يحيى رباح - النجاح الإخباري - المشاهد في أميركا تتلاحق بشكل كثيف يحبس الأنفاس، على خلفية العملية التي تتوسع ويزداد عدد أنصارها من الديمقراطيين والجمهوريين في أميركا، وهي عملية عزل ترامب التي تكشف في كل لحظة عن تورط جديد للرئيس ترامب أو أعضاء إدارته مثل محاميه الخاص رود جولياني، وما يحدث عندنا في العالم الثالث لا يكاد يعتبر شيئاً قياساً إلى ما يحدث داخل أميركا الدولة الأقوى في العالم التي نصبت نفسها حكماً يحكم إجبارياً على الآخرين، ونمط حياتهم، ومصائرهم، وإذ بنا نكتشف من خلال المتابعات اليومية لوسائل الإعلام الأميركية!!! أن العمل داخل إدارة ترامب وما حولها يكاد يتفوق على ما كان يحدث في أوج النشاط المنفلت لعصابات المافيا؟؟؟ وفي هذا السياق تتغير الالتزامات، وتضيع الحقوق، ويربح الرابحون بكل الوسائل من دون معايير، ليس فقط في موضوع الصراع الحالي، وهو عزل ترامب، وإنما في مواضيع أخرى تمس بمصالح الآخرين، مثل آخر مكالمة أجراها أردوغان مع ترامب الذي أعطاه الضوء الأخضر لاجتياح شمال شرق سوريا، وترك الأكراد وحدهم، طعماً للنيران المتأججة، وكأن سوريا بلا شعب وبلا نظام وبلا أمة تنتمي إليها.

والحال نفسه ما اكتشف من إجراءات ضد المهاجرين، فقد شرعن ترامب إطلاق النار على أقدامهم، وكأنهم يشكلون نوعاً غريباً من الكائنات المتوحشة، ناهيكم عن استمرار فصول اللعبة الداخلية في اميركا، حيث الرئيس الأميركي مستهتر بالقانون والدستور، يتعاون مع دول أجنبية لتقديم خدمات له ضد منافسيه بلا أدنى اعتبار، مرة يقول لن أتعاون و مرة يقول يمكن أن أتعاون، وهذا يجعلنا نتخيل كيف استطاع نتنياهو أن يخدع ترامب فالحليفان لم يمارسا في حياتهما سوى الخداع، أبشع أشكال الخداع والغش، وخاصة في الموضوع الفلسطيني حيث أملى نتنياهو أجندته على ترامب فنفذها الأخير حرفياً، وكانت صدمته قاسية حين وجد القيادة الفلسطينية على رأس شعبها ترفضه وتتحداه وتسقط صفقته البائسة التي لم يعد أحد يذكرها، الآن الشعب الفلسطيني صاحب القول الفصل فيها رفضها وحكم بموتها.

نرجو أن يكون اجتماع يوم السبت بشأن الوضع في شمال سوريا نقطة نهوض عربية جديدة في مجال الدفاع عن الحقوق العربية والأرض العربية، وأن تكون وحدة سوريا العربية هي النقطة المركزية في هذا الاجتماع الذي دعت إليه الجامعة العربية، الشعب السوري والنظام السوري يقاتل على امتداد ثماني سنوات ضد الإرهاب الإسلاموي، وإذا كان أردوغان الزعيم التركي يهدد أوروبا التي تنتقده على اجتياحه لشمال شرق سوريا بأنه سيرسل المهاجرين لهم، فنحن الوطن العربي صار عنا جميع حثالات الإرهابيين، ودفعنا الثمن مسبقاً لهزيمتهم، فلا يمكن تهديدنا، فنحن لم نصدق يوماً أن مئات الأسماء للجماعات الإرهابية هم معارضة، كنا نعرف من البداية أنهم جماعات مأجورة ليس إلا... وقد حان الوقت لكي نعلن موقفاً واضحاً، ونحمي أرضنا العربية من ألعاب اللاعبين الدوليين والإقليميين، ونتابع اللعبة الداخلية في أميركا بحذر لنرى من يسقط أولاً، ترامب أم أميركا التي يدفعها ترامب إلى مزيد من الانكشاف.

[email protected]

الحياة الجديدة