رام الله - النجاح الإخباري - أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف، أنه بحث مع نظيره القطري صلاح بن غانم العلي، سبل التعاون في مشروع القدس عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية، وأهميته في إطلاع العالم على معاناة هذه المدينة، وضرورة التكاتف لدعم صمودها، كذلك سبل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.

ووضع أبو سيف، العلي في صورة الواقع الثقافي في فلسطين، لا سيما الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها الفعاليات والمؤسسات الثقافية في مدينة القدس المحتلة، ومحاولات الاحتلال الممنهجة لطمس الهوية والتراث الفلسطيني وسرقته، مؤكدا أن هذه الممارسات تؤكد أن أساس الصراع هو على الرواية الفلسطينية.

وتطرق إلى الفعاليات الثقافية التي تنظمها الوزارة، ومنها مشروع بيت لحم 2020 كمدينة ذات مكانة تحظى باهتمام عالمي، حيث ستكون عاصمة للثقافة العربية للعام المقبل، ورؤية الوزارة لإطلاق المدينة بما يليق بقيمتها الدينية والتاريخية، وأهمية التعاون مع وزارات الثقافة العربية لإنجاح المشروع.

ودعا أبو سيف نظيره القطري إلى زيارة فلسطين والتعرف على المشهد الثقافي فيها والإمكانات المتوفرة، وأبرز الاحتياجات المطلوبة في مجالات الفنون، والمسرح، والسينما لدعم مسيرة الثقافة، وإبراز القضية الفلسطينية وعدالتها عبر أعمال فنية ذات قيمة ومضمون متميز.

بدوره، أكد العلي عمق العلاقات الفلسطينية القطرية، والاستعداد لدعم القطاع الثقافي الفلسطيني بما يخدم القضية، ويحمي الموروث الثقافي الفلسطيني، لأهميته في الحفاظ على الهوية الوطنية.

وحضر اللقاء سفير دولة فلسطين لدى قطر منير غنام، والمشرف العام على مجمع المدارس الفلسطينية في قطر المستشار يحيى الآغا.

وكان أبو سيف قد افتتح أمس الإثنين، أسبوع التراث الفلسطيني في مجمع المدارس الفلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث توشح طلبة المدارس من كل المراحل بالزي الفلسطيني، وقدموا العديد من الفقرات الفنية من دبكة ومسرحيات تتحدث باللهجات الفلسطينية المتعددة، تتناول حق العودة، والمدن الفلسطينية المهجرة، كما نظم على هامش الاحتفال معرض ضم أصنافا متنوعة من المطبخ الفلسطيني والمشغولات اليدوية والحرف التقليدية.

وأكد أبو سيف أن الاحتفال بالتراث الفلسطيني هو احتفال بالتاريخ واستمرار الروح الفلسطينية وإصرارها على البقاء، معتبرا أن التمسك بالتراث يأتي كونه يشكل الحكاية الفلسطينية؛ فالصراع مع الاحتلال هو صراع على الحكاية بالأساس.

وعبر عن فخره بمشاهدة فلسطين في عيون طلبة المدارس الفلسطينية في الدوحة، التي افتتحها الرئيس محمود عباس عام 2017 ضمن رؤية بعيدة المدى لحماية الموروث الثقافي والتراثي الفلسطيني عبر الأجيال.

وقال: "الفلسطيني يحمل فلسطين معه أينما رحل، فلا مكان لنا إلا فلسطين، إنها باقية في وجداننا، ونحن مجرد ضيوف على شعوب العالم حتى تحقيق حلم العودة".