقوقية والجهات المعنية لتوفير الحماية لهم ولأراضيهم من قطعان المستوطنين ووضع حدّ لممارساتهم واعتداءاتهم.

ولا يزال المواطن حمدان يعاني لتواجد أطفاله الأربعة وزوجته معه في الأرض خوفا عليهم من التعرض لانتهاكات وجرائم قد تستهدفهم من قبل المستوطنين الذين يهدفون إلى ترهيبهم وترويعهم بالسلاح والصراخ والممارسات غير المبررة.

ولاتزال المستوطنة تتوسع على حساب الأراضي الزراعية،  فالاحتلال وبشكل ممنهج ومنظم وفي فترات متقاربة،  يعمل على تغيير مكان السياج الأمني وسحبه عدة أمتار والتقدم نحو أراضي المزارعين لضم ومصادرة المزيد من مساحات الأراضي دون وجود حسيب أو رقيب على حساب أشجار الزيتون والأرض الزراعية.

 ويهدف الاحتلال للتضييق على المزارعين ومنعهم من شق طريق تربطهم بأرضهم الزراعية مما يشكل معاناة حقيقية لهم خاصة في موسم قطف الزيتون.

وعن المعاناة التي يعيشها المزارعون "يقول حمدان " المعاناة الحقيقية تكمن بصعوبة الوصول للأرض ونقل محصول الزيتون حيث نضطر للمشي مسافة 3 كم في طريق وعرة وصخرية وبين أشجار الزيتون، وقد نكون عرضة لهجمات المستوطنين".  

من جهته أكد تحسين حامد الناشط في مجال الدفاع عن الأراضي في شوفه وجود خطط ممنهجة ومدروسة لوجود المستوطن خارج السياج الأمني من أجل ترهيب المواطنين وبسط نفوذه والسيطرة على الأرض وبالتالي توسعة مستوطنة "إفني حيفتس" التي تمتد في جميع الاتجاهات.

ووجَّه حامد نداءً للحكومة بضرورة تمكين المزارع الفلسطيني وتثبيته في أرضه وعدم تركه وحيدًا في مواجهة آلة البطش "الإسرائيلية" وقطعان المستوطنين.

إلى ذلك، أكَّد فوزات دروبي رئيس مجلس قروي شوفة على ضرورة دعم المزارعين في القرى المهمشة والقريبة من نقاط التماس مع المستوطنات، والتي تتعرض يوميًّا لانتهاكات واعتداءات مستمرة من قبل الاحتلال وقطعان المستوطنين، داعيًا الجمعيات الحقوقية والإنسانية كافة لفضح انتهاكات وجرائم المستوطنين ووقفها بحق الأهالي وسكان الأرض الأصليين.

جدير بالذكر أنَّ مساحة بلدة شوفة تقدر بحوالي (11.500) دونم، حيث تمَّت مصادرة ما مساحته (600) دونم لإقامة المستوطنة التي أقيمت منتصف الثمانينات، و(500) دونم لشق الشارع الالتفافي للاحتلال.

الجدير ذكره، أنَّ اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في ارتفاع مستمر وتتم تحت حماية  قوات الاحتلال الذي يوفر لهم الأمان،بهدف نهب الأرض.